كشف المدير العام للجمارك قدور بن طاهر أول أمس بقسنطينة، عن برنامج تكوين واسع لفائدة أعوان الجمارك، سيمكنهم من تنفيذ المخطط الاستراتيجي للجمارك 2016-2019، والذي يرتكز على التسيير التشاركي من خلال وضع نظام معلوماتي مندمج؛ ما يتطلب وبشكل عاجل، حسب المدير، تأهيل المورد البشري في مجال التكوين من أجل تحسين أداء الجمركيين من خلال التعاون مع خبراء من داخل وخارج الوطن، كما أضاف المتحدث. وخلال ندوة صحفية، فإن المديرية العامة للجمارك سطرت برنامجا خاصا لرقمنة القطاع والقضاء على الأنظمة التقليدية التي تجاوزت 20 سنة من الخدمة، ولم تعد تتأقلم والتحولات الحالية على المستوى العالمي. وفي هذا الصدد سيتم على مدار ثلاث سنوات «2016-2019»، العمل على وضع هذا المخطط حيز الخدمة الميدانية، لجعل الجمارك فاعلا مهما في دفع التنمية الوطنية، ودعم الخزينة العمومية وتنفيذ السياسة الاقتصادية للدولة. من جهة أخرى شدد بن طاهر على اليقظة والاستراتيجية واللتين تُعتبران العمود الفقري للجمارك الجزائرية، حسب قوله، حيث أكد المدير أن من الضروري التوجه أكثر نحو عالم البحث العلمي من أجل تحسين القدرات والمردود، داعيا إلى وضع جسور من أجل اندماج كلي في عالم تكنولوجيات الإعلام والاتصال وتقليص الفجوة الرقمية، وفقا لاحتياجات الاقتصاد الوطني، لاسيما في مجال الاستثمار. وتحدّث المدير العام للجمارك عن دور قانون الجمارك الجديد الذي صادق عليه البرلمان مؤخرا في دعم الأدوار الاقتصادية والأمنية لهذه المؤسسة التابعة للدولة، ومرافقة الاستثمار الوطني وتنمية وتطوير التنافسية وترقية الصادرات، وتحسين الظروف المهنية للجمركيين، زيادة على إبرازه أثر التعريفة الجمركية الجديدة ذات 10 أرقام، والتي دخلت حيز التصنيف ابتداء من 16 سبتمبر الفارط. كما تم التوقيع على اتفاقية شراكة بين المديرية العامة للجمارك وجامعة قسنطينة 3 بمناسبة اليوم العالمي للجمارك، وهي الاتفاقية الإطار، حسب رئيس الجامعة أحمد بوراس، التي ستعزز الروابط وتبادل الخبرات والمعارف بين المؤسستين. وستسمح هذه الأخيرة بتكوين أفراد الجمارك في العديد من التخصصات التي توفرها الجامعة، على غرار تقنيات الإعلام والاتصال الحديثة وغيرها، مع إقامة أيام دراسية وملتقيات علمية تمس الاقتصاد الجزائري بصفة عامة، وجانب الجمارك بصفة خاصة، مضيفا في ذات السياق أن الجامعة ستستفيد من بعض التسهيلات والإمكانيات المتوفرة لدى الجمارك، التي من شأنها خدمة الأسرة الجامعية؛ سواء طلبة أو أساتذة في إطار بحوثهم. للإشارة، شملت الزيارة التي قام بها المدير العام للجمارك نهاية الأسبوع الفارط، تقديم شروحات وعروض في إطار الأبواب المفتوحة على الجمارك بقصر الثقافة مالك حداد، مع تقديم مداخلة عنوانها يتقارب مع العنوان المختار من طرف المنظمة العالمية للجمارك «تحليل المعطيات في خدمة تسيير فعال للحدود»، وعرض فيلم مع تقليد الرتب للإطارات المعنية بالترقية، وتسليم شهادات تقديرية ومنح للمتقاعدين من السلك، زيادة على إلقاء محاضرة توجيهية من طرف المدير العام لفائدة جميع الإطارات التابعين لإقليم الجهوية، وإجراء عملية اتصال بنظام المعلومات مع تجريب بعض العمليات الخاصة بالمعالجة الآلية للمعلومات بمطار محمد بوضياف الدولي، لاسيما العمليات التجارية بمصلحة الشحن واستشارة سند العبور لدى الجمارك والتصريح بالعملة الصعبة.