تستعد الجزائر لاستقبال أكبر بعثة اقتصادية أمريكية شهر أكتوبر القادم. البعثة هي الأكبر والأهم في تاريخ العلاقات الجزائريةالأمريكية، كما أنها الأولى من نوعها بالنسبة لإفريقيا والعالم العربي بعد انتخاب الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب. الوفد الأمريكي الذي يضم أزيد من 100 رجل أعمال ومسؤول من قطاعات متعددة، سيبحثون على مدار أربعة أيام كاملة «من 1 إلى 4 أكتوبر» أهم القطاعات المرشحة للإستثمار والشراكة، ومن المتوقع إبرام اتفاقيات نهائية في مجالات التصنيع والفلاحة والصحة والتي تعرف فيها المفاوضات تقدما كبيرا...البعثة ستشكل انطلاقة فعلية لعلاقات التعاون بين الجزائروأمريكا بعد سلسلة من الزيارات والمباحثات بين متعاملي ومسؤولي البلدين. كشف رئيس مجلس الأعمال الجزائري الأمريكي السيد اسماعيل شيخون في اتصال هاتفي ب»المساء» أمس، عن زيارة مرتقبة لأكبر بعثة اقتصادية أمريكية للجزائر مطلع أكتوبر القادم. البعثة التي تضم أزيد من 100 رجل أعمال أمريكي سيرتكز برنامج زيارتها على الجزائر العاصمة فقط حيث ستكون لها لقاءات ثنائية مع متعاملين جزائريين من مختلف التكتلات وفدراليات رجال الأعمال ببلادنا، بالإضافة إلى زيارات لهيئات وزارية وبعض الوحدات الإنتاجية للاطلاع على مستوى التصنيع والإنتاج ببلادنا. الزيارة ينظمها مجلس الأعمال الجزائري الأمريكي بالتعاون مع سفارة الجزائربواشنطن، وتأتي بعد سلسلة من الندوات والزيارات التمهيدية لرجال أعمال البلدين، حسب اسماعيل شيخون الذي أكد للمساء من واشنطن أن جهود الهيئتين اكتملت بزيارات ماراطونية خاضها رجال أعمال جزائريون من مختلف التكتلات على غرار الآفسيو والكنفدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية وذلك منذ مطلع العام الجاري والتي كان لها التأثير والوقع الكبير في أمريكا حيث تشكلت لدى المستثمرين ورجال المال الأمريكيين نظرة مغايرة عن فرص الاستثمار بالجزائر. زيارات المتعاملين الجزائريين إلى أمريكا لا تزال مستمرة يقول السيد شيخون الذي أكد أن الترويج لزيارة البعثة الأمريكية شهر أكتوبر القادم لا تزال متواصلة للرفع من عدد المهتمين بالسوق الجزائرية ومنها الإفريقية التي سيكتشفها البعض لأول مرة.. و حسبه فمن المرتقب أن تتوجه بعثة جزائرية إلى واشنطن نهاية جوان القادم، علما أن هذه الزيارة سبقتها بعثة مماثلة في 16 مارس الماضي ضمت متعاملين من الآفسيو وتنظيمات أخرى قامت بزيارات ولقاءات في كل من كالفورنيا ونيفادا وهيوستن.. الوفد الأمريكي الذي يضم زبدة المتعاملين والمستثمرين الأمريكيين القادمين من ولايات صناعية معروفة على غرار ولاية ويس كونسن، ولاية ايوا ولاية ايداهو وولاية كاليفورنيا وهي المعروفة بشركاتها الضخمة في تصنيع الأدوية وبمستثمراتها الفلاحية الضخمة..، سيركزون على قطاعات متعددة منها الفلاحة والبناء والطاقات المتجددة والتصنيع وكذا الصناعة الصيدلانية، بالإضافة إلى الخدمات والري والآبار ومواد البناء.. غير أن المتحدث أشار إلى إمكانية التوقيع على عقود شراكة استثمار في قطاع التصنيع والفلاحة والصحة لتقدم المفاوضات بشأنها. تكمن أهمية هذه البعثة في كونها توجه العلاقات الاقتصادية بين الجزائروأمريكا نحو تفعيل الشراكات والمنفعة بين البلدين والتي ستخرج بدءا من أكتوبر القادم من نطاق الزيارات الاستكشافية والتعاملات التجارية التقليدية لتتجه بخطوات ثابتة نحو تفعيل الشراكة الميدانية باستثمارات ثقيلة قائمة على مبدأ الربح المتبادل. أمريكا التي تجد في الجزائر المنطلق نحو السوق الإفريقية، فضلت أن تخص بلادنا بأول زيارة اقتصادية في رسالة واضحة تعكس التوجه السياسي والرسمي الأمريكي الذي يرى في الجزائر الشريك والحليف الاستراتيجي على جميع الأصعدة.