كما كان متوقعا حصل حزب روسيا الموحدة الذي يقوده الرئيس فلاديمير بوتين على أغلبية مريحة في البرلمان الروسي بعد أن حصل على 315 مقعد من اجمالي عدد مقاعد الدوما البالغ 450 مقعدا وحصد الحزب الحاكم في روسيا على أغلبية المقاعد في تقدم كبير عن الشيوعيين السابقين الذين حصلوا على 57 مقعدا والقوميين المتطرفين الذين حلوا ثالثا ب40 مقعدا بينما حصل حزب روسيا العدل "الشيوعي" على 38 مقعدا، وفي أول رد فعل على نتائج الانتخابات العامة الأحد الماضي قال الرئيس بوتين أن هذه النتيجة تعزز شرعية البرلمان الروسي وتعتبر نصرا لحزب روسيا الموحدة· وقال بوتين أن "المواطنين الروس وبفضل هذه النتيجة سوف لن يتركوا البلاد تنحو باتجاه طريق التخريب كما حدث في بعض الدول الشيوعية السابقة"· ولكن الكثير من المتتبعين أعطوا لهذه النتائج قراءات سياسية أخرى أكدوا من خلالها أن فوز حزب روسيا الموحدة بهذه النتيجة الكاسحة سيفتح الطريق واسعا أمام الرئيس بوتين لابداء رغبة علنية للترشح مرة ثانية لانتخابات الرئاسة القادمة· فقد أصبح بإمكان البرلمان الروسي بفضل تركيبته الجديدة وحصول الحزب الحاكم على أغلبية الثلثين من الشروع في الاجراءات القانونية الخاصة بتعديل بعض مواد الدستور بكيفية تمكن الرئيس فلاديمير بوتين من الترشح لعهدة ثانية بعد انتهاء عهدته شهر مارس القادم· يذكرأن الدستور الروسي الساري العمل به في روسيا ينص على عهدة رئاسية واحدة غير قابلة للتجديد· وتبدي أحزاب العارضة الروسية معارضة صريحة لمسعى الرئيس بوتين واتهمته بمحاولة فرض ديكتاتوية جديدة في البلاد اشبه بالديكتاتورية البلشفية ولكن تحت غطاء الانفتاح السياسي· وذهب بطل العالم السابق للشطرنج غاري كاسباروف وأحد أكبر المعارضين للسياسة الروسية الحالية ولشخص الرئيس بوتين الى وصف انتخابات الأحد الماضي ونتائجها ب الانتخابات الوسخة في تاريخ روسيا المعاصر· وصبت انتقادات المعارضة الروسية في نفس سياق الانتقادات الحادة التي أبدتها مختلف العواصم الأوروبية التي ذهب بعضها إلى حد إبداء مخاوفها من هذه النتائج· ولم تشأ اللجنة الأوروبية أمس إبداء موقف واضح الى غاية القيام بتحليل لكل المعلومات التي يتم الحصول عليها من مختلف المصادر بما فيها الرئاسة البرتغالية للاتحاد والممثلية العليا للسياسة الخارجية الأوروبية برئاسة خافيير سولانا· وذهبت السلطات البريطانية الى حد التعبير عن "قلقها" بخصوص الاتهامات بوجود تجاوزات وأن الانتخابات لم تكن نزيهة ولا حرة· وحسمت برلين في موقفها وأكدت أن الانتخابات العامة الروسية لم تكن عادلة ولا ديمقراطية· وعلى نقيض كل هذه المواقف فقد هنأ الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الرئيس بوتين على الفوز الساحق الذي حققه حزبه في الانتخابات العامة·