دعا البروفيسور إيف شوفان صاحب جائزة نوبل في الكيمياء لسنة 2005 الى ضرورة ترشيد استهلاك الطاقة وعدم الاسراف والتبذير في استعمال المواد المنتجة للطاقة خاصة منها المحروقات، لتقليص الأعباء المالية من جهة والحفاظ على الطبيعة من جهة أخرى. البروفيسور شوفان الذي قدم نهار أمس مداخلة بجامعة الإخوة منتوري بقسنطينة تحت عنوان الكيمياء والصناعة بحضورأساتذة مختصين وطلبة جامعيين من مختلف التخصصات، وتحدث عن مساره العلمي مؤكدا أن بحثه الخاص بتطوير طريقة التفاعل الكيميائي في التركيب العضوي والذي مكن من الحصول على غاز البوتان انطلاقا من تحفيز تحويل الأوليفينات الى أوليفينات مركبة، لاقى عراقيل كبيرة ولم يعترف به الا بعد جهد جهيد وعمل متواصل مكّنه من نيل جائزة نوبل عن هذا البحث. البروفيسور شوفان الذي يعتبر أن الكمياء هي الحياة، دعا الصناعيين الى التقليل من الجزئيات متعددة الحلقات بالمحروقات خاصة وأن هذه الجزئيات على غرار الهيكسان تتأكسد داخل الجسم وتتحول الى مواد مسرطنة تؤدي في الغالب الى سرطان المثانة وهو المرض الشائع بين عمال حقول ومصانع المحروقات. إيف شوفان أكد أنه لا يؤمن بالطاقات البديلة، معتبرا أن أحسن طريقة للمحافظة على البترول هو استغلاله بعقلانية، خاصة وأن بدائل طاقة المحروقات تبقى بعيدا عن الاستعمال الواسع بسبب ارتفاع اسعارها فالطاقة المنتجة من الهيدروجين حسب البروفيسور تفقد 40 من نسبتها، اثناء الانتاج وتستدعي استعمال بطاريات من البلاتين، المعدن النفيس الذي يزيد من تكلفة الانتاج. صاحب مؤلفات مظاهر المحفزات المتماثلة (1971)، التطبيقات الصناعية للمحفزات المماثلة (1988) والمراحل المتعددة للمحفزات المتماثلة، أكد أنه وبفضل البحوث العلمية في مجال الكيمياء، فإن نسبة التلوث ستنفخض، داعيا في نفس الوقت الى الاحتياط أكثر في نقل البترول خاصة عبر البحار، ومؤكدا قناعته الراسخة بأن هناك علاقة وطيدة بين الجامعة والمؤسسات الصناعية ولايجب إهمال هذه العلاقة مثلما هو حاصل في الوقت الراهن. البروفيسور الفرنسي إيف شوفان الذي أعجب بالاستقبال الحار بقسنطينة واكتظاظ القاعة بالحضور، زكد زن مجهودات البحث في مجال الكيمياء بالجزائر معتبرة، فتوفير بعض الامكانيات لهذه المجهودات سيمكن الجزائرمن اللحاق بالدول الأوروبية في هذا المجال وفي وقت قصير. إيف شوفان كان له مع أساتذة الكيمياء وطلبتها مساء لقاء مباشرا تناقش فيه الجميع حول أهم القضايا العلمية التي تشغل الباحثين والمهتمين بهذا المجال.