لم يفز رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، محمد روراوة، بأي لقب قاري منذ اعتلائه رئاسة «الفاف» لسنوات كثيرة، رغم لعب الجزائر هذه المنافسة القارية عدة مرات في عهدته. روراوة الذي انتقد مرارا وتكرارا من قبل قدامى اللاعبين وبعض الإعلاميين، أصر على مواصلة المشوار في الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، وفند مؤخرا نيته في ترك الرئاسة، لاسيما في الوقت الحالي، معبرا بأنه لا يمكنه أن يتخلى عن «الفاف» في هذه الظروف التي وصفت بالصعبة، عقب الخسارة التي مني بها المنتخب الوطني في تصفيات كأس العالم ضد منتخب نيجيريا بثلاثة أهداف مقابل واحد في مدينة «أيو».رئيس «الفاف» الذي كان يريد قيادة الفريق الوطني للمرة الثالثة على التوالي في عهدته، إلى كأس العالم، اصطدم بواقع الميدان، ليتيقن بأن حظوظ الخضر في التأهل للمونديال محدودة جدا، إن لم نقل مستحيلة، رغم تصريحاته بالتفاؤل في بلوغ هذا المبتغى. ونظرا لهذه الوضعية التي وجد فيها الفريق الوطني نفسه الآن، كان لزاما على رئيس «الفاف» أن يغير من أهدافه فيما يخص كأس أمم إفريقيا التي ستلعبها الجزائر في جانفي القادم بالغابون. فبعد أن طلب بلوغ الدور النصف نهائي لهذه المنافسة القارية، ها هو الآن يطالب المدرب البلجيكي ليكنس بالعودة بالكأس إلى الجزائر، ف«الحاج» يبحث عن أول تتويج له كرئيس ل«الفاف»، قبل أن يغادر قصر دالي ابراهيم. فقد أشار في إحدى تصريحاته الأخيرة بعدما فند مغادرته ل«الفاف»، بأنه باب الترشح مفتوح خلال الجمعية العامة الانتخابية القادمة لمن يريد الرئاسة. وحسب بعض المصادر فإن روراوة غير متحمس لعهدة جديدة على رأس الاتحادية لأسباب عديدة، على رأسها هبوط أسهمه عقب الخسارة الماضية ضد نيجيريا، لهذا فإنه يريد ويسعى إلى أن ينهي مشواره بتتويج قاري. ومن أجل ذلك، فإنه مستعد بأن يضع إمكانيات أكبر لبلوغ هذا المبتغى، رغم أنه يعلم بأن المهمة لن تكون سهلة بالنسبة له وللفريق الوطني، فهو يرفع الضغط على المدرب ليكنس وعلى اللاعبين، ويريد منهم أن يهدوه الكأس الإفريقية لتضاف إلى إنجازاته الشخصية، بتحقيق التأهل مرتين إلى كأس العالم، وإعادة الفريق الجزائري إلى الواجهة قاريا وعالميا، وقبل أقل من شهرين عن الموعد القاري، يكثف روراوة من اجتماعاته مع المدرب ليكنس، لوضع استراتيجية تسمح للفريق الوطني دخول «الكان» بقوة، والتأهل إلى الدور الثاني رغم صعوبة المجموعة التي سيواجه فيها الخضر كل من زيمبابوي، تونس والسنغال. رئيس «الفاف» يريد خروجا من الهيئة الكروية من الباب الواسع وبتشريف كبير، فهل سيبتسم له الحظ هذه المرة، ويرفع كأس إفريقيا عاليا، وينهي بها مشواره على رأس كرة القدم الجزائرية؟ الإجابة في أرجل اللاعبين وكفاءة المدرب.