تقوم 13 فرقة خصصتها مؤسسة حفظ الصحة والتطهير لولاية الجزائر، بالتدخل على مستوى 57 بلدية في العاصمة، من اجل القبض على الحيوانات الضالة، التي تشكل عادة خطرا على المواطن، خاصة إذا كانت مصابة بداء الكلب. عن مهام هذه الفرق ومصير هذه الحيوانات من كلاب وقطط والإمكانيات المستعملة، اقتربنا من مؤسسة »"هوربال"« المشرفة على هذه الفرق ومن محشرة الحيوانات ذوات الأنياب، للإجابة على هذه الأسئلة. تسهر مؤسسة حفظ الصحة والتطهير لولاية الجزائر بالتنسيق مع مكاتب النظافة للبلديات، على عملية جمع الحيوانات الضالة من قطط وكلاب للوقاية من داء الكلب، الذي يؤدي الى الموت الحتمي، خاصة إذا لم يلقح الفرد الذي اصيب بعضة او لحس او خدش من احدى هذه الحيوانات في الآجال المحددة، والتي لا يجب أن تتعدى 15 يوما، فالكلب مرض معد وقاتل، يسببه جرثوم يصيب الجهاز العصبي لكل الحيوانات وأيضا الإنسان، ومن اجل تفادي حدوث هذه الامراض تسطر مؤسسة »"هوربال"« برنامجا سنويا. تقوم الفرق المخصصة للقبض على الكلاب والقطط الضالة بعمل يومي، حيث يبدأ تدخلها في ساعات متأخرة من الليل، أو في الصباح الباكر، وهذا من خلال دوريات عادية، أو بعد تلقيها معلومات بتواجد حيوانات ضالة في مكان ما، سواء من طرف المواطنين أو من طرف المصالح المختصة للبلدية. يقول السيد رمضان إلياس، مدير الشؤون الاجتماعية والبيئة ببلدية الجزائر الوسطى، » البلدية لها عمل تنسيقي مع مؤسسة "هوربال"، تتمثل في الإعلام، فنحن على مستوى بلديتنا نقوم بالاتصال بهذه المؤسسة، وهذا بعد معاينة تواجد حيوانات ضالة أو تلقي شكاو من المواطنين، ونتصل بالمؤسسة عن طريق مراسلات أو عن طريق الهاتف مباشرة، فنحن نعد همزة وصل بين المواطنين ومؤسسة "هوربال"«. العملية يومية والقطط على رأس القائمة وتستعمل هذه الفرق، وسائل خاصة من أجل القبض على هذه الحيوانات، ففي وقت مضى كانت تستعمل أسلحة نارية بخراطيش خاصة، تؤدي الى شلل الحيوان دون قتله، ونظرا لحظر استعمال السلاح الناري، فإن هؤلاء الأعوان أصبحوا يستعملون القباضة، وهي عبارة عن قضيب طويل ينتهي بحلقة تدخل في رأس الحيوان لتشل حركته حتى يلقى القبضى عليه. ويؤكد السيد مخوخ عوامر، المدير العام لمؤسسة حفظ الصحة والتطهير لمدينة الجزائر: » هذه العملية تتم تقريبا يوميا، حيث تتدخل المصالح المختصة للقبض على هذه الحيوانات بسرعة ويتم نقلها الى محشرة الحيوانات ذوات الانياب«، وبعد نقل هذه الحيوانات الى المحشرة يضيف السيد مخوخ: » ننتظر مدة 72 ساعة بعد القبض على الحيوانات، وإن لم يكن هناك أي طلب من طرف مواطنين لاسترجاع الحيوان، فإننا نلجأ الى قتله بطريقة هادئة دون تعذيب«. جمع 28 ألف حيوان في 2008 ويبقى الحيوان قبل اللجوء الى قتله داخل المحشرة، تحت المراقبة التي يتكفل بها بيطارة يقومون بملاحظة التغييرات وسلوك الحيوان، وإذا تبين أنه يعاني من داء الكلب يرسل الى معهد باستور، وإن تم التأكد من إصابته فعلا بهذا الداء، تعلم البلدية التي تم فيها القبض على الحيوان، لتقوم هذه الاخيرة بنشر إعلان لإعلام المواطنين بالخطر وبضرورة التلقيح، فالعمل يبقى منسقا بين كل مكاتب الصحة عبر كل البلديات مع مؤسسة "هوربال" وقد تمكنت مصالح ذات المؤسسة من جمع 28000 حيوان ضال سنة 2008، أغلبها قطط، غير أن المشكل المطروح على مستوى هذه المؤسسة، هو أن محشرة بومعطي بالحراش، تعد الوحيدة المستخدمة لجمع الحيوانات من عدة ولايات مجاورة، » محشرة الحيوانات ذوات الأنياب، تستقبل حيوانات بومرداس، البليدة وتيبازة، وهي الوحيدة على المستوى الوطني، التي تتوفر على كل الإمكانيات«، يقول المدير العام، الذي يؤكد أيضا أنه يتمنى أن تنجز محشرة في كل ولاية من أجل تخفيف الضغط على محشرة العاصمة. انشغال من الاعتداء على أعوان المؤسسة ورغم هذا العمل الذي تقوم به مؤسسة "هوربال" حفاظا على سلامة المواطنين وصحتهم، إلا أن أعوان محشرة الحيوانات الضالة، يجدون صعوبات كبيرة في تأدية مهامهم على أكمل وجه، فبالإضافة الى كون المقر الذي يتواجدون به في منطقة معزولة، وهي منطقة بومعطي بالحراش بعدما كانت في منطقة الينابيع (رويسو) ببئر مراد رايس، فإن هؤلاء الأعوان يمنعون من تأدية عملهم في العديد من المرات، من طرف بعض المواطنين الذين يحاولون منعهم من جمع الحيوانات الضالة ويستعملون القوة احيانا لذلك، يقول إلياس رمضان من بلدية الجزائر الوسطى: »هؤلاء الأعوان يجدون مشاكل كثيرة مع المواطنين الذين يعتدون عليهم، حتى بالضرب«.. الأمر الذي أكد عليه أيضا السيد مخوخ : » العوائق كثيرة، فهناك مواطنون يمنعون أعواننا من أداء عملهم والقبض على الحيوانات الضالة التي تشكل خطرا عليهم، فقد أصيب البعض من أعواننا بجروح بليغة بعد الاعتداء عليهم بالضرب«. وقد تساءل أعوان هذه المحشرة، عن سبب هذه التصرفات وهم الذين يقومون بحماية المواطنين من الأمراض، لا سيما داء الكلب القاتل، فعوض أن يتعاونوا معهم يسببون لهم أضرارا جسدية. عمليات تحسيسية في المدارس وتقوم مؤسسة حفظ الصحة والتطهير لمدينة الجزائر "هوربال"، بعمليات تحسيسية وحملات توعية مستمرة عبر الاحياء وخاصة المدارس حول خطر داء الكلب، وحول كيفية التعامل مع الحيوانات من قطط وكلاب، يقول المسؤول : » نحن نقوم بعمليات تحسيسية على مستوى معظم المدارس في العاصمة، وقد تمكنا من تغطية 60 الى 100 مدرسة سنويا، وتوعية ما بين 2000 الى 3000 طفل أيضا، فنحن نستعمل كل الوسائل التي بحوزتنا بالتعاون مع كل الجهات«، ولهذا تقوم مؤسسة "هوربال" بتنظيم مسابقات سنوية للأطفال وتوزع منشورات عليهم وكتيبات صغيرة، لتحسيسهم وتوعيتهم، لتفادي الإصابات المختلفة الناجمة عن داء الكلب وعن الاتصال المباشر بالحيوانات المصابة. ولتوسيع نشاط المؤسسة، يقول السيد مخوخ مدير "هوربال" » عادة، يصل عدد الحيوانات التي نقبض عليها سنويا الى 20000، العام الماضي ارتفع العدد الى 28000 وسنقوم بتوفير امكانيات أكبر للتدخل، حتى نصل الى تغطية شاملة لكل الأحياء، فقبل الصيف القادم سننشئ ثلاثة أو أربعة فرق أخرى«. ليضيف أنه منذ بداية السنة الحالية سجلت حوالي عشر حالات كلب. ووجه السيد مخوخ نداء الى المواطنين الذين يملكون حيوانات أليفة، بأن يلتزموا بتلقيحها والحفاظ عليها. مؤكدا أنه إن تم القبض على حيوان ملك لشخص ما ولم يقم بإحضار دفتر تلقيحه لاسترجاعه، فإن المؤسسة تقوم بذلك، لكن على صاحب الحيوان أن يدفع ثمن اللقاح، وعندما يتم القبض على حيوان من فصيلة مميزة يتم الاحتفاظ به لفترة أطول حتى يتسنى لصاحبه استرجاعه إن أراد ذلك.