شرارة الإبداع تفيض ببوح رومانسي فني من وراء ملامح وتقاسيم وجه بريء وريشة جريئة من وجوه هذا الجيل المدهش الرائع، وهذا الكون الوافر الواسع لفضاءات الألوان لفنانة تشكيلية محترفة تحترق في معاناة وعزيمة وصبر كبير. هي امرأة مثالية، مناضلة وفنانة مميزة جدا، هي فضيلة مري، فما عسى وراء هذه الرسامة التي تكبر أعباؤها وجعا وقضية في كنف هذه الهبة الفنية..؟
- المساء : كيف أشرقت شمس الأنوثة المرحة الجريئة صخبا فطريا مبللا بصوت مذاهب فنية تغزو وجها فنيا بريئا »فضيلة مقري« فمن تكون هذه المرأة الفنانة المناضلة؟ * فضيلة: أنا فنانة تشكيلية من ولاية ورقلة، من مواليد باتنة، فنانة عصامية، صاحبة الألوان، أستاذة في التربية البدنية، زوجة وأم لستة أولاد من بينهم ابنتي حليمة فنانة تشكيلية ناشئة، متخصصة بالواقعية، أمارس الفن التجريدي والنماذج، من أسرة كلها مواهب، الوالد فنان تشكيلي، حرفي ورسام على الزجاج. - كيف انتفضت فيك لواعج الفن التشكيلي وماذا عن تشكيلة الموهبة، ومواسم الصراعات مع اللوحة والريشة... وتقاسيم المشاركات...؟ * فطرت منذ الطفولة على موهبة الرسم، في البداية لم أمارس أي نشاط فني لأنني كنت عاملة في مجال الدفاع الوطني مما منعني من ذلك، تحصلت على عدة جوائز ولائية ووطنية وتكريمية، شاركت بمعارض فنية ولائية في ورقلة، ووطنية في تمنراست، برج بوعريريج، قالمة، تبسة، أم البواقي، خنشلة، تندوف، سيدي بلعباس، الجلفة، حاسي مسعود، تيزي وزو، سطيف، مستغانم، قسنطينة، الجزائر العاصمة، وأخيرا جيجل وهذا الصالون الوطني الذي ساهمت فيه لأول مرة بلوحاتي. تحصلت على عدة شهادات شرفية وتكريمات على المستوى الولائي والوطني، أما دوليا فقد فزت بجائزة »صاحبة الريشة الذهبية في إبداع المرأة العربية« بتونس. كما عرضت لوحاتي أيضا بجمهورية السودان. - لماذا لقبت بسيدة الألوان..؟ * لا نبض للحياة دون ألوان، فهي التي تميز صاحبها عن غيره، لأنني فنانة ورسامة متميزة جدا في اختياري للألوان وهذا الذوق الرفيع، والانسجام والإتقان في أعمالي وإنجازاتي الفنية. - وما هو اللون المفضل لديك؟ * اللون الخاص بي هو »الأحمر لأن منه تخرج الحياة«. - وما الميزة الخاصة بك؟ * أحب أن أكون في صالون، في أروع وأرقى مستوى لأن الفنان الحقيقي في وسط اللوحات والألوان يعتبر موسيقى، وشعر.. فالاحتكاك وملاقاة الفنانين التشكيليين بعضهم ببعض يولد فيهم طاقة ديناميكية للإبداع أكثر والتواصل الفني، الراقي والسامي. - ما الأكلة المفضلة لديك..؟ * هي المقناوية. - وما الجديد ..؟ * دوما هناك الجديد.. الأجمل والأروع، المشاركات في صالونات أريد أن تكون اللوحة مفاجأة للجمهور، لأن أعمال الفنان هي التي تتكلم، أتمنى أن تكون الحياة زهرة من ألوان بلادي.. يكون الإبداع حيا، أن تكثر الأعمال الفنية وتتطور. - ما إحساسك وأنت تلامسين اللوحة والريشة؟ * الله جميل يحب الجمال.. أعطى من إبداعه لمن يحب، هو المبدع الخالق لكل جمال في الأرض، السماء والبحر، ميز الفنان عن غيره بميزة الموهبة الربانية.. لرهافة ورقة إحساس هذا المبدع الإنسان، لأجل إتمام رسالته في الأرض. - كيف تعبرين عن الإحساس الذاتي في انطباعك في الصالون الثالث للفنون التشكيلية بولاية جيجل؟ * كان الصالون ناجحا بالافتتاح ولحسن الضيافة والاستقبال، إذ فيه بصمات رائعة جدا لفنانين كبار، ومشاركين صنعوا المفاجأة الفنية، منهم الفنان التشكيلي والشاعر »كابرين العياش« من بسكرة، »خالد« من سوريا، »فوزية منور« من وهران، »نور الدين« من سيدي بلعباس، والناحت »عبد الرحمن رزاق« من جيجل، كان الصالون في المستوى فيه السلبيات كما فيه الإيجابيات. - كلمة الختام ماذا تقولين سيدتي؟ * أتمنى المشاركة مرة أخرى بولاية جيجل في سنة 2009، والنجاح والتوفيق لكل الفنانين التشكيليين والفنانات. وأشكر كل طاقم مديرية الثقافة لولاية جيجل ومدير دار الثقافة، وشكرا لجريدة »المساء« التي أتاحت لي فرصة هذا اللقاء، ودام الفن تاجا لكل فنان.