تعلّق البروفسور الكويتي فهد خليل سالم الراشد بالجزائر واضح للعيان، فقد نشر أكثر من مؤلّف في دور نشر جزائرية، ويشارك في الكثير من الفعاليات الثقافية والعلمية الجزائرية وصدر عنها مؤلفات، كما عيّن رئيسا للجنة العلمية للملتقى الدولي حول «التعليم عن بعد بين النظرية والتطبيق التجربة الجزائرية أنموذجا»، والذي نظمت فعالياته في الفترة الأخيرة بجامعة تيزي وزو.. «المساء» التقت بالبروفسور المختص في الأسلوبية واللسانيات والصياغة، وأجرت معه هذا الحوار. ❊ حدثونا عن مساهمتكم في الملتقى الدولي حول «التعليم عن بعد بين النظرية والتطبيق التجربة الجزائرية أنموذجا» الذي نظمت فعالياته في الفترة الأخيرة بجامعة تيزي وزو؟ ❊❊ فتحت لنا الجزائر أبوابها العلمية ومشهدها الثقافي منذ سنة 2009، كما شاركت خمس مرات في تظاهرة «تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011»، ونحن اليوم لا نتحدّث عن مساهمة بقدر ما نتحدث عن مشاركة، يعني مشاركة علمية ثقافية وجدانية بين أقطار الوطن العربي، فالجزائر لها فضل كبير علينا، حيث نشرت كتبي فيها وشاركت في أكثر من ملتقى ومؤتمر، لهذا لا نتكلّم عن مساهمة أو مساهمة مادية بقدر ما نتكلّم عن أمور معنوية وجوهرية كبيرة استفاد منها القاصي والداني. ❊ بحكم أنّكم رئيس اللجنة العلمية لملتقى التعليم عن بعد، كيف تقيّمون فعالياته؟ ❊❊ شاركت في عدّة طبعات من الملتقى الذي ينظّمه مخبر الممارسات اللغوية بجامعة «مولود معمري» بتيزي وزو، رغم أنه كان مؤتمرا وطنيا (بحكم أنّ زوجتي جزائرية)، وهناك كرمت لأول مرة في الجزائر وأشكرهم من كل قلبي عن هذا التقدير وهذه المكانة، الآن ولأوّل مرة ينتقل المؤتمر من وطني إلى دولي وهذا إنجاز كبير، كما عرفت هذه التظاهرة مشاركة شخصيات من ثماني جنسيات وحدث الاحتكاك والتعاون بين جميع الأطراف، وهي الغاية المرجوة من هذه المؤتمرات. ❊ لماذا اخترتم موضوع التعليم عن بعد، ليكون شعار الملتقى الدولي الأوّل الذي ينظّمه مخبر الممارسات اللغوية بتيزي وزو؟ ❊❊ قدّمنا على مستوى اللجنة العلمية ما يقارب ستة موضوعات، ومنه وجدنا أنّ هذا الموضوع جوهري، يحتاجه أيّ باحث ويمكن أن يسهّل الأمور كثيرا على بعض الفئات مثل إتاحة الفرصة لتعلّم المرأة الماكثة في البيت، والتي لم تتحصّل على التعليم بسبب زواج مبكر أو ظروف معيّنة، واليوم أرادت أن تتواصل مع أولادها تعليميا وثقافيا، كما أن هناك أشخاصا يمرون بظروف قهرية، فمثلا شخص يصرف على عائلته وله ميول علمية، لكن ظروفه حالت بينه وبين التعليم، لهذا التعليم عن بعد يسمح له بأن يتواصل مع المجتمع ويثقّف نفسه، ووجدنا أنّ هذا الموضوع حيوي جدا، أضف إلى ذلك أنّه موضوع لغة العصر، خاصة أنّنا أصبحنا نعيش في قرية صغيرة بسبب التواصل الاجتماعي. ❊ سبق لكم أن أصدرتم أكثر من مؤلّف في الجزائر، هل هو راجع إلى محاولة التقرّب من القارئ الجزائري في ظل شبه انعدام التواصل بين دور النشر العربية؟ ❊❊ هناك معارض كتب سنوية في كل دولة، والحمد لله أنّ مؤلفات الكاتب الجزائري موجودة حتى في دول الخليج، كما أن دور النشر الجزائرية منتشرة وتساهم في الكثير من المعارض الدولية، وأؤكد على وجود إقبال كبير على الكتب الجزائرية في الخليج، لاسيما كتب المفكّرين، مثل أركون وبن نبي وبن باديس، علاوة على الروايات لأصحابها بن هدوقة ومستغانمي ووطار وواسيني، هذا الأخير، أجاز رواية «ساق البامبو» للكاتب الكويتي حينما كان في لجنة تحكيم الجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر»، أمّا بالنسبة لمؤلفاتي، فهي عبارة عن دراسات وبحوث ناجمة عن مشاركاتي في مؤتمرات بالجزائر وقمت بتوثيقها بعد أن أعدّت صياغتها. ❊ إلى ماذا يعود اهتمامكم بالثقافة الجزائرية؟ ❊❊ نحن كدول خليج، كنا مغيّبين في فترة من الزمن عن دول شمال إفريقيا، صحيح أننا نعرف رموزا معينة مثل عمر المختار من ليبيا والأمير عبد القادر من الجزائر وندرّسها كمنهج دراسي، بيد أنّنا كنا مغيّبين عن الثقافة المتعمّقة لهذه الدول. لكن في السنوات الأخيرة وبتوصية من سمو أمير البلاد، تفتّحنا على الأدب المغاربي ودول شمال إفريقيا، ووجدنا علما عميقا جدا لم نألفه ولم ندرسه من قبل، فغصنا في أعماق هذه النصوص، أي درسناها من الناحية السيميائية (من داخل النص)، والحمد لله أصبحنا متواصلين جدا مع الجزائر، حتى أنّ وزير التعليم العالي الجزائري من ضمن أعضاء مؤسّسة البابطين، كما أنّ أبرز المذيعات في قطر وبعض القنوات العربية من الجزائر، يتقن اللغة العربية ومتفوّقات على نظيراتهن من الدول الأخرى. ❊ لكم العديد من المؤلّفات، مثل «جواهر القرآن» و«الظواهر النحوية في شعر الفرزدق» وغيرهما، ما هي المعايير التي يعتمدها البروفسور في انتقاء مواضيع مؤلّفاته؟ ❊❊ تنقسم مواضيع مؤلفاتي إلى قسمين؛ قسم من هذه المؤلّفات يعنى بدراساتي في تحقيق التراث الذي أحاول إنعاشه بكتابات معاصرة، في المقابل هناك كتب تكون ثمرة مؤتمرات شاركت فيها، مثل مؤتمر بسعيدة حول «الرباط والمرابطة بين الصوفية والفروسية»، وهو طرح جديد من الأمير عبد القادر، إلى جانب كتابي عن السينما الجزائرية، وفي هذا السياق أقول بأننا في الكويت كنا بعيدين جدا عن الفن السابع الجزائري، يمكن أن نقرأ الروايات لكن العمل المكتوب إذا انتقل إلى عمل مسموع ومرئي لم نكن نتابعه، إلى أن جاءت الفرصة من خلال دعوة المسؤولين الجزائريين بتونس إلى حضور أسبوع الفيلم الجزائري هناك، واكتشفت المخرجين الجزائريين مثل حمينة، شندرلي، بلوفة، راشدي وشويخ، كما تعرّفت أيضا على أفلام «ياسمينة» و«أنا الجزائر» و«ريح الأوراس»، وهنا أتوقّف للحديث عن فيلم «عطلة المفتش طاهر» الذي أعتبره بأنه سبق عصره من خلال اعتماده على كوميديا الموقف، ومع الأسف لم يحظ بالإعلام للتعريف به، أيضا فيلم «لندن ريفر» الذي عولج فيه موضوع الإرهاب بطريقة جميلة جدا، وكذا فيلم «نهلة» الذي عرف مشاركة جزائرية لبنانية، ووضع موقع قدم خارج الجزائر. ❊ ذكرتم في إحدى مشاركاتكم في ملتقى أنّ اللغة العربية حاضنة اللغات، كيف توصّلتم إلى هذه النتيجة؟ هل استخلصتموها من الآيات القرآنية؟ ماذا عن الواقع؟ ❊❊ نسعى إلى أن تكون اللغة العربية حاضنة اللغات وننبذ كلّ تطرف وتعصب، ومعنى أن تكون اللغة العربية حاضنة للغات، ألخّصها في مقولة أنه «إذا كان الأجنبي الذي دخل إلى الإسلام هو أخي، إذن اللفظة الأجنبية هي أخت اللفظة العربية في القرآن»، والقرآن فيه الكثير من اللفظات غير العربية، لهذا لا بد أن تتآخى العربية مع كل اللهجات واللغات وأن تحتضنها لأنّها اللغة الأم، فاللغة العربية يجب أن تكون بهذه القامة الشاهقة، أي أنّها تحافظ ولا تنبذ اللغات واللهجات وتكون هي المضيافة وتقدّم لهم أفضل ما عندها. ❊ لكن اللغة العربية لا تتبنى مفردات من لغات أخرى، مثل «لاروس» و«أكسفورد» التي تضم كل سنة مفردات من لغات أخرى، أليس كذلك؟ ❊❊ طرحت في الإذاعة الجزائرية على هامش مؤتمر للترجمة نظّم منذ سنوات في قصر الثقافة «مفدي زكريا» بالجزائر، إنشاء معجم للألفاظ الأجنبية التي دخلت الحياة اليومية للجزائري، وقد سمّيت هذا الطرح ب«أسلمة الألفاظ الأجنبية»، كيف لا وقد قمنا حتى بوضع الضمائر العربية لهذه المفردات، فمثلا هناك مفردات فرنسية دخلت إلى حياة الجزائريين اليومية، ولا يقبلها حتى الفرنسي مثل جمع «باراج» (حاجز)، ب«باراجات» فالفرنسي لا يستعمل كلمة «باراجات»، لهذا نريد أن نضع لكلّ هذه المفردات معجما، كما أرفض أن يطلق عليها صفة «الهجينة»، بل أقول بأنّها ألفاظ معاصرة، ولا أجد ضيرا في تخصيص معجم لها، بل سيكون ذلك إثراء لنا، لأنّ الغاية من ديننا نشره وتوسيعه، بالتالي حينما يسلم شخص معين فإنه يدخل في دينه الجديد بمفرداته، ومعجم «أكسفورد» يقحم كلّ سنة ثلاثة آلاف كلمة ويتوسّع، فلم لا يكون لدينا نحن معجم جزائري وآخر كويتي، وفي هذا السياق، التقيت بشخص قال لي بأنّه يعمل على إنشاء معجم عن المفردات المتداولة في ولاية الشلف، فقلت له لو كل ولاية جزائرية تؤسّس معجمها لحُفظت مفردات كثيرة، ومنه وتحت وصاية مجمع اللغة العربية في الجزائر، يتم التأسيس لمعجم كبير مثلما حدث في السودان، حيث قام عون شريف بجمع أربعة مجلدات تضمّ اللهجة السودانية. ❊ لماذا يصعب على اللغة العربية أن تكون لغة علم؟ هل المشكلة في المصطلح؟ ❊❊ اللغة العربية هي اللغة الأكثر جذرا واشتقاقا، لهذا يمكن أن تصبح لغة علم وسوق، أي أنّ لها استعدادات في ذلك، لكنّها تجد صعوبة في تحقيق غايتها بسبب المتعصّبين، فمثلا الفراهيدي يقول بأنّ هناك ست تقليبات على كلمة «ذهب»، وأننا نستعمل كلمة «هذب» مثلا لكننا لا نستعمل كلمة «بهذ»، وأنا اقترحت أن نعوّض كلمة البريد الإلكتروني التي ترجمت من كلمة «ايميل» إلى كلمة «بركل» أي مزيج بين كلمتين هما «برق» و«ركلط»، حتى لا يقال بأنّ اللغة العربية لغة فقيرة بحكم أنّها تعتمد على كلمتين لترجمة كلمة واحدة، مثل الاتهام الذي يلصق باللغة الفرنسية التي تستعمل مثلا كلمتين للتعبير عن رقم 70، لكن المعاجم غير متّفقة ويعتقدون أنّ هذه الكلمة غريبة ويفضّلون بذلك استعمال مفردات من اللغة الأجنبية، لهذا لا بدّ أن تكون هناك اجتماعات دورية للمعاجم العربية تثمر بالاتّفاق على صيغ معيّنة. ❊ نربط اللغة العربية بالقرآن، بالتالي نضفي عليها قدسية، ألن يكون ذلك على حساب حرية المبدع الذي قد يجد نفسه مجبرا على عدم تناول مواضيع معينة بسبب قدسية اللغة التي يستعملها؟ ❊❊ اللغة العربية لغة المقدّس ولغة سوق، بالنسبة للغة الإنجليزية الآن، هي لغة سوق وليست لغة مقدّس، لأن اللاتينية اندثرت، لكن لو انتقل سوق المال إلى الصين، فلن يكون هناك تهافت على اللغة الإنجليزية، في المقابل لو أتينا إلى القرآن اليوم، كم ذُكرت حادثة موسى وفرعون؟ الكثير من المرات وكل آية مختلفة عن نظيرتها في السياق والصياغة، مما يتيح قراءات متعدّدة للدارسين، أليس هذا إبداعا؟ كما يمكنني أن أستخدم كلمات، مقتر، بخيل، شحيح، بنفس المعنى، لكن لكل واحدة بلاغتها، لهذا أقول بأنّ القرآن يحمل لغة مقدّس وإبداع في آن واحد، حتى في الإيجاز مثل الآية القرآنية «يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس»، هناك أيضا لغة الإطناب عند الجاحظ وهي لغة جميلة جدا، كما أنّ الكثير من الكُتّاب يدخلون سياقات قرآنية في مؤلفاتهم، مما يرفع من مستواها. ❊ ألّفتم أكثر من إصدار عن النحو، خاصة بالنسبة للطفل، هل تعتقدون أنّ طفل اليوم يهتم بالنحو والصرف في زمن المعلوماتية والتكنولوجيات، حيث تقتصر كتابة المفردات وربما تتعرض للتغيير الجذري؟ ❊❊ نحن نعتمد على الطفل كثيرا والطفل باستطاعته أن يتعلّم أكثر من لغة، وأنا ضدّ من يقول بأنّ الطفل لا يستطيع أن يتكلم إلا لغة واحدة أو لغتين، وهذا وفقا لأكثر من دراسة، كما أنّنا شاهدنا عبر النت، كيف أنّ طفلة تتكلّم سبع لغات، فالطفل لديه قابلية وقدرة التعلّم، إذا تم تدريبه بالطريقة الصحيحة، كما أنه المستقبل بعينه، لهذا لا بد أن نهتم به، أكثر اهتمامي بالأطفال في المناطق النائية والمتطرّفة والوعرة، وأركّز على هذا الطفل الذي لم يأخذ حقه من الحضارة والمدنية والتكنولوجيا، كما لا يمكن تثقيف الطفل بدون تثقيف أمه، وهناك زيجات مبكرة للأسف في المناطق البدوية والريفية، فتتزوّج البنت وتنقطع عن الدراسة، لهذا أعود إلى موضوع الملتقى وأقول بأنّ التعليم عن بعد يفتح مجال التعلم لمثل هذه الفئات، لهذا نسعى إلى تثقيف الأم التي بدورها تثقّف الطفل. ❊لديكم عدة دراسات نقدية في السينما والتلفزيون والروايات، هل يعود ذلك إلى اهتمام البروفسور بكل الحقول الثقافية؟ ❊❊ يعود ذلك إلى تخصّصي في الأسلوبية واللسانيات والصياغة، وأقول بأنّ الإنسان هو المبدع وأن قراءة النص من الداخل مهمة جدا، وهو ما يسمى ب«سيميائية النص»، نريد أن نثري هذا التخصّص ونضع ثورة نقدية ولغوية وأدبية لما يأتي بعدنا، في المقابل عندما ننقد إبداعا ما، القصد منه إبراز الجمال ونحن لا نقيّم ولا ننتقص في عمل أيا كان، فلا الشاعر ولا الممثّل ولا الروائي يُسأل عما يبدع، لكنّنا نضع لهم تساؤلات ليس بهدف الإجابة عنها، بل لمراجعة النفس حينما يقرّرون الإبداع مرة أخرى. ❊ تهتمون بنشر قيّم القرآن والتعريف بها، هل تعتبرون ذلك رسالة منكم تؤدونها في زمن «الإسلاموفوبيا»؟ ❊❊ وقفت عند آيتين تحسمان القضية؛ الآية الأولى«إنا جعلناه قرآنا عربيا» والثانية «وما أرسلناك إلا كافة للناس»، إذن أنت أيها النبي أرسلت لكافة للناس، بماذا؟ بهذا القرآن العربي، بالتالي كلّ ما ينطلق من تعاليم الدين من التسامح والإخاء وغيرهما ينطبق على هذه اللغة، لأنك تكتب بهذه اللغة، فلا يجوز أن يكون الدين متسامحا واللغة متعصبة. مثلا الدين يتناول حق الجوار، بالتالي في اللغة يجب أن تحترم جارتها اللغة الأخرى، مثلا في الجزائر من هما اللغتان المتجاورتان؟ هما العربية والأمازيغية، لهذا يجب أن يكون بينهما الاحترام. أيضا رجل سمع آذان صلاة الفجر فقام وتوضأ واتجه إلى المسجد ليصلي، في نفس الوقت أنا أيضا سمعت آذان الفجر فقمت وتوضأت، لكنني صليت في منزلي، فهل أتيت بمعصية أم هو أفضل مني؟ أنا لم آت بمعصية لأنني صليت ولكنه أفضل مني لأنه ذهب إلى المسجد، لنأخذ هذا المثال ونطبّقه على اللغة، أجمع «بحث» على «أبحاث» وهو يقول «بحوث»، أنا لم أخطئ لكنه هو أفصح مني، وهنا نصل إلى مستويات ففيه الفصيح والأفصح والعامي، أيضا يقول الناس، اللغة العربية الفصحى، هذا خطأ فالرجل هو الفصيح، والفصاحة قد تكون بكلمة واحدة أو بالإيجاز أو بالسياق، اللغة العربية ليست فصيحة بل هي ألفاظ ينتقيها شخص ويركبها، ثم هناك رموز وإشارات تدل على عدة معان مثل الآية الكريمة «فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا»، فالإشارة هنا لغة لكنها ليست فصاحة، حيث أنهم فهموا مقصدها بدون أن تنبس ببنت شفة، واللغة مستويات والفصاحة تكمن في الشخص الذي يستعمل اللغة العربية في محلها وبالشكل الصحيح، وليس في استعمال كلمات منمقة خاصة أمام شخص بسيط فلكل مقام مقال، بل الفصاحة أن تنزل إلى مستواه، فقد خاطب رسول الله صلى الله عليه وسلم قبيلة كانت تقلب ألفها إلى عين بلهجتهم، هذه هي الفصاحة، أي في مقدرتك على إيصال معلوماتك.