أبلغت جبهة البوليزاريو الأمين العام الأممي السيد بان كي مون استنكارها الشديد للتصريحات الأخيرة للممثل الشخصي للأمم المتحدة بيتر فان فالسوم المنحازة للطرف المغربي، وأكدت من جهة أخرى استعدادها لمواصلة المفاوضات شريطة تعيين مبعوث شخصي جديد. وسلم السيد أمحمد خداد منسق جبهة البوليزاريو مع بعثة الأممالمتحدة في الصحراء الغربية المكلفة بتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) الجمعة 8 اوت الجاري بنيويورك رسالة الى الأمين العام المساعد المكلف بالشؤون السياسية السيد نين باسكو من الرئيس الصحراوي السيد محمد عبد العزيز شرح له موقفه من التطورات التي عرفتها القضية الصحراوية منذ الجولة الرابعة من المفاوضات التي جرت شهر مارس الماضي. وأعرب امين عام جبهة البوليزاريو في الرسالة التي تم الكشف عنها اول امس الخميس وتسلمت "المساء" نسخة منها عن "استنكاره الشديد للتصريحات الأخيرة للممثل الشخصي للأمين العام الأممي إلى الصحراء الغربية الدبلوماسي الهولندي السيد بيتر فان فالسوم التي اظهر من خلالها انحيازه للأطروحة المغربية" بخصوص النزاع في الصحراء الغربية. وزعم فالسوم في تصريحات سابقة ان مسألة تقرير المصير تجاوزها الزمن، واقترح الاستسلام للأمر الواقع أي للاستعمار المغربي ومنح الصحراويين ما يسمى بالحكم الذاتي من منطلق قناعته بأن تحقيق الصحراويين لاستقلالهم ليس "شيئا واقعيا". واستغرب الرئيس الصحراوي تلك التصريحات ووصفها بأنها بعيدة "وبشكل جذري" عن الموقف التقليدي للأمم المتحدة بخصوص قضية تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، واكد رفض جبهة البوليزاريو لها. واضاف أن تصريحات فالسوم،" والتي ناقض فيها تقارير الأمين العام، بل ناقض فيها نفسه وهو الذي أكد في تقرير سابق في عهدة كوفي عنان أنه لا يمكن للامم المتحدة أن تنظم استفتاء لتقرير المصير ما لم يتضمن خيار الاستقلال، تجعل منه وسيطا غير محايد، وغير مؤهل للعب دور المسهل للجولة الخامسة من المفاوضات التي ستجريها الجبهة مع المغرب مستقبلا". واعتبر السيد محمد عبد العزيز دعوة المبعوث الشخصي إلى اعتماد المقترح المغربي قاعدة للمفاوضات، بمثابة دعوة المنتظم الدولي "للاعتراف بواقع احتلال مفروض بالقوة ومناقض للشرعية، ودعوة للاعتراف بسيادة المغرب على اقليم الصحراء الغربية، وهو ما لا تعترف به الأممالمتحدة ولا أية دولة أخرى". ويعد محتوى هذه الرسالة اشارة واضحة الى رفض جبهة البوليزاريو الذهاب الى جولة خامسة من المفاوضات المباشرة مع المغرب "والدبلوماسي الهولندي بيتر فان فالسوم وسيطا امميا". وضمن الرئيس الصحراوي الرسالة استعداد جبهة البوليزاريو لمواصلة مسار المفاوضات وأكد على إرادتها "الصادقة في التوصل إلى حل يضمن للشعب الصحراوي حقه غير القابل للتصرف في تقرير مصيره بنفسه وفقا للقرارات ذات الصلة ولميثاق الأممالمتحدة".