من المقرر أن ينتقل الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز في الرابع من الشهر المقبل الى مقر الاممالمتحدة بنيويورك للقاء الامين العام الاممي بان كي مون في مسعى لتحريك ملف النزاع في الصحراء الغربية من خلال اجراء مفاوضات اكثر جدية مع الطرف المغربي تفضي الى حق تقرير مصير الشعب الصحراوي. وقال الرئيس محمد عبد العزيز في الندوة الصحفية التي عقدها مساء أول أمس مع الصحافة الوطنية الجزائرية بمخيمات اللاجئين الصحراويين على هامش أشغال المؤتمر السادس للاتحاد العام لعمال الساقية الحمراء ووادي الذهب أنه سيستغل فرصة تواجده بالولايات المتحدةالامريكية لاجراء لقاءات مع ممثلي الدول الاعضاء في مجلس الامن لمناقشة ملف القضية الصحراوية بعمق. واضاف الامين العام لجبهة البوليزاريو انه سينقل للامين العام الاممي جملة انشغالات ومطالب في مقدمتها مطالبة الاممالمتحدة بتحمل مسؤولياتها ازاء النزاع في الصحراء الغربية. وقال أن الاممالمتحدة التي أخذت على عاتقها ملف تسوية النزاع الصحراوي طالبت بوقف اطلاق النار مقابل تنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية، وأنشأت لأجل تحقيق هذا الهدف بعثة الاممالمتحدة في الصحراء الغربية لتنظيم استفتاء تقرير المصير (المينورسو) التي وبعد أزيد من 17 سنة بعد انشائها لم تتمكن من اداء مهمتها ولم تحقق ما كان منتظرا منها. وأرجع الرئيس محمد عبد العزيز سبب تعثر "المينورسو" في اداء مهمتها الى كون الاممالمتحدة لم تقم بممارسة ضغوط باتجاه تنظيم استفتاء تقرير المصير وايضا بسبب التحركات المغربية لتحويل مهمة هذه البعثة لمراقبة احترام قرار وقف اطلاق النار دون الاضطلاع بمهمتها الاساسية الاخرى والمتمثلة في التحضير لإجراء الاستفتاء ومراقبة انتهاكات حقوق الانسان من طرف الاستعمار المغربي. وانتقد الرئيس محمد عبد العزيز هذه الوضعية وقال ان استمرارها افقد الاممالمتحدة مصداقيتها وجعلت منها وسيلة لحماية واقع احتلال المغرب للصحراء الغربية وتكريسه. وشدد الرئيس الصحراوي على الإشارة إلى تدهور وضعية حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة في ظل استمرار المغربي انتهاكاته الخطيرة ضد أبناء الشعب الصحراوي أمام مرأى ومسمع المجتمع الدولي الذي لم يحرك ساكنا لوضع حد لوضعية إنسانية كارثية طال أمدها. وقال الرئيس الصحراوي في هذا الشأن أنه سيطلب من الامين العام الاممي نشر تقرير مفوضية حقوق الانسان الاممية الذي اعدته شهر سبتمبر 2006 وبقي حبيس ادارج الاممالمتحدة بالرغم من ان ما تسرب من مضمونه الى وسائل الاعلام الدولية أكد خطورة أوضاع حقوق الانسان في الجزء المحتل من الاراضي الصحراوية. وفي سياق متصل أكد الرئيس محمد عبد العزيز انه سيغتنم فرصة لقائه بالامين العام الاممي لدق ناقوس الخطر بشأن سياسة القمع والاقصاء التي تمارسها السلطات المغربية في حق المدنيين الصحراويين والتي قال أن استمرارها سيشكل عامل تهديد لاستقرار المنطقة كلل. وجدد الرئيس الصحراوي موقف جبهة البوليزاريو المتمسك بمواصلة العملية التفاوضية مع الإشارة الى انه لم يتم بعد الفصل رسميا في مسألة تعيين الدبلوماسي الامريكي كريستوفر روس وسيطا دوليا في النزاع الصحراوي. وقال أن الامين العام الاممي اختار روس خلفا للوسيط السابق الهولندي بيتر فان فالسوم وجبهة البوليزاريو وافقت على ذلك في حين لم يقدم المغرب رده الرسمي على تعيين روس وهو ما أخر عملية ترسيم الدبلوماسي الامريكي رسميا مبعوثا شخصيا للامين العام الاممي في الصحراء الغربية ومباشرته لمهمته. ولكنه اشار الى أن الامين العام الاممي غير ملزم بأخد موافقة طرفي النزاع لترسيم اي وسيط دولي ما دام الامر من صلاحياته الاساسية وبإمكانه اعطاء الاشارة الخضراء لموفده الخاص الجديد لبدء مهمته دون انتظار الرد المغربي. من جهة أخرى وفي سياق تنديده بسياسة الضغط التي تمارسها قوات الاحتلال المغربي ضد المواطنين الصحراويين في المدن المحتلة لإرغامهم على الرضوخ للامر الواقع او الهجرة الى الدول المجاورة أو ركوب البحر عبر قوارب الموت جدد الرئيس الصحراوي استغرابه لمنح الاتحاد الاوروبي المغرب وضعا متقدما في مجال احترام حقوق الإنسان. وأعرب عن تخوفه في ان يستغل المغرب هذه العلاقة المتميزة ليوظفها في سياق ابداء المزيد من التعنت ورفض القرارات الاممية والشرعية الدولية المقرة بحق الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير مصيره. وأكد الرئيس الصحراوي في الاخير أن جبهة البوليزاريو تتعرض لضغوطات كبيرة من قبل جماهيرها سواء في مخيمات اللاجئين او في المدن المحتلة او في جنوب المغرب للعودة مجددا لحمل السلاح ومواصلة الكفاح المسلح. وقال انه لم يلمس ابدا مثل هذا الاجماع من طرف كافة الصحراويين حول الاستقلال في اطار جبهة البوليزاريو الممثل الوحيد والشرعي للشعب الصحراوي. وهو ما اعتبره دليلا على انه مهما طال الزمن فإن شعب الصحراء الغربية سيتمكن من تحقيق هدفه ونيل حقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال. مبعوثة المساء إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين: ص. محمديوة