احتضن المعهد الوطني للصحة العمومية يومي 26 و27 أكتوبر الجاري أشغال الورشة التكوينية الأولى للأطباء لمساعدة الأشخاص المدخنين على الإقلاع عنه لفائدة 60 طبيبا من مختلف ولايات الوطن. وتندرج هذه المبادرة في إطار المساعي الحثيثة من قبل الأساتذة المختصين في علاج الأمراض الصدرية والتنفسية إدراج مادة أو مقرر لطلبة كلية الطب حول مكافحة التدخين ومساعدة المدخنين على التخلي عن هذه الآفة. وكذا تعميم المعاينة الطبية للتكفل الجدي والصارم بالأشخاص المدخنين الذين يعتبرون مرضى بما أن التدخين مسؤول عن الإصابة ب 25 مرضا قاتلا في مقدمتها سرطان الرئة وأمراض القلب والشرايين والحنجرة والمثانة البولية، حيث أكد البروفيسور سليم نافتي رئيس الجمعية الجزائرية للأمراض الصدرية والسل أن عدد المدخنين بالجزائر يقارب 40 بالمائة من السكان وأن 15 ألف شخص يتوفون سنويا بسبب التدخين. وصرح البروفيسور نافتي لوكالة الأنباء الجزائرية أن المعاينة الطبية للتكفل بالأشخاص المدخنين ظلت تقتصر حتى الآن على مستشفى مصطفى باشا الذي يقوم بهذه العملية منذ سنة ,2004 فقد تلقت مصلحته 700 إلى 800 طلب للعلاج لم يتمكن سوى 500 منهم فقط الإقلاع النهائي عن التدخين، والهدف هو تعميم النموذج على كافة المصالح الاستشفائية. ومن جهة أخرى أوضح المتحدث أن الجزائر تفتقد الصرامة في تطبيق قرابة 30 مادة قانونية مانعة للتدخين في الأماكن العمومية من بينها الاتفاقية الإطار للمنظمة العالمية للصحة التي صادقت عليها الجزائر، على أرض الواقع. أما الأستاذة فريدة إسكندر رئيسة مصلحة الكشف عن الأمراض الصدرية بالمستشفى الجامعي ل ''بني مسوس'' فقد تطرقت إلى ظهور التدخين منذ القرن ال 15 حتى أصبحت هذه الآفة واسعة الانتشار وتفتك بالصحة العمومية. واستنادا إلى إحصائيات المنظمة العالمية للصحة فانه يوجد في الوقت الحالي مليار مدخن عبر العالم من الرجال و250 مليون معظمهم من الدول النامية. وتعتبر حسب نفس المتحدثة السويد من بين الدول التي تحتوي على أقل نسبة من المدخنين في العالم بنسبة 5 بالمائة فقط من عدد السكان في حين تعد اليمن من الدول التي يوجد بها أكبر عدد من المدخنين بنسبة 70 بالمائة من عدد السكان. ويتسبب التدخين حسب المنظمة العالمية للصحة في وفاة 8ر4 مليون شخص في العالم سنويا من بينهم 8ر3 مليون رجل ومليون امرأة وتمثل الوفيات التي يتسبب فيها التدخين 12بالمائة من مجموع الوفيات في العالم. وبالنسبة للجزائر قالت الأستاذة إسكندر واستنادا إلى تحقيق حول الأسر الجزائرية تم انجازه خلال سنة 2007 إن التدخين تراجع خلال السنوات الأخيرة عند الكهول ولكن شهد ارتفاعا عند فئة الشباب الذكور منهم تحديدا ولا سيما شريحة العمر من 15 إلى 24 سنة حيث تصل النسبة إلى 43 بالمائة.