أجمع المسرحيون والأكاديميون المشاركون في اليوم الدراسي الذي انتظم يوم السبت الماضي بقسم الفنون الدرامية بجامعة وهران 2 أحمد بن أحمد حول «واقع المسرح الجزائري» بمناسبة إحياء اليوم العالمي للمسرح بضرورة تشجيع القطاع الخاص للاستثمار في مجال المسرح من خلال بناء مسارح خاصة على المستوى الوطني وإنتاج المسرحيات وكذا تقديم الدعم المادي واللوجستيكي لها طيلة أيام السنة وليست في المناسبات والمهرجانات فقط حتى يصبح حضور المسرح سلوكاً اجتماعياً لجميع أفراد المجتمع. فالاستثمار في الفنون ومنها المسرح، حسبهم، هو الضامن لانتشارها وترسيخها، وتعظيم دورها في المجتمع، معترفين بأن تراجع الفعل المسرحي ببلادنا بعد أن عرف أزهى أيامه في السابق ليس وطنيا فقط بل على المستويين المغاربي والعربي جعل الجمهور الجزائري يبتعد عنه وأصبح مشغولا بالخيارات الإلكترونية المتاحة له منها وسائل التواصل الاجتماعي، معتبرين أن المسرح بعد العشرية السوداء التي مرت بها بلادنا لم يستطع أن يسترجع مكانته بالرغم من المحاولات المحدودة. من جهته، يرى الكاتب المسرحي مراد سنوسي أنه من الضروري أن نبحث عن مكامن الخلل ونطرح أفكاراً حول تحويل المسرح إلى نشاط عادي يمارسه الناس بشكل عفوي، مضيفاً بأن «الأمر متعلق بالتراكم والتربية أيضاً، لكي يصبح المسرح عادة يومية إما بالممارسة أو المشاهدة والاهتمام، ويجب تشجيع المسرح المدرسي ليكون حاضراً في المؤسسات التربوية كنشاط غير منهجي ليتحول إلى فعل اعتيادي لأننا كما يقول بحاجة لأن نبني جيلاً لديه ثقافة المسرح، لا يتسنى ذلك إلا بعودة نشاط المسرح المدرسي للمدارس لذا على الجهات المسؤولة في التعليم أن تضع النشاط المسرحي من ضمن الأنشطة الأساسية بالمؤسسات التربوية ليتمكن هذا الجيل من ممارسة رغبته ضمن أنشطة مدارسهم، من هنا نتمكن من بناء قاعدة جماهيرية محبة للمسرح بشكل أكبر ومتعطشة على مدار السنة. بينما تعتقد الممثلة المسرحية فضيلة حشماوي أن المسرح في الجزائر أصبح مرتبطا بالمهرجانات والمناسبات فقط، وهو ما يجعل نجومية الفنان المسرحي تغيب، فاستمرارية العروض المسرحية، حسبها، ستعطي الفنان المسرحي مكانته التي يستحقها، وسيبني قاعدة جماهيرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مطالبة بتبني ثقافة العروض المستمرة في نهاية الأسبوع، فيما شددت على تشجيع الاستثمار الخاص الذي لا تزال حسبها فكرة مطروحة لم تجد بعد طريقها للتجسيد وذلك من خلال تذليل الصعوبات أمام المتعاملين الراغبين في الولوج إلى هذا المجال كذلك تشجيع المسرحيين لاسيما الشباب الجامعيون وخريجو المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي على أخذ المبادرة من خلال خلق تعاونيات مسرحية تستفيد من قروض بنكية بدون فوائد لإنتاج أعمالهم المسرحية والتي من شأنها ضمان استمرار المسرح وديمومته، عندما يتعود عليه الجمهور يصبح من الطقوس المحببة وسلوكاً يومياً لدبه كما كان عليه في السابق. أما الدكتورة خيرة حمر العين من قسم الفنون الدرامية بجامعة وهران 2 حمد بن احمد ترى أن المسرحيين بحاجة لفتح مجال تكوين في كتابة النص المسرحي التي أصبحت ضرورة والاستعانة بالتراث والأدب الجزائري الغني، بدل الاقتباس من النصوص الأجنبية التي يعتمد عليها الكثير من كتاب المسرح عندنا، كذلك تنظيم مسابقات تحفيزية في كتابة النص المسرحي سواء الموجهة للكبار أو الطفل، مشيرة الى أن ضعف مستوى النصوص المسرحية المقدمة في الطرح تدعو المتلقي بشكل غير مقصود وتجعله مشاركاً في ترفيه لا هدف له سوى ضياع ساعات من الزمن.