حلّ الربيع ومعه تجدّدت الدماء في عروقنا وانتفض جسدنا الكسول من برد فصل الشتاء وعادت الحياة إلى الطبيعة، فقامت بعض الحيوانات من سباتها ولبست النباتات فستانها البهي، ووسط كل هذه الأجواء المنعشة اختار الشعر أن يكون له نصيب من كل هذا الجمال، كيف لا وهو الجمال في حد ذاته؟ ليقتحم وبكل حب أبواب المركز الثقافي الفرنسي ويحتفل بتظاهرة ''ربيع الشعراء'' التي تجري فعالياتها في الفترة الممتدة من 5 إلى 7 أفريل الجاري. حول شعر المتوسط'' هو عنوان،طبعة 2011 لتظاهرة ربيع الشعراء التي ينظمها المركز الثقافي الفرنسي ابتداء من الغد وإلى غاية الخميس المقبل، وتضم كل من أمسيات شعرية، ندوات فكرية وحفل موسيقي وهذا بمشاركة شعراء من الجزائر وخارجها. والبداية، بتنظيم مائدة مستديرة وهذا بمناسبة إصدار أنتولوجية ''الشعراء والمتوسط'' عن دار النشر ''قالميار'' وتضم أسماء لشعراء أبوا إلا أن يشاركوا في هذه الفعاليات، ويتبادلوا خبراتهم مع نظرائهم من الضفة الأخرى، نذكر هجيرة أوباشير وحبيب طانغور من الجزائر وكازيميرو دو بريتو من البرتغال. كما سيتناول المتداخلون أيضا، مسارهم الشعري وعلاقتهم الوجدانية والجسدية بالمتوسط، بالمقابل ستتطرق الفنانة اليونانية أنجليك يوناتوس إلى مسيرتها الفنية في عالم الغناء والموسيقى والتأليف. وسيعقب هذه الندوة، تنظيم أمسية شعرية من إحياء عبد الرزاق بوكبة من الجزائر، محمد بنيس من المغرب وبرنارد نوال وإديت عازم من فرنسا، يرافقهم في ذلك عزف الجزائري نور الدين سعودي واليونانية أنجليك يوناتوس. أما اليوم الثاني، فستنطلق فعالياته أيضا بقراءات شعرية من الشعراء المشاركين في التظاهرة مثل هجيرة أوباشير، محمد بنيس، كازيميرو بريتو والشاعر اليوناني ستراتيس باسكاليس، وستتخلل هذه القراءات معزوفات موسيقية من أداء كاتارينا فوتيناكي وهذا في رواق بن ياعة ببئر مراد رايس. كما خصص اليوم الأخير لهذه التظاهرة، للشاعر المرموق برنار نوّال، وبحضور هذا الأخير سيتم تناول مسيرته الشعرية وكذا محاولة إيجاد أجوبة عن وصفته التي تتمثل في تركيز حياته كلها في الشعر. وسيشارك في هذه الأمسية علاوة على برنار نوّال، كل من إديت عزام، محمد بنيس، حبيب طانغور، هجيرة أوباشير وستراتيس باسكاليس، لتكون خاتمة الفعاليات في حديقة المركز الثقافي الفرنسي بحفل من تقديم انجليك يوناتوس وكاترينا فوتياناكي. للإشارة، برنار نوّال، شاعر فرنسي مرموق، احتفل مؤخرا ببلوغه الثمانين، خصص معظم سنين حياته للشعر الذي يعشقه ويضعه في صدارة أعماله التي تنوعت بين الرواية والدراسات والنقد الفني والمقالات الأدبية، تحصّل على العديد من الجوائز ومن بينها الجائزة الوطنية الكبرى للشعر سنة 1992 وجائزة روبار غانزو للشعر سنة .2010 وصدر لبرنار العديد من الدواوين الشعرية، نذكر ''أجزاء من الجسد'' سنة ,1958 ''وجه الصمت'' سنة ,1967 ''سقطة الزمن'' 1983 و''ما تبقى من الرحلة'' سنة ,1997 كما شارك برسوماته في أكثر من كتاب للفن التشكيلي، وكتب روايات أيضا من بينها رواية ''مذكرة نظرة'' 1988سنة و''مرض المعاني'' سنة.2001