شهدت عدة بلديات بولاية جيجل خلال الأسبوعين الأخيرين موجة من الحرائق أتت على مساحات واسعة من الفضاءات الغابية سيما بكل من بلديتي العوانة وتاكسنة وهو مادفع ببعض المهتمين بشؤون البيئة على مستوى الولاية (18) الى دق ناقوس الخطر والتحذير من مغبة استمرار موجة الحرائق المذكورة سيما مع اقتراب شهر سبتمبر الذي تسجل فيه عادة أعلى معدلات الحرائق الموسمية بهذه الولاية الجبلية .ورغم الاحتياطات التي قامت بها مصالح الغابات على مستوى مختلف بلديات ودوائر عاصمة الكورنيش جيجل بغرض التصدي للحرائق الموسمية والحيلولة دون تدمير الثروة الغابية بهذه الولاية الجبلية خاصة بعد الأضرار الفادحة التي تعرضت لها هذه الأخيرة خلال العشرية السوداء إلا أن الحرائق التي عرفتها بعض البلديات الجبلية خلال الفترة الأخيرة أعطت الإنطباع بأن الإجراءات المذكورة تبقى بعيدة عن حماية الشريط الغابي للولاية (18) وأن خطر تدمير مزيد من المساحات الغابية خلال الأسابيع المقبلة يبقى قائما بشدة سيما في غياب الوعي الجماعي وانعدام ثقافة الحفاظ علىالبيئة شرائح واسعة من المجتمع الجيجلي سيما سكان المناطق الريفية الذين لطالما وجهت لهم أصابع الإتهام في أغلب الحرائق التي شهدتها المناطق الجبلية وهو مايفسر السياسة التي عمدت اليها محافظات الغابات مؤخرا والقائمة على التقرب من سكان الأرياف المذكورة بغرض تحسيسهم بأهمية الحفاظ على المساحات الغابية ومن ثم جعلهم كشريك في تجسيد شعار "صيف بدون حرائق" الذي أطلقته هذه المحافظات بمناسبة صيف (2010) .وفي غياب احصائيات وأرقام رسمية من قبل الجهات الوصية تفيد تقارير صادرة عن بعض الأطراف المهتمة بشؤون البيئة على مستوى عاصمة الكورنيش بأن الحرائق الموسمية تأتي سنويا على مئات الهكتارات من الثروة الغابية بهذه الولاية وبالخصوص أشجار الفلين التي تأتي في المقام الأول من حيث نسبة الخسائر متبوعة بأشجار الصنوبر وبقية الأشجار النفعية الأخرى بما فيها أشجار الزيتون التي هلكت الكثير منها خلال الثلاث سنوات الأخيرة سيما ببلدية بلهادف التي أتلفت بها لوحدها قرابة ألف شجرة زيتون خلال حرائق (2007) هذا دون الحديث عن النباتات الأخرى التي أدى حرقها وتدميرها الى اختلال رهيب في التوازن البيئي بالعديد من مناطق الولاية بل أن هذه الأضرار لم تستثن حتى الموّالين الذين اعتادوا استغلال هذه المساحات التي مسّها التدمير والتخريب لرعي مواشيهم . م/مسعود