كشف استطلاع «المساء» حول مدى هوس الشاب الجزائري بألعاب الفيديو، الذي أجريناه في شوارع العاصمة، أن عددا كبيرا من محبي تلك الألعاب زاد هوسهم مع ظهور الهواتف النقالة الذكية، فبعدما كان اللعب يقتصر على تواجد الفرد في البيت أو داخل «نادي ألعاب» مختص، أصبحت اليوم تلك التطبيقات تصاحب شبابنا أينما توافدوا، لتكون بذلك جزءا لا يتجزأ من روتينهم اليومي. الشارع، المدارس وأماكن العمل، كلها أصبحت لا تحرم أحدا من مواصلة مباراته من أحد الألعاب التي أصبح يمضي وقت فراغه وانشغاله فيها، ليشكل بذلك بالنسبة للبعض هوسا حقيقيا. ففي وقت سابق، كان الاهتمام بألعاب الفيديو لا يكون إلا في البيت وباستعمال أجهزة لا يمكن للفرد حملها معه أينما ذهب، لأنها أجهزة توصل بالكهرباء، وتشاهد على التلفاز، وبذلك لا يمكن للفرد اصطحابها معه خارج المنزل، إلا أن تحميل تلك الألعاب أصبح اليوم ممكنا على أجهزة الهواتف الذكية، لتكون بذلك سهلة الولوج وقتما أراد الفرد ذلك. وحول هذا الموضوع، اقتربنا من مجموعة من الشباب الذين أجمعوا كلهم على أنهم يحوزون على الأقل تطبيقا واحدا على هاتفه لأحد الألعاب الإلكترونية، على حد تعبيره، تقليدا لا مفر منه لكل واحد يملك هاتفا ذكيا، حيث أن تلك الألعاب تمنحهم حرية اللعب أينما كانوا ولا يضطرون إلى اقتناء أجهزة خاصة بالألعاب الإلكترونية، فتلك الهواتف الذكية متعددة الخدمات إذ يمكن استعمالها للاتصال، مع استعمال الأنترنت، فضلا على استعمال مختلف باقي التطبيقات المحملة. وعن ذلك، أوضح سمير شاب في ال24 هاما قائلا: «إن سهولة تحميل تلك الألعاب وغيرها من التطبيقات هي ما جعل مختلف أصحاب الهواتف الذكية يقبلون على اللعب بها، مشيرا إلى أن الهوس ينطلق من العدم على حد قوله ، موضحا أن البداية تكون عادة بفضول التحميل، ثم يبدأ الفرد في لعب أشواط لعبة فيديو معينة، لتتحول بعد ثاني أو ثالث يوم إلى هوس حقيقي، خصوصا بالنسبة لألعاب الإستراتيجية، والتي اعتمد مصمموه عامل التشويق الذي يجلب اللاعب ولا يعطيه حرية في وقت فراغه، مما يضطره إلى اللعب مرارا وتكرار حتى الوصول إلى الهدف التي تنص عليه قوانين اللعبة. وأوضح سمير الذي يعد عاشقا لتلك الألعاب، أن تلك الألعاب المحملة على هواتفنا هي مجرد وسائل لجني الأموال بالنسبة لأصحاب التطبيقات، مما يدفعهم إلى استعمال أسلوب شد اللاعب مهما كان، بعرض عليه بعض الحيل التي تدفع الفرد إلى عدم ترك جهازه أبدا، فمثلا إذا لعب بنفس التطبيق على مدار خمسة أيام متواصلة، سوف يربح هدايا في أشواطه التالية، ليبقى ذلك اللعب بمثابة الدخول في متاهة لا يمكن الخروج منها إلا بلعب كل الأشواط. من جهتها، قالت إيمان 30 سنة، هي الأخرى عاشقة لبعض الألعاب الإلكترونية التي حملتها على هاتفها الذكي: «أن عالم ألعاب الفيديو جد واسع ونحن الجزائريون أقل هوس مما نشاهده في بعض الدول الأخرى، التي أضحت اليوم ولمجرد بعض الألعاب الإلكترونية المحملة على هاتفها تدخل في منافسات مع لاعبين آخرين من دول أخرى، بتواصلهم عبر الأنترنت، المنافسة التي تدفعهم كثيرا إلى إنفاق الأموال لشراء أغراض وهمية عبر ألعابهم، وهذا ما تعرضه عليك تلك التطبيقات إذا تقدمت في اللعب، مثلا تعرض عليك شراء الأموال، أو شراء عقارات وغيرها لمجرد اللعب، حيث يتم الدفع ببطاقة الائتمان، وهو «الهموش» الذي بدأ يتغلغل تدريجيا في عقول شبابنا الذين لهم بطاقات ائتمان، إذ تدفعهم أحيانا تلك الألعاب إلى استعمالها من أجل بعض التطبيقات والألعاب.