نصحت الدكتورة مزنان، طبيبة منسقة، بضرورة تفادي قدر الإمكان الاستعمال المفرط لمزيل العرق بمختلف أنواعه، نظرا للانعكاسات السلبية التي تخلفها تلك المنتجات على الصحة، بسببما تحتويه من مواد كيماوية، وعلى رأسها الألمنيوم. وهي المادة التي تساعد العطر على الثبات ليوم كامل، إلا أنها تشكل خطرا على صحة البشرة. تعج أسواق مواد التجميل بعطور تختلف أنواعها، عطرها وماركاتها، تقبل عليها مختلف فئات المجتمع من رجال ونساء، خصوصا الشباب الذين يستعملونها تفاديا للتعرق. ورغم أن التعرق عملية طبيعية مفيدة للجسم، إلا أن الرائحة التي يخلفها تدفع الفرد إلى البحث عن سبل فعالة للتقليل من الرائحة الكريهة المنفرة والمحرجة. حول هذا الموضوع، حدثتنا الدكتورة مزنان التي دعت إلى ضرورة التخفيف من الاستعمال اليومي لمختلف المنتجات التجميلية، منها مزيلة العرق، حيث تعمل تلك المواد على منع التعرق أو بالأخص تمنح «تعرقا دون رائحة»، حيث قالت: «إن مختلف الماركات العالمية والشهيرة منها تستعمل مادة «الألومنيوم» والكحول في مختلف أنواع مزيلات العرق حتى تكون فعالة أكثر، أي بتعبير آخر أن فعالية المنتج تكمن في كمية ونوعية المواد الداخلة في تركيبته، على غرار الكحول والألومنيوم، فغياب هاتين المادتين يجعل المنتج ضعيف الفعالية في منع رائحة التعرق. ورغم الرائحة العطرة التي تمنحها تلك المنتجات، إلا أن مختلف المنظمات العالمية المهتمة بالصحة تحذر من استعمالها يوميا، خاصة عندما يكون الجلد مجروحا أو متهيجا، تضيف المتحدثة. وأوضحت الطبيبة أن التعرق عملية طبيعية ومفيدة للجسم، إلا أنه لا يمكن أن ننكر أن رائحة العرق مزعجة كثيرا، الأمر الذي يدفع بالكثيرين إلى استخدام مزيلات العرق تقيهم من الوقوع في مواقف محرجة، ولتجنب ظهور بقع العرق على الملابس، إلا أن هناك طرقا «وقائية» لاستعمال تلك المنتجات للتخفيف من مخاطرها، أو استعمال طرق أخرى تقليدية لها فعالية أيضا في منع رائحة التعرق. وأكدت مزنان أن معظم العطور العالمية المشهورة تحتوي على مضادات العرق التي تحوي أملاح الألومنيوم، تساعد على غلق مسام الجلد، بالتالي تخفيف عملية التعرق وإخفاء رائحة العرق، وهو ما يمكن أن يشكل خطرا على الصحة. كما دعت المستهلك إلى التحلي بسلوك راشد فيما يخص استعمالاته اليومية، ويعد من الضروري مطالعته على محتوى مختلف المنتجات التي يستعملها، بتبني ثقافة «القراءة التحليلية» لمركبات المنتجات ومعرفة معنى كل مركب. وأوضحت دراسات عديدة، تضيف المختصة، أن كمية الألمنيوم التي يحصل عليها الجسم أسبوعيا لابد أن لا تتعدى نسبة معينة قامت بتحديدها المنظمة العالمية للصحة، وكل ما تعدى ذلك المقدار تحول إلى مادة كيماوية خطيرة على الصحة. ووفقا لنفس الدراسات تضيف المتحدثة أن مزيل العرق ومختلف تلك المنتجات التجميلية التي تحتوي على الألومنيوم تهدد الجسم بمخاطر متعددة، منها سرطان الثدي والإصابة بآلزهايمر المبكر، كما أن بقاء جزء من تلك المادة في الجسم تهدد بالإصابة بالقصور الكلوي. وفي الأخير، أشارت الطبيبة مزنان إلى العديد من الطرق الوقائية لتجنب مخاطر تلك المنتجات، مثل استعمالها فوق الملابس بدلا من بخها مباشرة مع البشرة، كما نصحت إلى اللجوء إلى بعض المواد الطبيعية كبودرة الأطفال والشب الذي يعد فعالا في إزالة رائحة التعرق.