فشل الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز في الحصول على دعم الناخبين للإصلاحات الدستورية التي طرحها للاستفتاء الشعبي أول أمس. وقد اعترف شافيز بهذه الهزيمة التي تعد الأولى بالنسبة له منذ انتخابه عام 1999 ،ولكنه توعد بمواصلة معركته "من أجل بناء الديمقراطية" ، وذاك بعد تهنئة خصومه بالفوز. وبلغت نسبة المصوتين ب "لا "50.7% بالمائة، والمصوتين ب "نعم" 49.29 بالمائة. في حين بلغت نسبة الامتناع 44.9 بالمائة . وفور الإعلان عن النتائج سارعت المعارضة إلى إعلان انتصارها ،وقال حزب "الوقت الجديد" أن المعارضين يرغبون في معانقة جميع المواطنين الفنزويليين الذين تضامنوا معهم ورفضوا تعديلات شافيز، كما أعرب عن شكره للرئيس لإقراره بالهزيمة. وقد عاشت شوارع العاصمة كاراكاس نهار أمس الاثنين مظاهر احتفالية لأنصار المعارضة. وتضمنت الإصلاحات التي طرحت على الاستفتاء الشعبي، إعادة انتخاب الرئيس لفترات غير محدودة وتفويضه للسيطرة على احتياطي النقد والبنك المركزي الوطني، وخفض سن الانتخاب من 18 سنة إلى 16 سنة، إلى جانب تعديلات أخرى تتعلق بالملكيات العامة والخاصة. وكانت السلطات الفنزويلية شبه متأكدة من مرور الإصلاح الدستوري عبر الاستفتاء الشعبي ،وهو ما عبر عنه السفير الفنزويلي في الجزائر هيكتور ميشال خلال ندوة صحفية عقدها بمقر سفارته الأحد .. ويقول المعارضون أن شافيز أساء تقدير قوته وأساء تقدير القدرة على تمرير إصلاح مرفوض منذ البداية، في حين يرى البعض حيث أن الشعب الفنزويلي وكغيره من شعوب العالم يرفض الرئاسة مدى الحياة ، لأنه مقتنع بأن الديمقراطية الحقيقية تعني تكريس مبدأ التداول على السلطة .. وبعيدا عن فنزويلا و تحديدا في روسيا ، نجح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تعزيز موقعه السياسي بفوزه في الانتخابات التشريعية التي جرت الأحد ،حيث حصل " حزب روسيا الموحدة" الذي يتزعمه بوتين على 315 من المقاعد ال450 من مقاعد مجلس النواب "الدوما" ، أي ما نسبته 63.6% .ولم يحصل الحزب الشيوعي المعارض سوى على أكثر من 11% من الأصوات .. وتسمح هذه النتيجة للرجل الأول في روسيا بتعديل الدستور حتى يصبح مسموحا له الترشح لولاية ثالثة. ويفترض أن يغادر بوتين منصب الرئاسة العام القادم ، وكان هو نفسه قد وعد بترك مقعده بعد الانتخابات الرئاسية في مارس القادم، ولكن إعادة مبايعته في انتخابات الأحد تركت علامات استفهام حول ما يمكن أن يحدث من تغييرات سياسية في هذا البلد الذي يحاول استرجاع مجده الضائع. وكان الكريملن قد اعتبر أن التصويت هو بمثابة عملية استفتاء حول حكم بوتين وفوزه فيها معناه أن الشعب فوضه للاحتفاظ بالسلطة بعد انتهاء ولاياته الرئاسية. وقد اختلف المحللون الروس الذين استطلعت بعض وكالات الأنباء أرائهم في استقراء المستقبل ،فبينما يؤكد البعض أن بوتين قد يلجأ إلى تعديل الدستور بعدما ضمن الأغلبية في مجلس الدوما ، استبعد آخرون ذلك وقالوا بأن هناك غموض على مستوى صنع القرار،حيث تلخص محللة روسية الموضوع قائل " النظام الجديد قد يدهش الروس أو قد لا يعجبهم. انه احد العناصر المجهولة. فلا احد يعرف كيف ستسير الأمور". و أعلن" حزب روسيا الموحدة " انه سيختار في 17 ديسمبر مرشحه إلى الانتخابات الرئاسية المرتقبة في الثاني من مارس.. ومن جهة أخرى ،فقد اتهمت المعارضة السلطة بالتلاعب في فرز الأصوات ، وتوعد الحزب الشيوعي بالطعن في النتائج . وعلى الصعيد ذاته، دعا البيت الأبيض السلطات الروسية إلى التحقيق بالشكاوى المتعلقة بالانتخابات، فيما كان مسؤولون أمريكيون قد عبروا مسبقاً عن قلقهم إزاء الانتخابات وترويع زعماء المعارضة والتأثير على وسائل الإعلام لتصب في مصلحة حزب بوتين، وفقاً لتصريح صادر عن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، غوردون جوندرو. ومن جهتها، انتقدت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا نفوذ الكرملين على الحملة التي أعقبت الانتخابات البرلمانية في روسيا ، وقال كيمو كيلجونين نائب رئيس الجمعية البرلمانية للمنظمة إن "الهياكل الحكومية والحزبية قد اختلطت، وهذا بعد من أبعاد المشكلة". وكانت روسيا قد خفضت بشكل كبير عدد المراقبين للانتخابات عما كان عليه في انتخابات عام 2003 ، كما أن خبراء من مكتب المؤسسات الديمقراطية وحقوق الإنسان التابع للمنظمة في وارسو قد ألغوا مشاركتهم في مراقبة الانتخابات بعد حدوث نزاع على تأشيرات دخولهم للبلاد. ل //ل