أكد وزير الفلاحة والتنمية الريفية السيد رشيد بن عيسى أمس الأحد بتيارت على أهمية "تفطن جماعي من أجل تحسين مستوى الأمن الغذائي ببلادنا" باعتباره "أحد ركائز السيادة الوطنية". وأوضح الوزير في كلمة ألقاها لدى اشرافه على لقاء جهوي حول إنتاج الحبوب أنه لبلوغ هذا الهدف "يتعيّن تجنّد كل الأطراف المعنية" والعمل على تحرير المبادرات والقدرات المتوفرة في الوطن سواء لدى الفلاحين أو المربين أو المتعاملين النشطين في قطاع الصناعة الغذائية. وشدد بن عيسى على "أهمية توفير كل الظروف المناسبة" وتقديم المساعدات اللازمة الرامية إلى مرافقة الفاعلين الميدانيين حتى يتسنى لهم تحسين المردود و"خلق الثروة في ظل الشفافية وبتبني طرح واقعي". كما ذكر الوزير بالإجراءات والتحفيزات الإدارية والتقنية والمالية التي اتخذتها الدولة لفائدة الفلاحين ومن بينهم منتجو الحبوب باختلاف أصنافها من خلال توفير البذور والأسمدة وتحديث القطاع عبر مكننته وتدعيم قدرات التخزين وغيرها من التدابير الأخرى. وأضاف وزيرالفلاحة والتنمية الريفية في نفس السياق أنه قد شرع في تجسيد قرض "الرفيق" لتمويل نشاط المنتجين مع بداية الموسم الفلاحي، حيث تقرّر منح كل التسهيلات للفلاح منها إلغاء الفوائد التي أصبحت على عاتق الدولة وكذا تأجيل عملية تسديد الديون المترتبة عن القروض التي منحتها المؤسسات البنكية في السابق للفلاحين مشيرا أن الدولة قد تدخلت من ناحية ثانية لصالح المواطن عن طريق دعم أسعار المواد الغذائية الأساسية بعدما سجلت ارتفاعا كبيرا في الأسواق العالمية حيث تطلَّب الأمر تخصيص مبلغ يقدر ب200 مليار دج سنويا. وشارك في هذا اللقاء مديرو المصالح الفلاحية ومسؤولو الغرف المهنية والمعاهد التقنية وتعاونيات الحبوب والبقول الجافة ل13 ولاية من غرب ووسط غرب الوطن . وردا على الانشغالات المطروحة من طرف المشاركين أوضح السيد بن عيسى أنه قد تمّ إعطاء توجيهات للمؤسسات المصرفية عبر كامل التراب الوطني حتى يتسنى للفلاح الاستفادة من قرض "الرفيق" بيسر داعيا في نفس الوقت إلى "تقارب" كل المصالح والهيئات المعنية. وخلال هذه الزيارة قام وزير الفلاحة والتنمية الريفية بمعاينة المعهد التقني للمحاصيل الكبرى الكائن ببلدية سبعين حيث اطلع على البرامج الجاري تجسيدها في إطار برنامج تجديد الاقتصاد الفلاحي والريفي والتي تهدف إلى تحسين نوعية بذور الحبوب والبقول الجافة وكذا تطوير تقنيات السقي. ووقف الوزير رفقة السلطات الولائية عند مشروع إنجاز مخبر لإنتاج بذور محصول البطاطس يندرج في إطار التعاون الجزائري الكوري الجنوبي، حيث يتوقّع أن يشرع في استغلاله حسب مديرية المصالح الفلاحية مع بداية 2009 مما سيسمح بتغطية 30 بالمائة من احتياجات الوطن من هذه البذور. وكان السيد رشيد بن عيسى قد أعطى أمس بولاية تيارت إشارة انطلاق موسم الحرث والبذر للموسم الفلاحي الجديد 2009-2008. وجرت عملية انطلاق الحملة التي حضرتها السلطات الولائية والمهنيون بالمزرعة النموذجية "حطاب مختار" المتواجدة بتراب بلدية مشرع الصفا شمال مدينة تيارت والتي تتميّز بمردود مرتفع في مجال انتاج شتى أصناف الحبوب. ويتوقّع حسب إحصائيات مديرية المصالح الفلاحية أن تمسّ هذه الحملة التي تستمر إلى غاية أواخر شهر ديسمبر القادم مساحة 310 ألف هكتار من الأراضي الفلاحية المخصصة لإنتاج القمح الصلب والليِّن والشعير والخرطال. (وأ)