حذّرت الدكتورة مزنان، طبيبة منسقة، من الاستعمال العشوائي لمستحضرات التجميل، مشددة على خطورة تلك المواد لا سيما المقلدة منها؛ من عطور وماكياج، خاصة أن تلك المواد المغشوشة تدخل في تركيبتها العديد من المواد الكيماوية الخطيرة المسببة لعدد من أمراض البشرة، أخطرها سرطان الجلد، داعية إلى ضرورة نشر ثقافة الاستهلاك بين المواطنين في ظل انتشار الاحتيال والغش. وتقول الأخصائية إن استخدام مستحضرات التجميل بصفة عامة مضر بالبشرة، بعد ما كشفته العديد من الدراسات حول تسببه في إغلاق المسامات وما إلى ذلك، فما بالك بالمستحضرات المغشوشة منها، فهي تحتوي على مكونات مجهولة الهوية، فضلا عن أنها لا تخضع لأي رقابة، وتُستورد من مصادر مجهولة كشركات تعمل في صناعة تلك المنتجات بطريقة غير شرعية. وذكرت المتحدثة أمثلة عديدة عن عيّنات أصيبت بأمراض وطفح جلدي عبر العالم بسبب استعمال منتجات غير أصلية من مستحضرات التجميل، أدت بعدها إلى ظهور بثور أو طفح جلدي. كما تسببت أنواع أخرى في حرق البشرة أو أخطر من ذلك في إثارة سرطان البشرة.. في جولة ميدانية قادت «المساء» إلى شوارع العاصمة وبالتحديد ببعض الأسواق الشعبية المشهورة، أثار انتباهنا الكم الهائل لتلك البضاعة «المقلدة» المعروضة هنا وهناك، تباع أغلبها بطريقة مشروعة داخل محلات مرخص لها، بدون الحديث عن تلك المنتجات المعروضة على الأرصفة. وهي نفسها تباع داخل محل تجاري تحت اسم ماركات عالمية، وبنفس التغليف يصعب على الفرد التفريق بينها وبين الأصلية، وهذا كان في الأساس هدف صناعها، الذين اجتهدوا بكل ما لديهم في التدقيق في التفاصيل، لكن أي تفاصيل، أكيد الخارجية فقط من اسم العلامة أو لون العلبة مثلا أو التغليف أو حتى ما يتم توضيحه على مكونات ذلك المنتج المغشوش، إلا أنه في حقيقة الأمر ذلك بعيد كل البعد عن المحتوى الذي نجده في المنتج الأصلي، والذي يخضع لرقابة واختبارات مخبرية عديدة قبل أن يُطرح في السوق، والذي رغم إذا كان مضرا بالصحة كالتسبب في شيخوخة البشرة المبكرة إلا أنه ليس بقدر خطورة تلك المنتجات المغشوشة، التي فور استعمالها قد تسبب التهابات وتهيّجات وتورّما وجفاف البشرة.. وأكدت المتحدثة في هذا الخصوص أن تلك المواد تحتوي على مواد مسرطنة تثير سرطان الجلد، كالعطور، مزيل الروائح أو كريم الأساس وأحمر الخدود. وتشير الدكتورة مزنان إلى أن ضرر هذه المواد يكمن في إضافة مواد غير معالجة طبيا وغير مجرّبة وبنسب وكميات غير مدروسة، هذا إلى جانب تخزينها بشكل عشوائي. كما يجب التنبيه إلى أن مستحضرات التجميل المقلدة حتى وإن لم تظهر نتائجها السلبية منذ الوهلة الأولى، فإنها تسبب مشكلات صحية على المدى الطويل. ونصحت الدكتورة بضرورة رفع الوعي الصحي فيما يخص استهلاك هذا النوع من المنتجات، الذي بات له انتشار واسع واستعمال ملحوظ من طرف النسوة والفتيات حتى المثقفات منهن، اللواتي تستميلهن تلك المنتجات لرخص سعرها، قائلة: «تلك النسوة يقتنين منتجات خطيرة بمالهن، فهذا أمر غير معقول»، مضيفة باستغراب: «ليست كل المواد المغشوشة رخيصة، بل هناك ماركات مقلدة تباع بأسعار مرتفعة كما لو كانت سلعا أصلية!». وأشارت مزنان إلى ضرورة الامتناع عن اقتناء المنتجات مهما كانت والمعرّضة أمام أشعة الشمس في الشوارع، والتي حتى إن كانت أصلية ستتحول إلى مادة خطيرة بفعل أشعة الشمس التي قد تغير كل تركيبتها الكيماوية. كما نصحت المتحدثة بضرورة إعطاء الأولوية عند شراء منتج تجميلي أو مستحضر، لقراءة جيدا مكوناتها واعتماد قاعدة «المعقول» في استعمالها بعدم الإفراط في وضعها على البشرة يوميا، ليتم غسلها ليلا قبل النوم، وتنظيف البشرة جيدا بالماء والصابون، ثم استعمال غاسول خاص لإزالة باقي تلك المساحيق. كما دعت الطبيبة إلى ضرورة استبدال عادة رش العطر على الجلد مباشرة، وأن رشها على الملابس يُبقي الرائحة لمدة أطول من جهة، ويحمي البشرة من مخاطر تلك المكونات من جهة أخرى، مشددة على ضرورة التخلص من مختلف المساحيق والعطور القديمة أو التي يظهر عليها التلف، كتغير اللون أو الجفاف أو تغير الرائحة وغيرها..