حالة غير مشرّفة تلك التي تتواجد عليها غابة "الزقور" المتاخمة لبلدية المامونية بولاية معسكر، بعد أن أضحت في السنوات الأخيرة، عرضة لكلّ أنواع التخريب والتدمير من قبل أهل المدينة وزوارها، الذين استغلوا غياب المصالح المكلفة بالمراقبة والمحافظة على الثروة الغابية والبيئية. غابة الزقور التي تمتد على مساحة 122 هكتارا لم تعد كما كانت في السابق القريب، تلك الوجهة المفضّلة للعائلات القادمة إليها من مختلف مناطق معسكر والولايات المجاورة، حيث كان الاستمتاع بهوائها وخصبة أراضيها وطيورها أهم ما يميز هذا الفضاء البيئي عن مختلف أماكن الترفيه التي تتوفر عليها الولاية. هذا التميّز البيئي لم يُكتب له الدوام بعد أن امتدت إليه أيادي التخريب والتدمير خلال سنوات الإرهاب، حيث استغلت العديد من الجهات اشتغال المصالح الأمنية بالوضع الأمني، وغياب مصالح المراقبة التابعة للغابات والبيئة، لتقدم على قطع أعداد هائلة من أشجار البلوط بهدف الاتجار بأخشابها، وهو ما كان سببا في تقليص مساحتها كثيرا. بعد تحسّن الوضع الأمني لم تول أي جهة اهتماما بهذه الغابة، تاركة المجال لهواة الحرق العمدي للأشجار، خصوصا مع اقتراب مناسبة العيد الأضحى، لإنتاج الفحم وبيعه، إذ لا يمر عام بدون تسجيل العشرات من الحرائق التي تتلف مساحات شاسعة من الغابة. كما لايزال غياب المراقبة بالغابة أهم العوامل الأساسية في تحوّل هذا الفضاء البيئي إلى مخمرة مفتوحة على الهواء لا تسرّ الناظرين. الإقبال الكثيف لمستهلكي الخمور والمخدرات على غابة الزقور والذين يتزايد عددهم من يوم لآخر، لايزال يثير استياء المواطنين؛ سواء أرباب العائلات الباحثين على فضاءات الاستجمام لأهلهم، أو الرياضيين الذين يتقلص عددهم نتيجة الاعتداءات التي أضحت تسجَّل من يوم لآخر. في هذا السياق، لم يُخف منتخب من بلدية المامونية ل "المساء"، تردي الوضع البيئي بغابة الزقور، التي تحوّلت بفعل فاعل إلى مفارغ عشوائية، حيث أضحت تستقبل كلّ أنواع النفايات من الصلبة والمنزلية إلى نفايات المذابح، وهو ما أثّر كثيرا على الجانب الجمالي والبيئي للغابة التي -حسب نفس المصدر- لم تتمكّن مصالح البلدية، نتيجة غياب الاستثمارات المالية، من تحسينها والمحافظة عليها. كما كشف المصدر أنّ الدراسة الخاصة بتحويل الغابة إلى منتزه حضري والتي كلّفت مكتب دراسات مختص تحت إشراف وزارة تهيئة الإقليم والبيئة بتهيئته، لم تر النور بعدُ منذ عام 2014. وفي هذه النقطة، يضيف أنّ تدخّل المصالح الولائية أضحى مطلبا أساسيا للحفاظ على هذه الغابة، التي باتت مهدّدة أكثر من ذي قبل.