أعلن وزير الشؤون الدينية والأوقاف، ووزير المجاهدين بالنيابة محمد عيسى أنه لن تعطى هذه السنة أية تعليمة إدارية للأئمة تخص تسيير المسجد خلال شهر رمضان الكريم، معتبرا أن للإمام السلطة المطلقة وهي منبثقة من القرآن الكريم والسنّة. وأكد الوزير من جهة أخرى أن رؤية هلال شهر رمضان أو ليلة الشك ورصد هلال رمضان التي ستكون هذه السنة يوم الجمعة 26 ماي لم يتم تسييسها أبدا في الجزائر وهي تخضع لحسابات فلكية محضة. وأوضح عيسى خلال إشرافه أمس، على لقاء بدار الإمام بالمحمدية، أئمة مساجد العاصمة والخاص بالتحضيرات لشهر رمضان المبارك أنه منع شخصيا إطارات وزارته من إصدار تعليمات إدارية تخص تسيير المساجد في رمضان باستثناء التعليمة المتعلقة بالقرارات التي ستصدر من لقاء الأئمة الذي عقدت أمس، بكل الولايات والتي سيتفق عليها الجميع كتلك المتعلقة بقراءة حزب أو حزبين خلال الشهر الكريم. عيسى شدد على أن للائمة السلطة المطلقة وهم مأذونون بأن يحاربوا الرشوة والمحسوبية والظلم على أن ينبع عملهم من نصوص القرآن والسنة وأن تكون خطاباتهم خادمة للمجتمع، داعيا إياهم إلى اعتماد عمل تحسيسي بهدف احتواء الشباب وتوجيههم، مشددا على أهمية محاربة العنف في كل الفضاءات. وعن سؤال حول تجمهر غير الصائمين في الشهر الفضيل على غرار ما حدث في السنوات الأخيرة الماضية، قال عيسى إن الهدف من وراء ذلك ليس دينيا وإنما سياسي، بحيث أن رغبة المفطرين جهرا هو الإساءة للنظام العام والتشويش على الجزائر مؤكدا أنه لا يمكن السكوت أمام المساس بالنظام العام وأن الدفاع عن الإسلام سيكون بقوانين الجمهورية. وتحدث عيسى مجددا عن خطر الطوائف التي تهدد وتستهدف الجزائر، مؤكدا أن هذا الخطر معروف ويتمثل في إرادة لإلغاء الدولة الوطنية وتقسيمها تقسيما مذهبيا أو عرقيا أو طائفيا نرى أثاره في العراق واليمن وسوريا. واستطرد عيسى أن صمام الأمان الوحيد للجزائر هي مرجعيتها الدينية، وهي المرجعية التي أصبحت اليوم مستهدفة من قبل عدة حركات كالأحمدية وحركة التبشير الشيعي والتبشير المسيحي وحركات الإلحاد المنظمة والشعوذة المنظمة التي تهدف إلى إحباط المعنويات ونشر اليأس لدى الجزائريين. وبخصوص موسم الحج لسنة 2017، أعلن عيسى أن أول رحلة للحجيج إلى البقاع المقدسة ستكون يوم 4 أوت القادم وآخرها يوم 26 من نفس الشهر، مشيرا إلى أن هذا الموسم سيعتمد على رقمنة إسكان الحجاج من الجزائر وهو الإجراء الذي سيكون إجباريا على كل حاج، كما سيكون طلب التأشيرة ومنحها إلكترونيا.. العملية التي سيتكفل بها الديوان الوطني للحج والعمرة. ومن أجل تشجيع الأئمة على المضي في خدمة الشعب والوطن، أعلن الوزير بأن إدارته سوف تعقد اتفاقية مع بنك البركة الأسبوع القادم لتمكين شيوخ المساجد من الاستفادة من قرض بدون فائدة حتى لا يقعوا في الاستدانة التي ترهق كاهلهم على حد تعبيره. وعن مشروع المسجد الكبير الذي تجري أشغاله، أكد الوزير أنه سيمثل مرحلة ما من مراحل تاريخ الجزائر كما هو الحال بالنسبة للمساجد الأخرى المتواجدة عبر كامل التراب الوطني، مستغربا موقف المنتقدين الذين يتحدثون عن بناء مستشفى بدل المسجد. والي الجزائر عبد القادر زوخ الذي حضر اللقاء، أكد من جهته أن المجتمع الجزائري يعاني من أزمة أخلاقية، داعيا الأئمة والمعلمين والأطباء والمجتمع المدني إلى تحمل المسؤولية والقيام بالدور المنوط بهم. وقال زوخ إن المؤسسة الوحيدة التي تقاوم هي المؤسسة الأمنية الجيش والشرطة والدرك.