أحصت المصلحة التقنية بمؤسسة حفظ الصحة والتطهير هربال لولاية الجزائر، 16 حالة إصابة بالكلب على الطريق العمومي بتراب الولاية إلى غاية 21 أكتوبر 2008، في الوقت الذي تتواصل فيه عملية القضاء على الحيوانات الضالة بالولاية، مع تسجيل عجز في محاشر هذه الحيوانات المتزايد عددها سنويا حسب المختصين. دعا أطباء وبياطرة شاركوا مؤخرا في اليوم الدراسي التحسيسي حول داء الكلب ببومرداس، إلى ضرورة الاهتمام بموضوع داء الكلب الذي تزداد حالات الإصابة به سنويا، والمشكّل لخطر حقيقي على الصحة العمومية. وأشار الدكتور صوفي من معهد باستور، إلى أن حالات الكلب في ازدياد مقلق، ففي عام 2005 تم إحصاء 32 حالة وسجلت في2006 حوالي 16 حالة ليرتفع العدد مجددا إلى 32 حالة في 2007، كما تم إحصاء حوالي 20 حالة كلب في العام الجاري، وكلها حالات قاتلة. وأوضح المتدخل أنه كان يتم سنويا تسجيل أكثر من 40 حالة كلب إنساني في فترتي السبعينيات والثمانينيات، لينخفض العدد إلى حوالي عشرين إصابة في العشريتين الأخيرتين، وبالرغم من التطور الكبير المسجل في مكافحة هذا الداء الخطير من خلال العلاجات واللقاحات، إلا أن الخلل يسجل بالدرجة الأولى على مستوى القطاعات المعنية، على غرار البلديات المطالبة بالقضاء على المزابل العشوائية. وأوضح الدكتور صوفي من جهة أخرى، أنه من مجموع 32 حالة كلب إنساني المسجلة العام الماضي، 98 منها كانت بسبب عضة كلاب، وأن 50 من الكلاب متشردة، وأن 27 من حالات الإصابة وقعت في مناطق الشمال والنسبة المتبقية في الهضاب العليا، ومعظم الإصابات حدثت خلال العطلة الصيفية ومراكز الاستجمام، وأن الأطفال مثلوا أغلب المصابين والذكور منهم أكثر من الإناث. وتأسف المتحدث لكون معظم الإصابات لا يتم الإبلاغ عنها.. مرجعا السبب إلى انعدام ثقافة الوقاية لدى المواطنين. مشيرا في السياق إلى أن 10 من حالات الإصابة يتم الكشف عنها بعد 6 أيام من العضة، وأن 5 بالمائة من مجموع الحالات المبلغ عنها، يكتفى إثرها بحقنة واحدة في الوقت الذي لابد من اتباع حقنة اللقاح بعلاج خاص يرتكز على السيروم "انتيرابيك". كما شدد الدكتور على توسيع نطاق الحملات التحسيسية ودعمها أكثر، للوصول إلى تعريف الناس بخطورة داء الكلب. وحتى لمس الحيوانات الضالة فيه خطورة كبيرة على الصحة العمومية، كون الإصابة معدية وتؤدي إلى الموت المحتم في حالة عدم الخضوع لعلاج مباشر. وتأسف المتحدث لانعدام التنسيق بين القطاعات المعنية مثل وزارات الصحة والداخلية والبيئة وحتى التربية، لترسيخ ثقافة صحية لخطورة الموضوع.. علما أن التكفل بهذا المشكل الصحي يكلف الخزينة العمومية سنويا أموالا طائلة.. ففي ولاية بومرداس على سبيل المثال، تشير أرقام المؤسسة الجوارية للصحة العمومية، إلى أنه في 2007 تم إحصاء 3650 عضة أو لعق لحيوان ضال، أي بمعدل 10 إصابات إنسانية يوميا، وصلت كلفتها الإجمالية أكثر من 10 ملايين دينار.. أما على المستوى الوطني، فإن الكلفة مضاعفة بكثير. ومن الحلول المقترحة لتفادي الإصابة الإنسانية بالكلب، إنشاء محشر للحيوانات الضالة على مستوى كل ولاية والقضاء على المصابة بالكلب منها. علما ان هناك محشرا واحدا بالوطن، يوجد بدائرة الحراش بالعاصمة، يسجل يوميا العديد من العمليات على مستوى 13 دائرة بالولاية، وحتى ولايات مجاورة، مثل البليدة، تيبازة وبومرداس، غير أن العدد المتزايد للحيوانات الضالة، جعل تدخل مصالح المحشر مستحيلة بتلك الولايات وتحديد التدخل بولاية الجزائر فقط. وقد أحصت ذات المصالح 2724 تدخلا خلال 2007، تم خلالها القبض على 7010 كلب و12169 قطا ضالا تشكل خطر نقل فيروس الكلب إلى الإنسان على الطريق العمومي، حسب أرقام البيطرية سعيدي من مؤسسة حفظ الصحة والتطهير "هربال".