من المرتقب أن يحتضن متحف الفنون المعاصرة بوهران في 21 مارس القادم أوّل تظاهرة فنية، بعد إتمام عملية التجهيز، لاسيما أنّ وهران تتهيأ لاحتضان البحر الأبيض المتوسط سنة 2021، ليكون بذلك فرصة طالما انتظرها فنانو وهران والجهة الغربية من الوطن، من خلال إنشاء مجلس استشاري يضم عددا من الفنانين التشكيليين بالولاية، تشرف بخبرتها في المجال على عملية تنظيم وإقامة هذه الفعاليات. في هذا السياق، اعتبر وزير الثقافة عز الدين ميهوبي أمس، متحف الفنون المعاصرة الجديد المتواجد بشارع «العربي بن مهيدي» بوهران مكتسبا للولاية، بعد التجربة الناجحة لمتحف «ماما» بالعاصمة لأنه احتضن الكثير من الفعاليات المرتبطة أساسا بالفنون التشكيلية سواء على الصعيد المحلي، الوطني أو الدولي، من خلال استضافته للكثير من المهرجانات المتخصصة في الفن التشكيلي، وهي التجربة التي نقلت إلى مدينة وهران ليصبح فضاء حقيقيا للفنون التشكيلية المعاصرة وغير المعاصرة. أوكلت عملية إدارة وتسيير هذا الصرح الفني مؤقتا للمتحف الوطني «أحمد زبانا»، في انتظار أن يأخذ استقلاليته مستقبلا، حسبما جاء في تصريح الوزير، لأنّ وهران بما قدّمته في مجال الحركة الفنية التشكيلية تستحق أن تعزّز بفضاء للفنون التشكيلية، من شأنه أن ينعش الحركة الفنية التشكيلية والثقافية داخل الوطن، ويعطي بعدا دوليا كذلك، فيما سيستفيد هذا الصرح الفني من التجهيز الذي ستشرف عليه المؤسّسة التي قامت بإنجازه، واقترح الوزير أن تكون عملية التجهيز بنفس مواصفات تلك المتواجدة بمتحف الفن المعاصر والحديث بالعاصمة، حيث يتمّ إعداد دراسة لتقييم التركيبة المالية التي يحتاجها للانطلاق في المشروع. في شأن آخر، وصف ميهوبي سنة 2016 بالمريحة ثقافيا، حيث شهدت أكبر عدد من المهرجانات والفعاليات الثقافية والفنية في تاريخ القطاع، رغم تقليص عددها وإدارتها، وفق سياسة ترشيد النفقات، وأرجع الفضل فيه للمساهمة الفعالة للقطاع الخاص والمؤسسات الاقتصادية في دعم العمل الثقافي وتمويل عدد كبير من هذه الفعاليات الثقافية، منها من موّلت بنسبة مائة بالمائة، بالرغم من بعض المخاوف التي عّبر عنها بعض القائمين على العمل الثقافي، بخصوص فشل تجربة فتح قطاع الثقافة للمستثمرين الخواص، حيث قال «عندما طلبنا إدماج المؤسسات الاقتصادية في الفعل الثقافي ببلادنا وجدنا من يتبنى هذه الفكرة ويلبيها، فعندما نمنح الفرصة للقائمين على تنظيم مثل هذه المهرجانات في البحث عن الجدوة الثقافية سنصل إلى نتائج مرضية». أكّد الوزير مواصلة عملية مراجعة المهرجانات الثقافية والفنية المعتمدة وطنيا، والإبقاء على تلك التي تقدّم إضافة حقيقية للمشهد الثقافي المحلي والوطني على أن تكون سنة 2017 أكثر، من خلال التكيّف مع أيّ تحول اقتصادي، مع ضمان الاستمرارية للفعاليات الثقافية. للإشارة، انطلق إنجاز مشروع متحف الفن المعاصر الذي كان في السابق يحتضن الأروقة الجزائرية بوسط مدينة وهران سنة 2013، وفق المعايير الدولية، وتم حسب رئيس المشروع، تخصيص الطابق الأرضي لحفظ وصيانة المقتنيات ومختلف الخدمات الإعلامية الأخرى، فيما سيكون الطابق الأوّل مفتوحا أمام الزوّار بشكل يومي، حيث يحتوي على شباك لبيع التذاكر وفضاء للأطفال وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، إضافة إلى محلات لبيع الأغراض التذكارية. كما سيشهد تنظيم المعارض الفنية، فيما ستخصص الطوابق الثانية والثالثة والرابعة للمعارض الفنية المسطرة من قبل إدارة المتحف، منها جناح خاص لتاريخ ولاية وهران.