بتحقيقه للتأهل التاريخي إلى الدور الثاني من المونديال يكون محمد روراوة الرئيس الوحيد في الفدرالية الجزائرية لكرة القدم الذي نجح في تأهيل المنتخب مرتين متتاليتين إلى كأس العالم وقاد الخضر إلى دور ثمن النهائي وهو ما لم يفعله أي رئيس مر على الاتحادية الكروية منذ نشأتها بعد الاستقلال. «الحاج» ربح الشيخ وهندس لنجاحات وحيد منذ أن تولى الحاج روراوة رئاسة الفاف في 2001 عرف المنتخب الوطني حركية كبيرة بداية بما صنعه مع الشيخ رابح سعدان في دورة تونس 2004 ثم بتأهيل الأفناك إلى مونديال جنوب إفريقيا 2010 على حساب منتخب القرن ونعني به منتخب مصر ليتألق الخضر في كأس إفريقيا بأنغولا ويتأهلون إلى المربع الذهبي، ليستنجد المدير العام السابق لليتيمة ولشركة النشر والإشهار بالبوسني كي يحقق التأهل الثاني على التوالي لمونديال البرازيل وهو ما لم يحققه رئيس سابق للفاف، قبل أن يبكي فرحا الحاج والمدرب حاليلوزيتش ببلوغ الدور الثاني وهو أكبر إنجاز تحققه الكرة الجزائرية بعد اللقب القاري لسنة 1990. روراوة يريد اللحاق بسجل كزال ولعل تصريحات روراوة للخبر الرياضي هنا بالبرازيل توحي بأن عضو المكتب التنفيذي للفيفا أصبح يطمح فعلا في مداعبة الكأس الإفريقية ليعادل إنجاز المرحوم عمر كزال الذي يبقى الرئيس الوحيد الذي توج في عهدته بلقبين قاريين واحدا مع الخضر سنة 90 والثاني مع وفاق سطيف في 89 . وسيسعى دون شك محمد روراوة إلى استغلال هذه الديناميكية الجديدة لتجسيد طموحاته في دورة المغرب القادمة ليس فقط بتنشيط النهائي الثالث للخضر في العرس القاري بعد نهائي 80 بنيجيريا ونهائي سنة 90 بل روراوة قالها صراحة « أريد التتويج بكأس إفريقيا لتعزيز رصيد الجزائر قاريا». روراوة أضحى يعرف الكاف والفيفا مثل بيته ورغم جملة الانتقادات التي توجه لروراوة من قبل الكثير فإنه لا يمكن بأي حال من الأحوال تقزيم دور الرئيس روراوة في نجاحات الخضر سواء في عهد سعدان أو مع حاليلوزيتش ، فالشخص أضحى يتحكم في كل دواليب الكرة الإفريقية والعربية ويعرف مدخل ومخرج الكاف مثل بيته الشخصي بل امتدت علاقاته إلى دواليب الفيفا وأصبح يوصف بالرئيس الفعلي للكرة الإفريقية والعربية بعد أن دخل المكتب التنفيذي للكاف في تونس سنة 2004 وبالتالي السنوات العشر التي عاشها روراوة في الكاف والفيفا وفي الاتحاد العربي جعلت منه حلقة مهمة وانعكس ذلك مباشرة على نتائج الخضر . بدون المغتربين لما نجح سعدان ولا حاليلوزيتش وحتى إن وصف الكثير من المتتبعين عملية جلب اللاعبين المغتربين للخضر بنوع من التدخل الفني للرئيس في خيارات المدرب فإن استراتيجية روراوة مع المنتخب الأول أعطت ثمارها ولولا مساعيه في جلب غلام وبراهيمي وتايدر وبن طالب وغيرهم لما حقق المنتخب النتائج الحالية وهو ما يدل على أن الرئيس يسهر بنفسه على عملية الاستقدامات في ظل قانون البهاماس ولولا مساعيه لما وجد سعدان ولا حاليلوزيتش هذا الكم النوعي من اللاعبين للقيام بعمل فني لائق . ماذا لو يهتم روراوة بالكرة الجزائرية من الداخل؟ بالرغم من تحقيقه لنتائج ممتازة مع الخضر تبقى أصابع الاتهام موجهة للرئيس روراوة حول عدم اهتمامه بالدوري الجزائري وبالكرة الجزائرية في الداخل، حيث برر الرئيس ذلك بعدم قدرته على التدخل في تسيير النوادي الجزائرية التي لها حرية التسيير ولا يمكن التحكم فيها إلى درجة أن الدوري الجزائري فقد مصداقيته رياضيا . والتساؤل الذي يطرح نفسه ماذا لو سخر روراوة جزءا من طاقاته وأفكاره وعلاقاته للكرة الجزائرية ؟ دون شك الحلول النظيرة موجودة ويبقى فقط القناعات السياسية لدى السلطات العمومية التي تعد الممول الوحيد للكرة الجزائرية. مبعوثونا إلى البرازيل: طارق قادري رفيق حريش