تلقت جمعية الذهب الأزرق لحماية البيئة ببلدية الدوسن ولاية بسكرة الضوء الأخضر لتنفيذ مشروع بئر للسقي بتقنيات جديدة، وذلك بهدف إنقاذ المئات من أصناف النخيل النادرة المتواجدة بحقل التجارب التابع للمعهد التقني لتنمية الزراعة الصحراوية بمنطقة فلياش غربي بسكرة، وهذا العدد الكبير من النخيل ظل مهدد بموت والزوال بسبب العطش في ظل تفاقم أزمة مياه السقي وغياب الحلول والبدائل طوال السنوات الماضية. ولعل الجديد في هذه المبادرة هو أنها ستجسد ميدانيا ولأول مرة على المستوى الوطني تجربة العمل التشاركي بين المجتمع المدني، ممثلا في جمعية الذهب الأزرق ببلدية الدوسن والمؤسسات الاقتصادية ممثلة في شركة مغرب أنابيب المنتجة لقنوات البوليستار المدعم بالألياف الزجاجية إضافة إلى معاهد البحث العلمي والتي يمثلها المعهد التقني لتنمية الزراعة الصحراوية بمنطقة فلياش ببسكرة. فعلى هامش الملتقى الوطني الخامس المنعقد أمس بأولاد جلال بعنوان الحكامة المائية والذي شارك فيه مختصون جامعيون، أكد ل«المساء» السيد عبد القادر شايب ذراع رئيس جمعية الذهب الأزرق، أن مشروع إنجاز بئر لإنقاذ النخيل المهدد بالموت بمنطقة فلياش، جاء كمبادرة خاصة من جمعيته الذهب الأزرق وبعد عرض المشروع والفكرة على عديد السلطات ومنها الولائية، تمت الموافقة والترحيب والتشجيع من الجميع. مؤكدا أن جمعيته ستتكفل بالجانب التنسيقي والمالي. في حين ستكون المتابعة التقنية من مصالح مديرية الموارد المائية ومعهد تطوير الزراعات الصحراوية ببسكرة. أما المؤسسة الاقتصادية الخاصة «مغرب أنابيب» بالمسيلة فتتكفل بتوفير كل ما يتعلق بالأنابيب من نوع «البوليستار» المدعمة بالألياف الزجاجية والتي ستستخدم لأول مرة في آبار السقي، بما يضمن حياة افتراضية أطول للبئر المزمع حفرها. كما سيساعد أيضا على منع تسربات المياه ودعم قدرة التدفق. مضيفا أن عمق البئر المرتقبة سيكون في حدود 130 م، أما التكلفة الإجمالية فتتراوح بين 6 و7 ملايين دينار، غير أن أهمية هذه البئر ستكون كبيرة جدا سواء لحماية مئات الأصناف من النخيل المهدد بالضياع، أو من حيث تجسيد أول تجربة ميدانية لعمل تشاركي بين ثلاثة أطراف هي المجتمع المدني والمؤسسات الاقتصادية ومعاهد البحث ونجاح هذه التجربة الرائدة وطنيا، قد يفتح المجال واسعا أمام تكرار مثل هكذا تجارب مستقبلا.