استمع أمس، والي العاصمة عبد القادر زوخ، رفقة الأمين العام لاتحاد الفلاحين محمد عليوي، خلال إشرافهما على تدشين معرض الحمضيات بسيدي موسى جنوب العاصمة، إلى انشغالات الفلاحين المنتجين لهذه المادة، والتي تركزت أساسا حول غياب دعم هذه الشعبة التي لم تحظ منذ قرابة العشرين سنة بالدعم، إضافة إلى مشكل غلاء الأسمدة والتسويق، مؤكدين أن الفلاح بحاجة إلى مرافقة حقيقية في الميدان حتى يكون المردود جيدا، ويحقق الاكتفاء الذاتي والطموح نحو التصدير. استبشر الفلاحون خيرا أولا بالقرار الذي اتخذته الدولة بشأن منع استيراد الحمضيات، وثانيا بالمغياثية التي تساهم في تحسين المنتوج، رغم أن الاضطرابات الجوية أخرت جني مختلف الحمضيات على غرار مواد أخرى كالبطاطا مما أبقى سعرها مرتفعا. وقال الوالي زوخ، على هامش المعرض الذي نظمته مديرية الفلاحة بالتنسيق مع الغرفة الفلاحية واتحاد الفلاحين «يجب أن نحافظ على هذا المنتوج»، و«إن السلطات الولائية تشجعهم وترغب في مساعدهم»، مطالبا إياهم بالاستمرار في تحسين الإنتاج، لضمان تلبية حاجيات المواطنين وربما حتى التصدير نحو الخارج، في إطار تشجيع التصدير خارج المحروقات، مفيدا أن منطقة متيجة المعروفة بأشجار البرتقال والليمون تعد موروثا اقتصاديا هاما يجب الاعتناء به. من جهته أوضح الأمين العام لاتحاد الفلاحين أن غلاء الحمضيات في السوق له ما يبرره، مشيرا إلى أنه من غير المقبول أن نقارن أنفسنا بالمغرب أو إسبانيا الرائدتين في إنتاج هذه المادة، لأن الفلاحين في هاتين الدولتين مدعمون من طرف الاتحاد الأوروبي، أما في الجزائر فإن الدعم متوقف منذ قرابة العشرين سنة لعدة أسباب منها ظروف العشرية السوداء التي عاشتها الجزائر، وخاصة سيدي موسى، مؤكدا في هذا الصدد بأن هذه المنطقة وغيرها بالمتيجة، لم يكن أحد باستطاعته أن ينشط فيها، لكن بفضل المصالحة الوطنية التي جاء بها رئيس الجمهورية، عاد الأمن والاستقرار وعاد الفلاحون لخدمة القطاع، مضيفا أن ما نجده منذ سنوات من منتوج في السوق من هذه المادة يعود بالأساس إلى مجهودات الفلاحين الشخصية عن طريق الشراكة والتبادلات، مستطردا بالقول إن هناك اليوم توجها جديدا لتنظيم هذا القطاع سواء في المتيجة أو عنابة في الشرق، أو سيق بالغرب، وذلك عن طريق العمل على إنشاء فدرالية لمنتجي الحوامض التي من شأنها دفع هذه الشعبة وتحسين مردودها، مثنيا على المهندسين والتقنيين الذين يرافقون الفلاحين في الميدان، ومكّنوا الفلاحين من تحقيق مردود يضاهي منتوجات الدول المتقدمة. وفي ندوة بدار الشباب لسيدي موسى التي احتضنت فعاليات المعرض الذي يدوم ثلاثة أيام، تم تكريم فلاحين أكبرهم سنا الفلاح الوالي امحمد، الذي كان مجاهدا في صفوف جيش التحرير ولا يزال اليوم متشبثا بأرضه، إلى جانب تكريم عضو سابق بالغرفة التجارية عبد الكريم حرز الله، إلى جانب رئيس سابق لجمعية شعبة الأشجار المثمرة، عسيد أبو بكر، كما تم تكريم رئيس بلدية سيدي موسى، علال بوثلجة، الذي بادر بتقديم كل الدعم لإنجاح هذا العرس ببلديته. للإشارة تشارك في المعرض الذي يختتم غدا الخميس، عدة هيئات مصرفية واجتماعية وشركات ذات صلة بتزويد القطاع بمختلف المواد والتجهيزات، وهي فرصة للقاء الفلاحين وإطلاعهم على الجديد، ومن بين العارضين، صندوق التأمينات للعمال غير الأجراء «كاسنوس» التعاضد الفلاحي، الغرفة الفلاحية، التعاونية الفلاحية للخدمات والتموين لولاية الجزائر ومعهد الأراضي والري وغيرها، وسيقوم ممثلون عن عدة هيئات بتنشيط محاضرات متبوعة بنقاشات ابتداء من اليوم لفائدة الفلاحين لإطلاعهم على جديد القوانين والتكنولوجات الجديدة في تحسين المنتوج وضمان تسويقه.