أكد وزير الفلاحة والتنمية الريفية السيد رشيد بن عيسى على ضرورة النظر إلى عاملي الإنتاج الفلاحي والأمن الغذائي كعنصرين أساسيين لتعزيز السيادة الوطنية، داعيا إلى يقظة جماعية بشأن هذه المسألة لما تحمله من أبعاد. وأوضح الوزير خلال لقاء جمعه بمدراء و إطارات القطاع وكذا متعاملين اقتصاديين بولاية سطيف نهاية الأسبوع، أن عدة إجراءات تم اتخاذها على مستوى الوزارة لمساعدة الفلاحين والمربين والمستثمرين في الأنشطة ذات الصلة بالفلاحة بصفة عامة لكي يتفرغوا للإنتاج وتحسين المردود. و فيما يتعلق بدور الدولة الفاعل في هذا الصدد ذكر السيد بن عيسى أن ارتفاع أسعار الحبوب والحليب على المستوى الدولي خلال السنتين الأخيرتين جعل الدولة تتدخل بصرفها أموالا قدرت بأزيد من 2 مليار دولار لكي تبقى الأسعار منخفضة و في متناول الفلاح وبالتالي عدم تضرر المواطن. و أشار الوزير إلى أن الدولة سترافق الفلاحين والمربين وستقدم لهم التسهيلات المطلوبة لطمأنة هذه الفئة من المنتجين بهدف تذليل الصعوبات أمامهم خاصة فيما يتعلق بالقروض أوالتموين بالبذور. وأضاف الوزير بالمناسبة أنه يجب الاستفادة من التجارب التي عاشتها البلاد خلال السنتين الأخيرتين في هذا المجال، داعيا إلى ضرورة النظر إليها على أنها "إنذار" يستوجب اليوم التفطن والتجند لتحسين الإنتاج على المستوى الوطني. كما ذكر السيد رشيد بن عيسى بالمناسبة أن الوزارة الوصية ستمضي قبل نهاية السنة الجارية، عقود نجاعة لمدة 5 سنوات مع جميع ولايات الوطن من أجل بعث المشاريع التنموية الجوارية في الريف والخاصة بالتجديد الريفي، وذلك بعد أن تم إعداد تقارير تقييمية على المستوى المحلي حول إمكانيات كل ولاية. وأكد المسؤول أن الإستراتيجية الحالية الخاصة بتجديد الاقتصاد الفلاحي والريفي والتي باشرت الوزارة بتجسيدها هي "سياسة لمواجهة الأزمة الغذائية العالمية"، موضحا بأن الجزائر تملك جميع الإمكانيات واتخذت إجراءات من خلال سياسة التجديد الفلاحي والريفي لمواجهة هذه الأزمة التي اعتبرها بمثابة "إنذار" يتطلب تفطن وتجنيد جميع القائمين على القطاع الفلاحي. وأشار السيد بن عيسى إلى أن ولاية سطيف اختيرت للشروع في تجسيد هذه السياسة ميدانيا فيما يتعلق بإنتاج الحبوب، الأمر الذي يتطلب -كما قال- تكاثف الجهود وتفرغ جميع الفاعلين في القطاع من إطارات وفلاحين ومربين وكذا مصنعين لتحسين الإنتاج الوطني. وفي هذا الصدد ذكر الوزير بضرورة جعل قضية الأمن الغذائي "ركيزة" من ركائز السيادة الوطنية وعنصرا فعالا لتقويتها. وكان السيد بن عيسى قد اشرف على انطلاق حملة تشجير بالولاية على مسافة 100 هكتار.