«نريد الاستقرار في كنف الديمقراطية، نريد المحافظة على الجزائر التي تبقى لكل الجزائريين، نحن دعاة السّلم والمصالحة الوطنية وضدّ التشتت والتفرقة»، هذا ما ركّز عليه رئيس الحركة الشعبية الجزائرية عمارة بن يونس، أمس، حين التقى بمناضلي حزبه وبالمواطنين بالمركز الثقافي الإسلامي بالشلف، حيث أكّد على ضرورة التوجّه بقوّة وبنسبة كبيرة إلى صناديق الاقتراع من أجل الديمقراطية الحقة في الجزائر ومن أجل إضفاء المصداقية والشرعية، ورسالة قوية إلى أعداء الجزائر للرد على المشكّكين ودعاة المقاطعة. بن يونس، عرّج على ما تشهده بلدان الجوار من خراب ودمار وفوضى، وتحدّث مطوّلا عن الأزمة الأمنية التي تعرفها بعض البلدان العربية، مؤكّدا أنّ الجزائر طوت كلّ أشكال العنف والتفرّقة، حيث أصبح المواطن الجزائري ناضجا في الديمقراطية بعد ما عاشه في سنوات المأساة الوطنية ولا يريد العودة إلى الوراء، ليتحدث بعد ذلك عن رسالة الشعب الجزائري وخاصة مواطني الشلف المتمثّلة في «الديمقراطية الهادئة» وهو الشعار الذي تبنّته حركته. وأكّد بن يونس، أنّه على الجميع المحافظة على الجزائر واستقرارها في كنف السلم والمصالحة الوطنية، ليذكر التحديات الكبيرة والرهانات التي تنتظر البلاد، معرجا عن قضية تهاوي أسعار البترول في الآونة الأخيرة وما خلّفته من مشاكل دولية لكن انعكاساتها لم تؤثر كثيرا على الوضع الاقتصادي بالجزائر، والفضل يعود إلى حنكة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة. نقطة أخرى تحدث عنها بن يونس، في أجندة التجمع الشعبي ويتعلق الأمر بمن يحاول استعمال الدين لأغراض سياسية، مشيرا إلى أنّه ضد هذه الفكرة، ليجدد دعوته مرة أخرى لكل سكان ولاية الشلفوالجزائر عامة من أجل التوجه إلى مراكز الانتخاب من أجل التصويت على السلم والمصالحة الوطنية والاستقرار. وبتازمالت (بجاية)، شدّد بن يونس على ضرورة القيام ب «اختيار مفيد» من أجل بناء البلاد واختيار منتخبين قادرين على تشكيل «مجموعات برلمانية ذات أهمية»، معتبرا أنّ الانتخاب يبقى «الطريق الوحيد» لتحقيق التنمية في الولاية والبلاد، وتأسّف قائلا «إنّ غلق الطرقات وحرق العجلات المطاطية لا يؤدي إلا إلى إبعاد المستثمرين عن الولاية»، مشيرا خاصة إلى بعض المشاريع المهيكلة التي تأثرت جراء هذه الأعمال، وأضاف أنّ غضب الشباب يمكن تفهمّه غير أنه يجب إيجاد طرق أخرى للتعبير عن الانشغالات، مجددا دعوته لجعل التصويت «الوسيلة المناسبة للتعبير عن الانشغالات»، مؤكدا «على ولايتي بجاية وتيزي وزو أن تراجعا موقفهما لأنه حتى الآن لم يستفد من هذه العملية إلاّ بعض المترشحين غير المتحمسين نوعا ما لتحسين وضعهم الاقتصادي»، وأضاف «تبقى التعبئة شيئا مطلوبا» من أجل «رفع تحديين وهما تعزيز العمل الأمني من جهة والتنمية الاقتصادية من جهة أخرى، وكلاهما مرتبط ارتباطا وثيقا». في إطار متّصل، رافع بن يونس خلال تجمع شعبي نشطه أوّل أمس، بالجلفة، من أجل مجلس شعبي وطني ذي «مصداقية وشرعية»، وأوضح بأنّ حزبه يعتمد على «خطاب الصراحة»، وقال «بعض الإصلاحات الاقتصادية قد تكون صعبة ومؤلمة، تستوجب مجتمعا متعاونا للخروج من التبعية للمحروقات من خلال وفاق جماعي يصبّ في مبتغى تعزيز وتنويع الاقتصاد الوطني ودفع الاستثمار في كلّ القطاعات بدون استثناء». ولدى حديثه عن مسألة مراقبة الانتخابات أبرز بن يونس، أن الحركة لديها «ثقة تامة في رئيس الجمهورية، والتعليمات التي أسداها في إطار تكريسه لانتخابات حرة وديمقراطية وشفافة.