دعا الوزير الأول عبد المالك سلال أمس، المستثمرين في القطاع الفلاحي بولاية الوادي لإيلاء اهتمام كبير بمجالي التحويل والتصدير. ودعا إلى تجنب استغلال المركبات العمومية للتخزين فقط تفاديا لعامل المضاربة، مشددا على وجوب استغلالها لهدف واحد هو التصدير. حث في هذا الصدد المركبات على البحث عن شركاء أجانب للاستفادة من خبرتهم في مجال التسويق، مذكرا بموافقة الحكومة مؤخرا على الإجراء المتعلق بالتمويل التناوبي للمشاريع التي تتم بالشراكة بين القطاعين العام والخاص. استهل السيد سلال زيارته الميدانية لولاية الوادي أمس، بتفقد المستثمرة الفلاحية الخاصة التابعة للإخوة مسعودي، حيث أشاد بنجاح التجارب الفلاحية التي تم خوضها بهذه الولاية المعروفة بمؤهلاتها الزراعية والسياحية. داعيا صاحب هذه المستثمرة وغيره من المستثمرين في القطاع الفلاحي إلى إيلاء أولوية كبرى لمجالي التحويل والتصدير، مع اعتماد التقنيات العصرية لتنويع المنتوج مثلما هو الشأن بالنسبة للطماطم الصغيرة الحجم التي يكثر عليها الطلب في الخارج. الوزير الأول الذي أبدى عدم رضاه عن تأخر توزيع المستثمرات الفلاحية على طالبيها، حيث لاحظ أنه من أصل 607 ملفات تم إيداعها على مستوى المصالح المختصة، لم تتم المعالجة والموافقة سوى على 65 ملفا، ألح على ضرورة تسريع وتيرة هذه العملية لتمكين أصحابها من الانطلاق في استثماراتهم، مشددا في نفس السياق على وجوب تسهيل إجراءات التنازل عن الأراضي الفلاحية لفائدة المستثمرين، وفق ما قررته الدولة. قرية فلاحية نموذجية بموقع المستثمرة الفلاحية الكائن بسيدي عين، أشرف سلال على توزيع عقود الامتياز لفائدة عدد من المستثمرين الفلاحين، قبل أن ينتقل إلى منطقة حساني عبد الكريم، حيث أشرف على تدشين المعهد الوطني للتكوين المهني، والتقى مجموعة من الشباب المقاولين الذين استفادوا من مشروع استثماري هام يتمثل في إقامة قرية فلاحية نموذجية، تمتد على مساحة 5000 هكتار، استفادوا منها في إطار الآليات العمومية لدعم تشغيل الشباب. وإذ جدد الوزير الأول التزام الدولة بدعم الشباب ومرافقته في إنجاز المشاريع التي تسهم في إعطاء دفع للاقتصاد الوطني، حث المشرفين على الوكالة الوطنية لتشغيل الشباب وصندوق التأمين على البطالة إلى تقديم كل التسهيلات لتشجيع مثل هذه المشاريع. تدشين المركب التاسع وطنيا في التوضيب والتبريد بعدها انتقل سلال إلى منطقة تريفاوي، حيث دشن مركب التوضيب والتبريد الذي يعد التاسع من نوعه على المستوى الوطني من أصل 50 مركبا في قطاع الفلاحة، يستكمل إنجازها في غضون سنة 2020. ولدى استماعه لمختلف الوظائف التي يؤديها هذا المركب الذي تسيّره المؤسسة العمومية "فريقو ميديت"، حث الوزير الأول مسؤولي المشروع على ضرورة توجيه المهام الأساسية لهذا المركب للتخزين من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي المحلي والوطني والتصدير، "وليس التخزين من أجل التخزين"، مبديا عدم رضاه عن تحويل مركبات مثيلة في ولايات أخرى للتخزين الذي يستغل للمضاربة. في سياق متصل، دعا الوزير الأول المشرفين على تسيير هذا المركب الضخم الذي تصل طاقة استيعابه إلى 20 ألف متر مكعب، إلى البحث عن شريك أجنبي متخصص في التسويق، للاستفادة من خبرته في تصدير المنتوجات الوطنية. وأشار في هذا الخصوص إلى إمكانية استفادة المتعاملين العموميين من الإجراء الذي تمت دراسته مؤخرا على مستوى الحكومة والمتمثل في التمويل التناوبي، الذي يخص مشاريع الشراكة القائمة بين القطاعين العام والخاص، حيث يتولى المتعامل الوطني العمومي حسبه ، مهام الانتاج، فيما يتولى الشريك الخاص تمويل عمليات التوضيب والتعليب والتسويق، مذكرا بالمناسبة بالاهتمام الذي أبداه الشركاء الروس في هذا المجال. قاعة متعددة الرياضات وواصل الوزير الأول زيارته التفقدية لولاية الوادي، والتي رافقه فيها وفد وزاري يضم وزراء الداخلية والفلاحة والنقل والسكن والصحة والسياحة والشباب والرياضة، بتدشين قاعة متعددة الرياضات، تتسع ل3000 مقعد والعيادة الطبية الجراحية "ابن حيان" التي تسع ل60 سريرا. كما استعرض بمدينة الوادي مخطط شغل الأراضي لحي 8 ماي 1945، حيث يرتقب إنجاز 1700 مسكن، غير أن التصميم الذي تم به هذا الحي والذي غابت فيه المرافق الحضرية والمنشآت العمومية، أثار غضب الوزير الأول، الذي دعا إلى إعادة الدراسة التقنية لوزارة السكن والعمران والمدينة، لتتولى إعادة وضع التصميم الملائم للمشروع. بعد إشرافه على حفل توزيع رمزي لمفاتيح السكنات الجديدة التي تم إنجازها على مستوى الولاية، وشكلت 700 سكن و60 تجزئة سكنية، دشن السيد سلال المحطة الجديدة للنقل البري، وعاين مشروع إنجاز مركز مكافحة السرطان، حيث دعا إلى تخصيص جناح من هذا المشروع الصحي لإقامة مركزا للتكوين في مختلف تخصصات شبه الطبي، حتى تتم تغطية العجز المحلي في هذه التخصصات، ليختتم السيد سلال زيارته للمشاريع التنموية التي استفادت منها ولاية الوادي، بمعاينة المشروع السياحي الضخم "الغزالة الذهبية" الذي أنجزه رجل الأعمال المعروف جيلالي مهري، ويضم العديد من مرافق الإيواء والراحة والتي من شأنها استقطاب السياح إلى هذه الولاية الجنوبية. وقبل مغادرته ولاية الوادي، عقد الوزير الأول جلسة عمل مع أعيان ولاية الوادي وممثلي السلطات المحلية والمجتمع المدني، حيث استمع للانشغالات الأساسية والمشاكل التي لازال يعاني منها سكان الولاية، وقدم الاقتراحات والحلول التي ستجابه بها الحكومة هذه النقائص.