انطلقت أمس، بالجزائر العاصمة، الورشة التكوينية الأولى للأطباء لمساعدة الأشخاص المدخنين على الفطام علما أن التدخين يؤدي إلى وفاة 15 ألف شخص بالجزائر كل سنة. وأكد الأستاذ سليم نافتي رئيس الجمعية الجزائرية للأمراض الصدرية والسل أن الهدف من هذه الورشة هو "تعميم المعاينة الطبية للتكفل بالأشخاص المدخنين والتي ظلت حتى الآن تقتصر على مستشفى مصطفى باشا الذي يقوم بهذه العملية منذ سنة 2004". كما يعود تنطيم هذه الورشة للتكفل بالمدخنين عبر القطر والتي تصل نسبتهم إلى 40 بالمائة من السكان -حسب الأستاذ نافتي- إلى نقص التعليم البيداغوجي في هذا المجال، وهو النقص الذي يحاول بعض المختصين استدراكه من خلال التكوين الطبي المتواصل. وقال الأستاذ نافتي رئيس مصلحة الأمراض الصدرية والسل بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا أن"الجزائر وضعت الإطار القانوني لمنع التدخين في الأماكن العمومية وصادقت على الاتفاقية الإطار للمنظمة العالمية للصحة ولكن يبقى -حسبه- تطبيق كل هذه القوانين على أرض الواقع. ويرى نفس المختص في هذا السياق أن المصلحة الوحيدة الموجودة بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا استطاعت أن تساعد 500 شخص عن التخلي النهائي عن التدخين من بين 800 مدخن يزور المصلحة كل سنة. وأشار بالمناسبة إلى الأضرار التي يتسبب فيها التدخين والمتمثلة في 25 مرض معظمها مميت، ويأتي في مقدمتها سرطان الرئة الذي يتسبب فيه التدخين بنسبة 90 بالمائة، بالإضافة إلى أمراض القلب والشرايين والحنجرة والمثانة البولية. أما الأستاذة فريدة سكندر رئيسة مصلحة الكشف عن الأمراض الصدرية بالمستشفى الجامعي لبني مسوس فقد تطرقت إلى ظهور التدخين منذ القرن ال15، حيث أصبحت هذه الآفة واسعة الانتشار وتفتك بالصحة العمومية. واستنادا إلى إحصائيات المنظمة العالمية للصحة فانه يوجد في الوقت الحالي مليار مدخن عبر العالم من الرجال و250 مليون معظمهم من الدول النامية. وتعتبر -حسب نفس المتحدثة- السويد من بين الدول التي تحتوي على أقل نسبة من المدخنين في العالم (5 بالمائة فقط من عدد السكان) ، في حين تعد اليمن من الدول التي يوجد بها أكبر عدد من المدخنين (70بالمائة من عدد السكان). ويتسبب التدخين حسب المنظمة العالمية للصحة في وفاة 8.4 مليون شخص في العالم سنويا من بينهم 8.3 مليون رجل ومليون إمرأة وتمثل الوفيات التي يتسبب فيها التدخين 12 بالمائة من مجموع الوفيات في العالم. وبالنسبة للجزائر قالت الأستاذة سكندر واستنادا إلى تحقيق حول الأسر الجزائرية تم انجازه خلال سنة 2007 أن التدخين تراجع خلال السنوات الأخيرة عند الكهول ولكن شهد ارتفاعا عند فئة الشباب (الذكور) ولا سيما شريحة العمر 15 -24 سنة حيث تصل النسبة إلى 43 بالمائة. (واج)