قامت وحدات الحماية المدنية بعدة تدخلات عبر الوطن فاق عددها الإجمالي 25 ألفا خلال فترة الاضطرابات الجوية وموجة البرد التي اجتاحت مختلف مناطق الوطن ومازالت متواصلة، حيث تمثلت في إنقاذ وإسعاف الأشخاص المحاصَرين بالثلوج على مستوى الطرقات، خاصة بالجهات الشرقية والغربية، حسبما أكد المكلف بالإعلام النقيب نسيم برناوي ل «المساء». وأوضح برناوي أنه تم إنقاذ ومد يد المساعدة بمعدل 500 شخص كل يوم عبر الطرقات، حيث جنّدت الحماية المدنية فرقا متنقلة لفك الأزمة بسبب الثلوج التي غطت كافة البلاد. هذه الفرق قطعت آلاف الكيلومترات للوصول إلى الأماكن المعزولة، بما فيها أعالي الجبال لتقديم المساعدة للمعوزين. وأشرفت الفرق على تقديم الأغطية والأفرشة والأدوية للمتضررين من فعل الاضطرابات الجوية والمصابين بالأمراض المزمنة، إضافة إلى العمل على فتح بعض الطرقات الوطنية والولائية، التي تجاوزت يوميا 30 طريقا وطنيا، وإعادة فتح طرقات مختلف البلديات بدعم من السلطات المحلية، يضيف مصدرنا. كما تدخلت وحدات الحماية، يقول النقيب نسيم، في الأيام القليلة الماضية لامتصاص مياه الأمطار، التي تسربت إلى عدة منازل ومستشفيات ومساحات عمومية، حيث تم إجلاء 100 شخص تم تحويلهم إلى مستشفى معسكر، إلى جانب إنقاذ المواطنين المحاصرين داخل بيوتهم ومركباتهم بسبب ارتفاع منسوب المياه أو من جراء فيضانات عدة أودية، منها واد فضة بالشلف. وتم إنقاذ 8 عائلات من الفيضانات وبعض الأطفال المتمدرسين بالشلف و2 بالتنس و20 عائلة بريرة و10 ببوزغاية و4 بسيدي عكاشة. وكانت التدخلات أيضا على مستوى ولايات مستغانم (8 عائلات من البدو الرحّل)، سيدي بلعباس ومعسكر (1200 رأس من القطيع)، واستعملت وحدات الحماية المدنية الزوارق المطاطية لنقل المتضررين من الفيضانات والتكفل بهم من طرف السلطات المحلية، يوضح النقيب برناوي. وأضاف مصدرنا أنه تم تسجيل عدة تدخلات أخرى من حوادث المرور والاختناقات بالغاز، حيث سجلنا حوالي 900 حادث خلال فترة الاضطرابات. وتم إسعاف 1700 شخص، وسُجل 80 وفاة عبر الطرقات. كما تم إنقاذ حوالي 300 شخص من الاختناقات بالغاز، بما يعادل 30 شخص يوميا. أما الوفيات فسجلنا 47 وفاة في نفس الفترة بغاز أكسيد الكربون. وأشار محدثنا إلى أنه في الساعات الأولى من الاضطرابات الجوية، تم وضع الوحدات الأولى في حالة تأهب الطرقات وتجنيد كل الأعوان إلى غاية انتهاء الموجة، ثم تجهيز العتاد اللازم الذي يتمثل في شاحنات كبيرة للحماية المدنية وسيارات الإسعاف والمضخات اليدوية، كمخطط استثنائي لتفادي الأزمة، يقول نسيم.