هلك تسعة مواطنين بسبب الاضطرابات الجوية والسيول الجارفة، بينما تم إنقاذ 183 عائلة من الفيضانات، وإجلاء 35 عاملا من عمال "نات كوم" بعد أن فاض عليهم واد الحراش، و24 مواطنا حاصرتهم المياه، و22 مسعفا جراء الاختناقات بالغاز، و30 جريحا في حوادث المرور التي سببتها العواصف والرياح والأمطار الغزيرة التي غمرت الطرقات. وأوضح المكلف بالإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية الملازم نسيم برناوي في تصريحات ل "الشروق اليومي" أن فرق الحماية المدنية تمكنت من إنقاذ 12 عائلة تقطن في أكواخ بالحراش بسبب فيضان وادي الحراش على أكواخها، ثلاثة أكواخ جرفتها المياه تماما، بينما تمكن الأعوان من إنقاذ ثلاثة أكواخ أخرى، وتم نقل العائلات ال 12 إلى مدرسة ابتدائية للاحتماء بها مؤقتا، ريثما يتم التكفل بها، كما تم إجلاء 38 عائلة ونقلها إلى مدرسة ابتدائية بسبب تسرب المياه إلى 49 بناية ببلدية حمام ملوان، إضافة إلى إنقاذ 8 عائلات بسبب تسرب المياه ل 8 بنايات بالبليدة، وإجلاء 35 عاملا علقوا في الحراش بالجزائر العاصمة بعد أن فاض عليهم واد الحراش، وكادت المياه تجرفهم، وإنقاذ 35 عائلة أخرى في ولاية بومرداس ببلدية عمال جراء فيضان وادي يسر على منازلها، كما تم إنقاذ 24 شخصا حاصرتهم مياه الأمطار في بومرداس كذلك، علما أن حصيلة التقلبات الجوية كانت أول أمس، تقدر بأربعة قتلى. وقد تم تسجيل عدة انهيارات ببلديات الجزائر العاصمة مست جدران وأسقف البنايات القديمة بكل من بلوزداد، حسين داي، بولوغين، المرادية، بوزريعة، برج الكيفان، جسر قسنطينة، إضافة إلى سقوط الأشجار بحيدرة، ولحسن الحظ لم تتسبب هذه الانهيارات في ضحايا. وقد لقي ثلاثة أشخاص مصرعهم غرقا بعد أن جرفتهم مياه الأودية في كل من ولايتي الجلفةوبجاية، كما هلك خمسة أشخاص آخرين في 15 حادث مرور متفرقة تسببت فيها الاضطرابات الجوية وفيضان المياه على الطرق، وقد أسفرت هذه الحوادث أيضا عن جرح 30 شخصا آخرين. في حين توفي شخص آخر إثر اختناقه بغاز ثاني أوكسيد الكربون وتم إنقاذ وإسعاف 22 شخصا تعرضوا للاختناق نتيجة نقص التهوية عند التدفئة. وبلغ عدد تدخلات وحدات الحماية المدنية بداية الاضطرابات الجوية يوم الخميس الفارط، 2714 تدخل على مستوى الولايات التي مستها الاضطرابات، لاسيما بكل من الجزائر العاصمة، بومرداس، البليدة، البويرة، بجاية، باتنة، تيبازة، الجلفة، تيسمسيلت، تيزي وزو، البيض والأغواط". كما قامت ذات المصالح بالتدخل لإزالة خطر سقوط عدد من الأشجار والأعمدة الكهربائية والانهيارات الكلية أو الجزئية للبنايات القديمة، إضافة الى عمليات امتصاص مياه الأمطار المتسربة التي غمرت المنازل والمؤسسات والشوارع والطرقات. وتم وضع فرق للتدخل في حالة تأهب مع تسخير إمكانيات بشرية ومادية إضافية لمواجهة أي طارئ بسبب الاضطرابات الجوية التي تعرفها مختلف الولايات منذ يوم الأربعاء الماضي. أمطار رعدية وغزيرة متوقعة لمدة 48 ساعة على كامل المناطق الشمالية تتوقع مصالح الأرصاد الجوية استمرار الاضطرابات الجوية عبر كامل المناطق الشمالية للوطن، الى غاية يوم غد الإثنين، مصحوبة بأمطار رعدية وغزيرة على كامل المناطق الشمالية، خاصة الوسطى منها والشرقية، طيلة يوم غد الإثنين، مع تساقط الثلوج على المرتفعات الوسطى والشرقية التي يفوق علوها 1200 م بسبب الهواء البارد. وبشأن كميات الأمطار المتوقعة الى غاية يوم غد صباحا، أوضحت مصالح الأرصاد الجوية أنها "قد تتراوح بين 30 و50 ملم"، ليعم الصفاء شمال الوطن ابتداء من يوم الثلاثاء القادم. وأوضح نفس المصدر أن "هذا الاضطراب ناتج عن منخفض جوي موجود بحوض البحر الأبيض المتوسط لازال يوجه تيارات شمالية غربية الى شمالية شرقية محملة بهواء بارد ورياح معتدلة الى قوية في بعض الأحيان". وكشفت مصالح الأرصاد الجوية أن كميات الأمطار التي تساقطت على المناطق الشمالية للوطن خلال 48 ساعة الماضية 176 ملم بولاية المدية، مقابل 143 ملم بمليانة و102 ملم بالبويرة و55 ملم بتيزي وزو، فيما بلغت 31 ملم بالجزائر العاصمة" وهي كميات قالت عنها مصالح الأرصاد الجوية بأنها "جد معتبرة". وبخصوص كميات الأمطار التي تساقطت منذ الفاتح سبتمبر، فقد كانت أيضا، "معتبرة" في بعض الولايات، خاصة بالمناطق الوسطى والشرقية، فيما "لازالت ناقصة" في الولاياتالغربية للوطن باستثناء مستغانم التي سجل بها تساقط 357 ملم، كما سجل "تساقط 480 ملم بجيجل و420 ملم بكل من الجزائر العاصمة وسوق أهراس و225 ملم بالشلف و184 ملم بسطيف". خلف فيضان وادي يسر بولاية بومرداس نهاية الأسبوع الماضي، جراء الأمطار الغزيرة التي تساقطت على شمال الوطن أضرارا بالعديد من السكنات الواقعة بجوار الطريق الوطني رقم 5 ببلدية عمال التي غمرتها المياه، قبل أن يتدخل أعوان الحماية المدنية لإسعاف 35 عائلة منكوبة وإسكانها مؤقتا لدى الأقارب والأصدقاء وتوزيع بطانيات عليها. وحسب ما أفادت به أمس السبت، مصالح الحماية المدنية، فقد تم إنقاذ العديد من الفلاحين الذين كانوا يزاولون نشاطهم نهار أول أمس الجمعة، بمزارعهم التي غمرتها المياه. من جهة أخرى، أشار نفس المصدر إلى سقوط العديد من الخيوط الكهربائية بالعديد من مناطق الولاية وانقطاع التيار الكهربائي عنها، إلى جانب سقوط الأشجار بجوار بعض الطرقات، مما أدى إلى توقف الحركة بها لبعض الوقت. جميلة بلقاسم:[email protected]