زيارتنا لمصنع “فولفو" في السويد وسلسلة المصانع، والاطلاع عن كثب على طريقة العمل وكيفية تصنيع الشاحنات، أكدت لنا ولجميع أولئك الذين اختاروا علامة “فولفو" أن الشاحنات التي اختاروها والتي تسوق في الجزائر ليست مجرد شاحنات الغرض منها الترويج والبيع فقط، بل يمكن التأكيد على أن بعض المركبات خاصة منها ذات الوزن الثقيل التي تجوب الطرقات الجزائرية هي وفق المعايير العالمية والأوروبية دون أدنى تحريف، هذه الزيارة سمحت لنا كذلك بكسر قاعدة أن كل ما يدخل للسوق الجزائرية هو مجرد مركبات للبيع لا تستجيب للمعايير العالمية وفاقدة للعديد من التجهيزات واللواحق بما يمكن أن نختصره في مقولة “هذه موجهة لدول العالم الثالث". لو تكلمنا عن “فولفو" يعني أننا نتحدث عن أحد أكبر عمالقة صناعة الشاحنات الثقيلة في العالم، “فولفو" الذي ظهر إلى الوجود سنة 1927 بالسويد، هو اليوم يشغل أكثر من 120 ألف في مختلف مصانعه المتواجدة في 20 بلدا، لكن أكبرها مصانع السويد، وبالخصوص بغوتنبورغ التي أنتجت لحساب سنة 2011 ما مجموعه 238391 شاحنة من مختلف الطرازات، كما أن “فولفو" يتواجد حاليا في 190 بلد. الإنتاج وصناعة الشاحنات ثم تسويقها ليس الانشغال الوحيد لمجمع “فولفو ألتروك" بل تشكل معايير الأمن والسلامة هاجسا كبيرا، ويكفي أن أول مخترع لحزام الأمن كان المالك الأول لعلامة “فولفو"، وتعتبر السلامة والأمن إحدى أهم أولويات المصنع السويدي وواحدة من شعاره المتمثل في الأمن والنوعية والبيئة، “فولفو" وضعت على مستوى مجمعها فرعا كاملا مختصا في الأمن يشرف عليه كارل جون ألمكفيست مدير أمن المنتوج، هذا الأخير كشف لنا في ندوة صحفية أن هدف “فولفو" يتلخص في عدم تورط أي شاحنة “فولفو" في حادث مروري، وهو الهدف الذي أطلق عليه المتحدث بلوغ هدف 0 حادث مروري. هذا الهدف الذي يعد من بين أولويات “فولفو" تقوم عليه العديد من الدراسات والبحوث النظرية، وكذا التطبيقية، إضافة إلى استغلال، كتجارب، العديد من الحوادث المرورية التي تم فيها وجود شاحنة “فولفو" من أجل دراسة الحالة ومعرفة نقاط الضعف والعمل على تداركها، وأضاف المتحدث ذاته إن الدراسات التي قامت بها “فولفو" أكدت أن 90 بالمائة من الحوادث تعود بالدرجة الأولى إلى السائق، تليها مباشرة حالة الطرقات وفي الأخير حالة المركبة. كما أن الدراسات أجريت من قبل لجنة البحث حول حوادث المرور التي كونت قاعدة بيانية على أساسها تبنت العديد من الإجراءات لحماية السائق والمركبات، وحتى الراجلين وأصحاب الدراجات النارية والدراجات الهوائية، هذه الإجراءات كانت بمثابة ثورة في عالم السلامة المرورية. وكشف لنا مدير الأمن بمصنع “فولفو" أن من بين أهم ما تم استحداثه، على سبيل المثال نظام “أو أس بي" الذي يعمل على أن تضمن العربة توازنها في مختلف المنعرجات والطرقات والحيلولة دون انقلابها، وتم تجريب هذا الجهاز ميدانيا من خلال شاحنة بهذا النظام وأخرى من دونه، ولكم أن تروا الفرق الكبير بينهما، فالشاحنة المزوّدة بنظام “أو أس بي" نجحت في كل الاختبارات، كما أن “فولفو" من بين أول المصانع التي وضعت جهاز “ألكولوك" الذي يسمح بقياس نسبة الكحول في الدم من خلال نفخ السائق في هذا الجهاز، وفي حالة تبين فيها أن السائق في حالة سكر تمنعه من السياقة، فالشاحنة من سابع المستحيلات أن تنطلق إذا كان الفحص سلبيا، كما طورت “فولفو" كذلك شاحناتها بنظام يمنع دخول المركبة تحت الشاحنة في حالة حادث مروري وقع لإحدى المركبات من أمام الشاحنة مهما كان ارتفاعها. 100 شاحنة “فولفو" تصنع يوميا ب “تيوف" سمحت لنا “فولفو" بزيارة سلسلة مصانعها بالسويد، وفي مقدمتها مصنع التجميع المتواجدة بثاني أكبر مدن السويد غوتنبورغ، وبالضبط ب “تيوف"، هذا الأخير يوظف ما مجموعه 2100 عامل ويُنتج يوميا ما قدره 100 شاحنة عملية، التجميع - حسب المرشد ألفراد - يمر بتسع محطات رئيسية قبل أن تخرج الشاحنة بمختلف المحركات سواء محركات 11 أو 13 أو 16 لترا. ويؤكد المتحدث أن عملية التجميع يساهم فيها أكثر من 500 ممون بقطع الشاحنة، أضف إلى ذلك أن مخزن قطع الغيار ضخم ب 7000 آلاف نوع، عملية تصنيع كل شاحنة تمر عبر 9 محطات كل محطة تستغرق 9 دقائق لتصنيع أجزائها. في نهاية السلسلة يتم تزويد الشاحنة بمختلف الزيوت والسوائل اللازمة، وكذلك الوقود وتجريبها للتأكد من سلامتها قبل تسويقها إلى وجهتها. «فولفو" تقوم حاليا بصناعة تسعة أنواع من الشاحنات عبر مصانعها من أهمها “أف. أش"، إضافة إلى “أف. أل" المخصص للمدينة وطراز “أف. أو"، كذلك طراز “في. أن" المخصص فقط للسوق البرازيلية، وطرازين موجهين لسوق أمريكا الشمالية “في. أش. دي" و«في. أم". زيارة مصنع “فولفو" كانت كذلك فرصة سانحة لتجريب بعض الطرازات التي وضعتها إدارة المصنع تحت تصرفنا على غرار “أف. أش “16 بقوة 750 حصان مزوّد بقاطرتين ذات حمولة إجمالية قدرها 60 طنا، وكذلك شاحنة “أف أم إكس" بقوة 450 حصان، وأخيرا “فولفو أف.أش “500 ذو 40 طنا حمولة. وكل هذه الشاحنات، خلافا لما هو معروف عندنا، مزوّدة بناقل حركة أوتوماتيكي، أي ما يطلق عليه “أي - شيفت" التي تلقى رواجا في مختلف الأسواق العالمية وحتى، مؤخرا، في الأسواق الوطنية بعد أن أثبتت نجاعتها وأفضليتها على ناقل الحركة اليدوي. لافوندري أو مصهرة ب 14 عاملا آخر مصنع قمنا بزيارته هو مصهرة أو لافوندري لفولفو، ولا يمكنكم أن تتوقعوا مدى التكنولوجيا والتقنية التي توصل إليها “فولفو"، حيث أن المصهرة يخرج منها قلب شاحنة فولفو وهو “المحرك"، أضف إلى ذلك ملحقات أخرى يعمل بها 14 شخصا فقط في بعض الدوائر الفنية التي تحتاج إلى يد عاملة، وعدا ذلك فسلسلة الصهر من بدايتها إلى نهايتها تتم أوتوماتيكيا. مدير الإنتاج لشمال إفريقيا والشرق الأوسط رالف ليند: تسويق أكثر من 400 شاحنة “فولفو" مع نهاية 2012 شاحنة جديدة من نوع “أف أش" ستدخل السوق الجزائرية بداية من 2014 كيف تشخصون السوق الجزائرية من خلال السنوات الأخيرة، هل تلاحظون تراجع النمو في نسبة المبيعات أم لكم تحليلا مغايرا؟ حقيقة، هناك في السوق الجزائرية مكاسب كبيرة بدأنا في تحقيقها على أرض الواقع خاصة مع الطلب المتزايد، حظيرة الشاحنات في الجزائر وحتى السيارات بعيدة كل البعد عن التشبع المعروف في الكثير من الدول الأخرى، خاصة من ناحية وجود الكثير من ورشات البناء التي فتحتها الحكومة والخواص من أجل إنعاش وتنمية السوق الداخلية خاصة عن طريق إنجاز الهياكل القاعدية على غرار الطريق السريع شرق غرب، لذلك نرى في السوق الجزائرية سوقا واعدة تحتاج إلى الكثير من الدعم. كم هي نسبة النمو المتوقعة في مبيعاتكم مستقبلا؟ حقيقة، ليست لديّ أرقام محددة، لكن - كما قلت لكم - السوق تشهد نموا جيدا، لكن يبقى ذلك مرتبطا بالأسواق والمشاريع والعديد من المؤشرات الأخرى، لكن مع نهاية هذه السنة سنتجاوز عتبة تسويق حوالي 400 شاحنة، وهو رقم جيد مقارنة مع منطقة شمال إفريقيا والسنوات الماضية في الجزائر، وهذا تؤكده الاستراتيجية التجارية التي تتبعها مجموعة حسناوي. هل لكم استراتيجية في ما يخص دعم ممثلكم الحصري في الجزائر ليس فقط في مجال المبيعات بل حتى في ما يخص خدمات ما بعد البيع؟ إلى غاية اليوم نحن راضون عن مردود شريكنا في الجزائر خاصة أنه يبدل مجهودات معتبرة بدأت تعطي ثمارها، ما يجعل الجزائر من بين الدول الرائدة في إفريقيا من حيث تسويق شاحنات “فولفو"، اليوم يمكن أن نؤكد لكم أننا نتابع كل الخطوات التي يقوم بها “ألتروك" في الجزائر من خلال مجموعة حسناوي التي ستقوم، بالإضافة إلى شاشة العرض المتواجدة برويبة، وبدعم أخرى في ولاية وهران، ستتدعم بقاعة عرض أخرى في حاسي مسعود التي تعد منطقة جد نشيطة في الجزائر، إضافة إلى 5 وكلاء موزعين غبر مختلف نقاط الوطن، وهو ما سيعطي دفعا إضافيا لشبكة “فولفو" في الجزائر. ماذا عن آجال التسليم وكيف يتعامل “فولفو" مع هذا العامل خاصة أنه يعد من بين أهم الأشياء التي تدفع الزبون إلى الشراء؟ يمكن أن نقول لكم إن آجال التسليم لدى “فولفو" هي الأفضل، ولا تتعدى اليومين بين الحصول على الطلبية والشروع في تسليمها، لكن - كما تعلمون - هناك العديد من المعوقات التي تحول دون التسليم السريع في مقدمتها المسائل الإدارية والجمركة... وغيرها، لكن أؤكد أن التسليم بالنسبة للجزائر لا يتجاوز الشهرين في أسوأ الحالات. وبالنسبة للأسعار المطبقة في الجزائر، هل تأخذون بعين الاعتبار ما يطبقه المنافسون وكذلك القدرة الشرائية؟ قبل أن نضع منتوجا في السوق ندرس مختلف العوامل المحيطة، في مقدمتها - كما قلت - المنافسة والقدرة الشرائية، لكن شاحنات “فولفو" تراعي كل ذلك، أضف إلى كل ما توفره من وسائل الراحة والأمن والسلامة والقوة والصلابة. هل هناك طرازات جديدة في الأفق ستقوم “فولفو" بطرحها في السوق العالمية وكذلك السوق الجزائرية؟ حاليا، سنكتفي بالطرازات التي نسوقها، وعلى ما أعتقد أنها تستجيب لتطلعات مختلف الزبائن واحتياجاتهم عبر الطرقات والورشات، لكن بداية من سنة 2013 سنطرح في السوق طرازا جديدا ل “أف أش" سيكون متوافرا في السوق الجزائرية بداية من سنة 2014.