أكد مدير التجارة لولاية الجزائر كريم قش ل«المساء»، على فتح خمسة أسواق تضامنية لمختلف المواد الغذائية خلال شهر رمضان الكريم، على مستوى مساحات شاسعة بكل من الساحة المركزية لمقر الاتحاد العام للعمال الجزائريين بأول ماي، وآخر على مستوى قصر المعارض الصنوبر البحري، وثالث بساحة تريولي بباب الوادي ورابع بالساحة المركزية في الرويبة وخامس بعين البنيان. كما وعد بردع كل التجاوزات التي يرتكبها التجار، خاصة الذين يغيرون نشاطهم في رمضان والذين يسوقون مواد سريعة التلف. أوضح قش في لقاء خص به «المساء»، أن المديرية قررت هذه السنة فتح أسواق إضافية تلبية لرغبات المستهلكين والاستجابة للإقبال الكبير على هذه الأسواق خلال الشهر الفضيل، خلافا للسنوات الماضية حين كان يفتح سوق واحد فقط على مستوى ساحة مقر الاتحاد العام للعمال الجزائريين، إذ تقام هذه الأسواق بالاشتراك والتنسيق معه، بهدف حماية القدرة الشرائية للمواطن، لأن التجار المشاركين من المستوردين والمنتجين والممونين، حيث يبيعون سلعهم مباشرة للمستهلك دون وساطة. وحسب المتحدث، فإن الأماكن التي تحتضن الأسواق التضامنية هذه السنة تشمل مقاطعات من وسط، شرق وغرب العاصمة، لإحداث توازن بين مختلف جهات الولاية، التي يقبل سكانها بكثرة على هذه الفضاءات، حيث تم اختيار ساحة وسط مدينة الرويبة تتسع ل 75 خيمة عرض، لتوفير مختلف السلع والمواد التي يكثر عليها الطلب في رمضان، وساحة تريولي بباب الوادي ب100 خيمة عرض، وحي الكثبان بعين البنيان بالجهة الغربية للعاصمة، بينما وقع الاختيار على قصر المعارض الدولي بالصنوبر البحري لفتح السوق الخامس، الذي يعد الأكبر باحتضانه لحوالي 250 خيمة عرض، حيث ينتظر، حسب مدير التجارة، فتح بعض هذه الأسواق الجديدة أمام المستهلكين قبيل حلول شهر رمضان بأيام قليلة، على غرار سوق الرويبة الذي حدد تاريخ فتحه ب25 ماي الجاري، وسوق باب الوادي في اليوم الذي يليه، لحماية المستهلك وتقريب المنتوج المحلي منه ومواجهة المضاربة واحتكار الأسعار. وفي هذا الصدد، ذكر المسؤول الأول على قطاع التجارة بولاية الجزائر، أن هذه الأسواق ستعرض المنتجات الغذائية واسعة الطلب خلال شهر رمضان، على غرار دعمها بالخضر والفواكه واللحوم، إضافة إلى البقول والعصائر والحليب ومشتقاته والبيض والفواكه الجافة والفرينة والدقيق وغيرها من المنتجات المحلية. جهاز متابعة لتمويل السوق في هذا الإطار، أكد المسؤول الأول على قطاع التجارة بالعاصمة، أن السلطات على المستوى المركزي والمحلي وضعت جهاز متابعة لتمويل السوق بالمواد الضرورية خلال رمضان، وطمأن سكان العاصمة بتوفر مختلف المواد، منها الخضر والفواكه التي ستكون بأسعار جد تنافسية، «لأنها في مرحلة الإنتاج»، كما أن المواد الأخرى متوفرة والمخزون يضمن الاستهلاك لفترة خمس أشهر، يقول المتحدث. أما بخصوص ارتفاع الأسعار التي تعود في كل شهر رمضان، أوضح بأنها حرة، باستثناء المواد المدعمة، مشيرا إلى أن الارتفاع يكون في الأيام الأولى لشهر الصيام، ثم تستقر في مستوياتها المعهودة. كما وعد بالقضاء نهائيا على ظاهرة التجارة الفوضوية، حيث تم في هذا الإطار إنجاز 154 سوقا عبر57 بلدية في ولاية الجزائر لاحتضان التجار الفوضويين الذين تجندت كل المصالح المعنية بالولاية من أجل ردع هؤلاء الباعة، خاصة الذين يسوقون مواد سريعة التلف وخطيرة على المستهلك. تجنيد 750 عون لقمع التجاوزات أما فيما يخص جهاز الرقابة الذي يضمن تأطير الأسواق، أشار قش إلى تجنيد 750 عون رقابة يتوزعون على مستوى57 بلدية بالعاصمة، يعملون خلال رمضان ليلا نهارا، وفي نهاية الأسبوع، كما تم تكييف أوقات العمل مع أوقات الذروة للاستهلاك، حيث تتدخل هذه الفرق لقمع كل التجاوزات التي يتم ضبطها بالأسواق، خاصة يضيف المتحدث- أن شهر رمضان يتميز بالارتفاع الكبير في مستويات الاستهلاك، وما يصاحبه من ارتفاع جنوني في الأسعار، مشيرا إلى أن مصالحه تركز على كل المواد ذات الاستهلاك الواسع، منها الخضر والفواكه، المواد الغذائية العامة، وباقي المواد المدعمة من دقيق وفرينة وخبز وحليب ومشتقاته، واللحوم بأنواعها الحمراء والبيضاء. وفي هذا الصدد، أكد المتحدث أن مصالحه ستقف بالمرصاد للتجار الذين يخالفون الإجراءات، منها تعليمة وزير التجارة التي أصدرها مؤخرا، والتي تجبر كل الجزارين على نشر أسعار اللحوم التي يبيعونها، خاصة اللحوم المستوردة مع ذكر بلد المنشأ والسعر المخصص لها، وكذا اللحوم البيضاء، حيث تم وضع الجهاز المكلف بالمراقبة لمواجهة أية تجاوزات يقوم بها التجار، خاصة أولئك المعتادين على تغيير نشاطهم خلال هذا الشهر الفضيل، والذين يتعرضون لعقوبات منها الغلق وغرامات مالية معتبرة. فرق نسوية لمراقبة قاعات الحفلات على صعيد آخر، عرج مدير التجارة على الحملة التحسيسية التي تقوم بها مصالحه بالتنسيق مع جمعيات حماية المستهلك، تزامنا مع حلول رمضان وفترة الصيف وارتفاع درجات الحرارة، بهدف الوقاية من التسممات الغذائية الجماعية، التي تم إحصاء أكثر من 80 بالمئة منها في الولائم والأعراس، حيث كشف في هذا الإطار عن تخصيص فرق مراقبة نسوية، تعمل على مستوى كل قاعات الحفلات بالعاصمة، لتوعية وتحسيس المدعوين ومراقبة شروط الحفظ وتحضير الوجبات التي تقدم للحد من التسممات الجماعية. وقد تم إطلاق الحملة التحسيسية بسبع نقاط مختلفة في بلديات العاصمة، حيث تنظم من 15 إلى 17 من الشهر الحالي بميناء سيدي فرج، شاطئ جميلة بعين البنيان، والفضاء التجاري «أرديس» بالمحمدية، إلى جانب ساحة «أودان» بالجزائر الوسطى، فيما تتواصل الحملة بساحة «كيندي» بالأبيار وشاطئ «الصابلات» بحسين داي، وشاطئ «كيتاني» بباب الوادي من 18 إلى 20 ماي الجاري.