كشفت صباح العياشي، مديرة مخبر الأسرة والتنمية والوقاية من الانحراف والإجرام، عن الشروع في إطلاق أكبر قافلة تحسيسية للوقاية من حوادث المرور، تظم ممثلين عن المخبر والأمن والدرك الوطني، وينتظر أن تزور ثماني دوائر بالعاصمة. الهدف من القوافل، حسب المختصة الاجتماعية، توعية وتحسيس الأسرة ومختلف الفاعلين، لما تسببه حوادث المرور من مجازر تحصد يوميا العديد من الأرواح. من أجل هذا ارتأينا تقول تسليط الضوء على هذه الآفة إن صح التعبير، من خلال العمل الميداني للقوافل من جهة، والسعي إلى تنظيم ملتقى في مطلع شهر ماي المقبل، حول الإستراتيجية الوقائية لترسيخ الثقافة المرورية" جاء هذا على هامش مشاركتها في اليوم الدراسي حول حماية الطفولة المنظم مؤخرا بالعاصمة، حيث اختارت المختصة الاجتماعية من خلال مداخلتها، الابتعاد عن جملة الأسباب التي تعودنا عليها فيما يخص الاعتداءات على الأطفال وحصرها في التربية التي تعتبر بيت الداء والدواء، حيث أكدت أن عدم فهم المقصود من التربية في الأسرة وراء تفشي مختلف أشكال الاعتداءات على الأطفال، إلى جانب غياب مفهوم الذكاء العاطفي في التعامل مع الأبناء عند بعض الأسر، والتغيرات التي تطرأ وعلاقتها بالثقافات الفرعية لكل أسرة، بمعنى تشرح: "كيف يتجاوزون الظروف الاقتصادية الصعبة بطريقة لا تنعكس فيها سلبيا على الأبناء، إلى جانب، تضيف: "توجه بعض أرباب الأسر إلى تعاطي الممنوعات، الأمر الذي يجعل بعض السلوكات العنيفة تصدر عنهم ضد أطفالهم، في غياب الفهم الصحيح للدين الذي يفترض فيه أنه معاملة". تحدثت المختصة الاجتماعية عن بعض الآليات الوقائية التي تستهدف الحفاظ على سلامة الأطفال من كل أوجه العنف، ودعت إلى ضرورة التنسيق بين الفاعلين الاجتماعيين، من وزارات وهيئات رسمية، مثل الأمن والدرك الوطني، التضامن والتعليم العالي والتربية والعدل، مع التأكيد على أهمية إقحام الخبراء في علم الاجتماع، على اعتبار أنهم أدرى بالأسرة الجزائرية وما تعانيه من متاعب، والابتعاد عن اعتماد بعض التجارب التي حتى وإن نجحت في بعض الدول، قد لا تنتج في الجزائر بسبب تغير الثقافات، من أجل هذا، تقول؛ قدمنا تخصصا جديدا في علم الاجتماع العائلي منذ عام 2012 والمتمثل في علم الاجتماع العائلي والطفولة والرعاية الأسرية، والمطلوب في مجتمعنا تفعيل هذا التخصص ميدانيا للتوجه نحو تعليم مهارات تربية الأبناء وكيفية بناء العلاقات الأسرية في إطار إنساني ديمقراطي. المجتمع الجزائري في مجال محاربة كل الآفات التي تتربص بالأطفال بحاجة أيضا إلى برنامج، خاصة للتحكم في الشبكات العنكبوتية التي تحولت هي الأخرى إلى هاجس يحطم الأبناء، تقول المختصة، وتشير إلى أن القانون الجديد الخاص بحماية الطفولة يعتبر قفزة نوعية، وهي سابقة وتجربة فريدة من نوعها، لأنها قدمت منظمة ممثلة في مفوضة الطفل التي يعول عليها لتقديم حماية نوعية لأطفال الجزائر.