بادرت جمعية الكلمة للثقافة والإعلام بالتعاون مع جمعية أوركسترا إيقاع وتشريفات أول أمس بقصر رياس البحر، بتنظيم احتفالية لتحية وتكريم الفنان القدير عبد المجيد مسكود، تضمنت قراءات شعرية وتنويعات موسيقية وغناء مع حضور ملفت للمواهب الشابة؛ قصد تشجيعها وإعطائها فرصة للظهور. في كلمته الترحيبية أشار السيد عبد العالي مزغيش رئيس جمعية الكلمة، إلى أن الفعالية هي تكريم للفنان مسكود، وهي في ذات الوقت وقفة عرفان لكل هؤلاء المثقفين والفنانين الذين غادروا الحياة هذه السنة 2016 وعددهم 18 شخصا، كان في مقدمتهم الراحل الطاهر بن عيشة المتوفى في 3 جانفي 2016، مذكرا بأسماء سجلت حضورها في عالم الفكر والإبداع والفن، منها على سبيل المثال مالك شبل والميلي والزاهي والفرقاني وغيرهم، لتُقرأ على روح هؤلاء فاتحة الكتاب. كما أن الحفل تزامن وذكرى مظاهرات 11 ديسمبر 1960، وبالتالي تم الاستماع للنشيد الوطني والوقوف على بعض تلك الأمجاد التي وقّعها الشعب الجزائري الذي واجه المستعمر في المدن الجزائرية بصدر عار ولم يهب الرصاص. وقد اعتبر المتحدث أن هذا التاريخ جزء من ذاكرتنا الوطنية الحية التي ينبغي أن تورَّث لأجيال الشباب كي تكون حصنا منيعا في وجه أي عواصف تذر من هنا وهناك. بعدها تقدم السيد يوسف (شاعر ومطرب) ابن الفنان مسكود، الذي طمأن الحضور على صحة والده، مؤكدا أنه في طريق الشفاء، وأنه يزف أخلص التشكرات لجمهوره الوفي عبر أرجاء الوطن، علما أن الجمهور لا يكفّ عن السؤال عنه والتواصل مع أسرته عبر الفيسبوك، وهنا تدخل السيد مزغيش ليعلن ليوسف أن الجمعية ستزوره في اليوم الموالي؛ أي نهار أمس لتهنئته بمناسبة المولد النبوي الشريف، والفنان مسكود لا يمانع في زيارة الأحباب شرط أن لا يصوَّر أو أن تكون الزيارة ذات مغزى إعلامي وفقط؛ إذ يتهرب من الأضواء في هذه الحالة، ليؤكد المتحدث أن محنة المرض تجربة حياة عادية تصيب أي فنان أو إنسان. انطلق البرنامج بقراءات شعرية للشاعر الشعبي مسعود طيبي، الذي أبدع في قصيدة الجزائر التي زين أمجادها نوفمبر، ومما جاء فيها: أنت بحر الحب مولاها عساس ... ماهوش بايع عنك ما يغفل وبها والع ... نغم كبير ليها كذا من سامع. توالت بعدها المشاركات منها العازف إسلام مغيرف، ثم عقبة حموش الذي قدّم عدة قطع كما رافق الشعراء في إلقاءاتهم. وغنت هجيرة هديبي بعض روائع الفن الشعبي، كذلك وليد بورزاح برائحة "راح الغالي راح". على هامش الفعالية التقت "المساء" الموسيقي بوبكر حمّوش رئيس جمعية أوركسترا إيقاع وتشريفات، الذي أشار إلى أنه تم استقطاب الكثير من المواهب الشابة لتشجيعها ولكي تقف وجها لوجه مع الجمهور، منها هجيرة حديدي الفائزة في الطبعة الرابعة من برنامج "ألحان وشباب"، إضافة إلى المحترفين منهم الشاعر المعروف مسعود طيبي ورابح قادم وأستاذ الموسيقى جمال غازي والموسيقار الكبير عبد القادر حوات. وبالنسبة لتكريم مسكود أكد أن ذلك سلوك محمود؛ على اعتبار ضرورة تكريم الفنان في حياته، في حين تدخل الفعالية في إطار ركن "حتى لا ننسى"، الذي يتم العمل على ترسيخه في كل مناسبة، وهو موجه في الأساس للشباب. للتذكير، فإن الفنان محبوب الجزائريين صاحب رائعة "يا جزاير يا العاصمة" (أطلقها سنة 1989) كما اشتهر بعدة أغان على غرار "نهار يبان الصح"، "شوفو شوفو"، "وولاد الحونوال"، تعرّض مؤخرا لوعكة صحية، استلزمت توفير الرعاية الصحية المميزة التي خصه بها الأمن الوطني. اقترن اسم الفنان بروائع الفن الشعبي التي زادت من شهرته، فكان يدخل بيوت العائلات وينشط أعراس الجزائريين ويشارك في جلساتهم بمرحه وخفة روحه، وهو ابن حي بلوزداد المولود في 31 مارس 1953.