أكد عصاد سي الهاشمي الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، أن كل رواد الأدب الذين اشتغلوا على البعد الأمازيغي عندهم حصة اهتمام في برنامج المحافظة، وسبق للمحافظة أن نظمت منتديات وملتقيات ذات بعد وطني ودولي فيما يخص هذه الأسماء. ذكر عصاد في حديث إلى «المساء» أن المحافظة السامية للأمازيغية نظمت من سنة 2000 إلى 2002، تظاهرة وجوه ثقافية أمازيغية، وعرّجت على العديد من الأسماء الفنية والأدبية، على غرار محمد إغربوشن وسي محند أومحند ومولود معمري ومولود فرعون وعيسى الجرموني وغيرهم. وأضاف أن في إطار مهمة مرافقة مشروع مهرجان الفيلم الأمازيغي، سبق وأن نظمت المحافظة خلال الدورة العاشرة بتيزي وزو، ملتقى دوليا حول مولود فرعون. وصدر كتاب يضم مداخلات المشاركين تم توزيعه على المكتبات. وذكر عصاد أنه عضو مؤسس لمؤسسة مولود فرعون التي يترأسها نجله علي، وهي مؤسسة تسطر برنامجا ثريا من مختلف النشاطات، إذ سبق أن رافقت المحافظة السامية للأمازيغية عددا من الأنشطة، وقامت بترجمة رواية «ابن الفقير» إلى اللغة الأمازيغية، وهو إصدار مهم، هدفه توسيع دائرة القراءة بالأمازيغية، خاصة فيما يخص رواد الأدب، وهي من أولويات البرنامج المسطر للمحافظة. كشف المتحدث أن المحافظة السامية اقترحت إنشاء أنطولوجيا نصوص من الأدب الجزائري لصالح وزارة التربية الوطنية. وسبق أن تم تنظيم ثلاث ورشات في السنة الماضية لأنطولوجيا عامة. وأشار إلى أن الاقتراح لقي ترحيبا من الوزارة، لتكون أنطولوجيا بيداغوجية خاصة بالمدرسة، وهذا المقترح أخذته وزارة التربية على عاتقها لتأسيس مرجعية النصوص الأدبية للمدرسة الجزائرية، والاهتمام بالأدباء الكبار من أمثال مولود معمري ومولود فرعون وأبيلي؛ أي من الحقبة التاريخية القديمة إلى الأدب المعاصر. وأضاف عصاد أنه ضمن برتوكول التعاون الذي يجمع هيئته بوزارة التربية، يهمه تحسين تدريس اللغة الأمازيغية، كما يهمه المحتوى الجزائري المترجم إلى الأمازيغية، وأن يكون في متناول المتمدرسين. مكتبيّو العاصمة يؤكدون ل «المساء»: كتب مولود فرعون تباع بنسبة كبيرة أجمع مكتبيو العاصمة على رواج كتب مولود فرعون نظرا لقيمتها الأدبية والتاريخية بفعل برمجة بعض نصوصها في المقرر الدراسي، علاوة على أسعارها المتناسبة، حيث قامت «المساء» بجولة عبر المكتبات الجزائرية، واستطلعت آراء أصحابها أو ممثلين عنها حول رواج كتب مولود فرعون. البداية بمكتبة «اِقرأ»، حيث أكد ممثلها المدعو مولود، أن كتب مولود فرعون تباع بنسبة كبيرة سواء الأصلية منها المكتوبة باللغة الفرنسية أو حتى تلك المترجمة إلى اللغة العربية، مشيرا إلى أن الإقبال على كتب صاحب «ابن الفقير» كبير حتى من الطلبة لإدراجه في المقرر الدراسي. من جهته، اعتبر ممثل عن مكتبة العالم الثالث أن كتب مولود فرعون تدخل في خانة الأدب الكلاسيكي الجزائري، مثل كتب كاتب ياسين وغيره، مضيفا أن كتب فرعون تباع بنفس الريتم طيلة السنة، وتقتنيها جميع فئات المجتمع بدون أدنى تمييز؛ أي أنها لا تُعنى فقط بعاشقي القراءة أو الأشخاص الناضجين، بل تمس كل القراء. وأضاف المتحدث أن كتب مولود فرعون تباع بأسعار في متناول الجميع، خاصة منها المطبوعة في الجزائر والتي يمكن أن تباع ب 300 دينار للكتاب الواحد. أما عن تلك المطبوعة في الخارج فيصل سعرها إلى 700 دينار، ليشير إلى اختلاف أذواق القراء، فمنهم من يبحث عن نوعية الورق أو حتى عن نوع معيّن من حجم الكتب. كما اعتبر أن الإقبال على كتب فرعون باللغة الفرنسية يعود إلى رغبة الكثيرين في قراءة النص الأصلي الذي يحمل روح مؤلفه. أما عن الكتب التي تتناول الحياة والمسيرة الأدبية والتعليمية لفرعون، فقال ممثل مكتبة العالم الثالث إنها تجذب إليها من يريد أن يتغلغل في خفايا حياة فرعون، الكاتب الذي رحل عنا منذ 55 سنة. وفي هذا السياق، اعتبرت المسؤولة عن مكتبة الفنون الجميلة أن كتاب «مولود فرعون كاتب صاحب قضية» لصاحبه جوزي لانزيزي والذي كتب مقدمته ابن مولود فرعون علي فرعون، له حظه أيضا في نسبة بيع الكتب التي تعنى بصاحب كتاب «الأرض والدم»، مضيفة أن كتاب «ابن الفقير» هو الكتاب الأكثر مبيعا لفرعون، باعتبار أن مقاطع منه موجودة في المقرر الدراسي، وبالتالي يُطلب من التلاميذ تقديم بطاقة قراءة حوله. وأشارت المتحدثة إلى قيام أكثر من دار نشر جزائرية، بإعادة طبع أعمال فرعون، من بينها دار القصبة، المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية ودار نشر تالنتيكيت. أما عن دور النشر الأجنبية فنذكر دار النشر «لوبوان». كما أشار ممثل مكتبة «القرطاسية» إلى الإقبال الكبير على كتب مولود فرعون مقارنة بالعناوين الأخرى، مضيفا أن المكتبة تفضّل التعامل مع دور النشر الجزائرية على حساب دور النشر الأجنبية التي تطبع أعمال مولود فرعون. غير بعيد عن العاصمة وبالضبط في منطقة اسطاوالي، أكد صاحب مكتبة نفاد كتب مولود فرعون سواء باللغة العربية أو بالفرنسية، مضيفا أن هناك من القراء من يطلبون منه جلب المزيد من كتب صاحب «ابن الفقير». بالمقابل، رفض ممثل عن مكتبة «ابن خلدون» الكائنة بشارع ديدوش مراد، الإجابة عن أسئلتنا بدون تبرير واضح!