ستخرج أول شاحنة «رونو تروكس» الجزائرية خلال السنة الجارية 2017 من مصنع «سوبروفي» لتركيب شاحنات الوزن الثقيل بمفتاح بالبليدة الذي سيخصص لتركيب شاحنات رونو تروكس «سي» و»كا» وكذا شاحنات فولفو تروكس «أف أش» و»أف أم»، والذي ستصل طاقته الإنتاجية إلى ألف مركبة في سنة 2018. قامت شركة «سوبروفي» صاحبة مشروع رونو تروكس بالجزائر أمس، بوضع حجر الأساس لانطلاق أشغال إنجاز مصنعها الذي سيكون جاهزا خلال السنة الحالية، والذي من المنتظر أن يطرح أول شاحنته بنسبة إدماج تصل إلى 15 بالمائة قبل نهاية السنة، حسبما كشفه السيد عبد النور سواكري، رئيس مجلس إدارة الشركة. ويقع المصنع بمدينة مفتاح ويتربع على مساحة قدرها 24 ألف متر مربع، حددت طاقته الإنتاجية في المرحلة الأولى بألف شاحنة خلال سنة 2018 على أن يتضاعف العدد ليصل إلى ألفي شاحنة في سنة 2019 بقدرة إنتاج تتماشى وحاجيات السوق الوطنية، حيث سيشتغل المصنع بأدق المقاييس العالمية لشركة فولفو السويدية حسبما أكده مسؤولو المشروع الذين اعتبروه استثمارا هاما يؤسس لنقلة تكنولوجية كبيرة لصالح تطوير أداة صناعية عالية الجودة وخلق تنافسية في الجزائر. ورصد للمشروع في البداية غلافا ماليا أوليا قدره 2 مليار دينار قابل للزيادة حسبما تتطلبه تكاليف الإنجاز. وسيخلق المصنع حوالي 500 منصب شغل، منها 200 منصب مباشر و300 غير مباشر، حيث سيخضع كل العمال لتربص ميداني سيمكنهم من التحكم والتعرف على آخر التكنولوجيات الحديثة لمجمع فولفو الدولي، إذ من المنتظر أن تخصص الشركة صاحبة المشروع مركزا للتكوين المهني يخصص لتكوين مواردها البشرية في مختلف المهن ذات العلاقة بالصناعة الميكانيكية. ويأتي هذا المشروع تجسيدا لعقد الشراكة الذي تم التوقيع عليه بين المجمع الصناعي الجزائري «بي أس أف سواكري» و»رونو تروكس أس أس» العالمية في 25 أوت 2016 بمدينة ليون الفرنسية والقاضي بتأسيس شركة مختلطة لتركيب وتجميع شاحنات الوزن الثقيل بالجزائر 70 بالمائة من أسهمها جزائرية و30 بالمائة المتبقية يملكها مجمع رونو تروكس وفولفو. ومن جهته، ذكر السيد جان قيراندار، المدير المالي لشركة فولفو الدولية ونائب رئيسها بأن هذا الاستثمار سيعزز تواجد رونو تروكس وفولفو بالجزائر في إطار سياسة انتهجتها الحكومة لتطوير الصناعة والاقتصاد الوطني. مشيرا إلى أن رونو تروكس تحتل مكانة هامة في سوق شاحنات الوزن الثقيل بالجزائر بسيطرتها على 30 بالمائة من حصص هذه السوق في صنف الشاحنات الصناعية التي يتجاوز وزنها 16 طنا. وكشف السيد سواكري في رده عن سؤال ل «المساء» أن شركته عينت فريق عمل يجري اتصالات حاليا مع مناولين جزائريين للتعرف على منتوجاتهم ومعاينتها إن كانت مطابقة لشروط النوعية والسلامة التي تفرضها العلامة الدولية التي يمثلها. وذلك بهدف توقيع عقود تجارية في حال استجابة قطع غيار هؤلاء المناولين المحلين لشروط النوعية تسمح بتزويد مصنع رونو تروكس وفولفو ببعض قطع غيار ولواحق السيارات الوطنية، تطبيقا لما ينص عليه القانون الذي أكد على ضرورة رفع نسبة الإدماج لتصل إلى حدود 40 بالمائة بعد مرور خمس سنوات من بداية الإنتاج. أما بخصوص التصدير، فقال المتحدث إن المصنع سيركز في البداية على الاستجابة لحاجيات السوق الوطنية على أن تبقى أبوابه مفتوحة للتصدير في حال تلقي عروض من شركاء أجانب يرغبون في اقتناء منتوجاته مستقبلا، مضيفا أن التوجه للأسواق الخارجية يتطلب بعض الوقت حتى يتمكن الزبائن من التعرف على منتوجاته. ومن جهتها، صرحت السيدة ماري كلار سوارد كابرا، سفيرة السويدبالجزائر أن هذا المشروع يعد ثمرة العلاقات السياسية والاقتصادية الجيدة بين الجزائروالسويد والتي عرفت دفعا قويا خلال السنة الماضية 2016 بفضل الزيارات الرسمية التي قام بها مسؤولو البلدين والتي سمحت لثلاثة وزراء سويديين بزيارة الجزائر وكذا لوزير الصناعة والمناجم السيد عبد السلام بوشوارب بزيارة السويد لبحث سبل الشراكة وتعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية. وفي هذا السياق، أشارت السفيرة إلى أن زيارة السيد بوشوارب للسويد سمحت بمناقشة فرص الشراكة المتاحة خاصة في مجال الصناعات الميكانيكية وتوجت ببعث هذا المشروع.