استضاف موعد «سجالات ومعنى» للإذاعة الثقافية أمس، السيد جمال كعوان الرئيس المدير العام للمؤسسة الوطنية للإتصال والنشر والإشهار الذي تناول مهام ونشاط المؤسسة، فيما يخص النشر ومساهمتها في ترقية المنتوج الثقافي، وأيضا الحديث عن راهن الإشهار. تمت الإشارة إلى أن للمؤسسة الوطنية للإتصال والنشر والإشهار مكانتها في الحراك الإعلامي والثقافي الجاري، وتأمل في تحقيق التطور عبر مختلف فروعها على الرغم من أن الإشهار هو الأكثر تداولا حينما تذكر هذه المؤسسة. ذكر السيد كعوان أن «لاناب» دار نشر كبيرة لها 900 عنوان، أغلبها في التاريخ وهي تعمل على توفير الكتاب للجزائريين. وقد ثبت حضورها في طبعات الصالون الدولي للكتاب على اعتبار أنه أهم موعد ثقافي في الجزائر وغالبا ما يلتقي المواطنون بالكتاب من خلال هذا الموعد السنوي. وأشار أن قانون الكتاب سهل الكثير من المهام ومع ذلك تبقى مسألة الوفرة والتوزيع مطروحة، وهنا ذكر أن «لاناب» تقدمت بحلين لتعزيز حضور الكتاب، أولهما توفير مكتبات عبر 48 ولاية وثانيهما تدعيم الكتاب الإلكتروني وتأمين التحميل وجعل مضمونه جزائريا ومراعاة الفهرسة التاريخية للجزائر وكذا توطين حضور مبدعيها وكتابها وغيرهم دون إسقاط الأطر القانونية، منها حفظ حقوق التأليف والبداية تكون بمؤلفات المؤسسة. أكد الضيف أن المكتبات ستكون على نموذج مكتبة شايب دزاير بالعاصمة، حيث يكون لها نشاطات أسبوعية مفتوحة للجمهور تشبه في نشاطها المركز الثقافي حيث ستحوي مكتبة وقاعة للمعارض وأخرى للعروض الفنية، لذلك سيتم افتتاح بعضها في سطيف وعنابة وورقلة ووهران، هذه الأخيرة التي هي الأكبر مساحة. وقد أطرى على السادة الولاة الذين قدموا الدعم اللازم، في حين ذكّر الحضور بتراجع المكتبات مما أثر على عملية التوزيع، مستشهدا بمكتبة سطيف الكبيرة التي حوّلت إلى سوق تجاري. أشار مسؤول «لاناب» أن مؤسسته مفتوحة أمام كل المبدعين منهم الشباب لنشر أعمالهم وهي مفتوحة أيضا لكل إبداع حتى لو كان أجنبيا باعتبارها نافذة على العالم. عن الجوائز، أشار المتحدث إلى أن للمؤسسة جائزتين وهما «أصدقاء الكتاب» و«آسيا جبار»، وبالنسبة للأولى فهي تخص أي شخص له علاقة بالكتاب حتى ولو كان تاجرا أو حرفيا وليس شرطا أن يكون مؤلفا وقد تم اختيار 5 أسماء للطبعة المقبلة من مختلف مناطق الوطن، وسيتم التصفية لاختيار ثلاثة. بالنسبة للجائزة الكبرى «آسيا جبار» فهي ثمرة تنسيق بين وزارتي الإتصال والثقافة (المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية و«لاناب») وقد أصبح لها صدى دوليا. من جهة أخرى، ذكر الضيف أن المؤسسة ترافق النشاطات الثقافية التي لها صدى عند الجمهور. سألت «المساء» السيد كعوان عن فضاء شايب الدزاير الذي يبدو أن حضور الإبداع العربي والأمازيغي فيه محتشما، فرد أن ذلك سيتم استدراكه قريبا باستضافة الفائزة بجائزة آسيا جبار في الأدب بالأمازيغية، كما تم مؤخرا استضافة الشاعر صحراوي الذي قدم شعرا بالعربية لكن تظل الفرنسية هي الغالبة على اعتبار أن معظم المبيعات هي بهذه اللغة، ووعد بتحقيق التوازن. أما في سؤالها الثاني المتعلق بأزمة الإشهار فقد رد على «المساء» قائلا «إن الصحافة الجزائرية تشهد أن «لاناب» كانت دعما قويا لها وكانت دوما وفية، لكن اليوم هناك أزمة، وأقول إن 80 بالمائة من الإشهار هو في القطاع الخاص، ناهيك عن تحديات الإشهار الإلكتروني». كما أكد المتحدث أن وكالات الإشهار مبعثرة سيتم استقطابها لتأطيرها بالخبرة وبالتنظيم والمهنية. استغل المتحدث الفرصة ليؤكد أن «لاناب» مؤسسة وطنية لا تعيش البحبوحة كما يتصور الكثير، بل لها مصاريف محددة وكل دينار يحسب عليها، بل أكثر من ذلك فإن عليها تكاليف نتيجة احترامها لالتزاماتها المالية. ختم الضيف لقاءه بالحديث عن التحضيرات الجارية لتنظيم الصالون الدولي للكتاب طبعة 2017 حيث ستشارك «لاناب» ب20 عنوانا وستستضيف شخصيات دولية لها رؤى جديدة ومواقف مشرفة. أما بالنسبة للتعاون، فهناك اتصالات مع دور نشر عربية وأوروبية وغيرها علما أنه تجري اتصالات مع مؤلفين أمريكيين أحدهما له كتاب قيم عن الأمير عبد القادر، إضافة لشراء حقوق كتب لسويسري وللكاتب سامي كليب.