تتحول ولاية بسكرة، خاصة الجهة الشرقية منها، كزريبة الوادي ومزيرعة مع اقتراب شهر رمضان، إلى قبلة مفضلة لربات البيوت الراغبات في اقتناء التوابل والمكونات الرئيسة لتحضير الأطباق الرمضانية، وعلى رأسها «الشوربة»، باعتبار أن الجهة الشرقية من هذه الولاية تعد رائدة في إنتاج المواد الضرورية للمطبخ، خاصة في شهر رمضان. لا يزال الكثيرون يفضلون اقتناء هذه التوابل وبجميع أنواعها من مصدرها ومكان إنتاجها، كما أن الجميع يحرص على أن تكون هذه التوابل من منتوج هذه السنة حتى تكون ذات نوعية جيدة وغير متأثرة بعوامل التخزين والبيع التي تكون أحيانا غير صحية، بالتالي تفقد نكهتها. وحسب بعض المواطنين الذين تحدثت معهم «المساء»، فإن تجاربهم في السنوات الماضية جعلتهم يصرون كل سنة على اقتناء ما يلزمهم من توابل من ولاية بسكرة، حتى وإن تطلب ذلك تكبد عناء التنقل بالنسبة للقاطنين خارج تراب الولاية، وإذا كانت بعض العائلات تفضل التنقل إلى ولاية بسكرة بنفسها، سواء في أيام عطلة نهاية الأسبوع، أو حتى تخصيص يوم معين للتنقل خصيصا إلى بسكرة من أجل اقتناء التوابل بكميات تكفيهم طيلة شهر رمضان الكريم. نجد أيضا عائلات أخرى تعتمد دوما على الأصدقاء والأقارب لضمان التزود بالتوابل البسكرية، خاصة بالنسبة لمادتي «الفريك» و«المرمز» المطلوبتان بكثرة في تحضير طبق «الشوربة» الذي يعد الطبق الرئيس للكثير من العائلات الجزائرية. يبلغ إنتاج مادتي «الفريك» و«المرمز» سنويا ما يفوق 200 ألف قنطار، وبنوعية ممتازة تغري العائلات الذواقة لطبق الشوربة. كما أن اعتماد الوسائل التقليدية في إنتاج وتحضير مادتي «الفريك» و«المرمز» يعطي دوما نكهة إضافية لهاتين المادتين. ومن خلال جولتنا في بعض المحلات المتخصصة في بيع التوابل بولاية بسكرة، بما فيها بعض بلديات الجهة الشرقية من الولاية، يلاحظ هذه السنة استقرارا نسبيا في أسعار التوابل، ماعدا عند بعض التجار، حيث يؤكد المواطنون ارتفاعا بسيطا في الأسعار ومرد ذلك إما إلى أن السلعة جديدة وذات نوعية ممتازة أو لأن أصحابها اقتنوها بأثمان مرتفعة من مصدرها. كما يلاحظ أيضا أن المنافسة التي تفرضها التوابل المستوردة من الخارج لم تؤثر على الإقبال الكبير على توابل بسكرة، والدليل هو الإقبال الكبير عليها هذه الأيام، كما ينتظر أن يكون التوافد أكبر خلال الأيام القليلة التي تسبق شهر رمضان، فموائد الشهر الفضيل لا يمكنها أن تستغني أبدا عن طبق الشوربة، وهذا الطبق الشعبي لا يمكنه بدوره أن يستغني عن المواد الأساسية المكونة له.