أجمعت ردود أفعال المتعاملين الاقتصاديين ورجال الأعمال وأغلب تكتلات «الباترونا» ورؤساء المؤسسات، على شخصية عبد المجيد تبون، التي تحمل ميزات خاصة تتماشى والوضع الراهن لبلادنا، الأطراف التي تحدثت إلى «المساء» تعوّل على الوزير الأول الجديد، وتنتظر منه التعجيل بتجسيد التحول والانتقال الاقتصادي الذي شرع فيه سلفه في الحكومة.. وتباينت آراء ومواقف المتعاملين بخصوص الملفات المستعجلة، فبين مطالب بتسوية مشاكل الاستثمار العالقة إلى أخرى تتعلق برفع العراقيل التي تعترض المصدرين، فيما طالب آخرون برؤية واضحة تحمي بالدرجة الأولى العامل البسيط والقدرة الشرائية.. الطابع الاستعجالي الذي تقتضيه الوضعية الاقتصادية للبلاد والتي جاءت في أولى تصريحات الوزير الأول عبد المجيد تبون، تشكل أبرز آراء المتعاملين الاقتصاديين ورجال الأعمال الذي عبّروا عن استعدادهم الكامل للعمل مع الفريق الحكومي الجديد الذي جاء ليجسد قرارات عاجلة لتحريك وضع متعثر لطالما انتقدته التنظيمات وتكتلات أرباب العمل والمؤسسات الاقتصادية. «المساء» استطلعت آراء البعض منهم والذين كانت انطباعاتهم ايجابية مليئة بالتفاؤل إزاء المرحلة القادمة التي تقبل عليها البلاد. اعتبرت رئيسة الكنفدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية السيدة سعيدة نغزة، تعيين عبد المجيد تبون، على رأس الحكومة الجديدة بمثابة القرار الصائب، معتبرة أن المرحلة القادمة تتطلب رجل ميدان «شرس» في حجم تبون الذي قالت إنه أكثر اطلاعا على واقع الاستثمار والعارف بأهم العراقيل والمشاكل التي تعترضه، سيدة الأعمال وجهت رسالة إلى الوزير الأول أشارت فيها إلى أن مؤسسات الجزائر تنتظر الكثير منه للدفع بالاستثمار الذي عرفت آلته ارتجاجات بسبب سوء التسيير على المستوى القاعدي. السيدة نغزة، وفي اتصال ب «المساء» عبّرت عن تفاؤلها الكبير بقدرات عبد المجيد تبون، في إحداث ديناميكية كبيرة في مجال الاستثمار، مؤكدة أنه كان مؤخرا وراء حلحلة العديد من المشاكل التي اعترضت مؤسسات الإنجاز، وهو ما يبعث على الأمل والتفاؤل بخصوص تطور المؤسسة الخاصة، مشيرة إلى أن أهم مشاكل الاستثمار وفي مقدمتها العقار ستعرف طريقا نحو الحل على اعتبار تبون، أحد أهم العارفين به والمطلعين على الملف كذلك بالنسبة للتمويل والتفاصيل الإدارية الأخرى. منتدى رؤساء المؤسسات لم يعد لديه الوقت للكلام والتبريكات فرسالته الأولى للوافد الجديد على قصر الدكتور سعدان، عبارة عن تقرير مفصل شخّص فيه «الافسيو» واقع الاستثمار عبر 42 ولاية التي زارها شهر أفريل الماضي، رجله الأول الذي هنأ الوافد الجديد وطاقمه والتزم بالعمل مع السيد تبون، بكل جدية وصرامة بما يبقي الجزائر في عافية وأمان ويخرج المؤسسة والاقتصاد من الأزمة، وقال حداد إنه يدعم الحكومة الجديدة دون «خلفية أو تحفّظ». رئيس «الافسيو» بدا متمسكا بحل أهم المشاكل الواردة في تقريرة الذي سيسلم في غضون الأيام القادمة للوزارة الأولى، وعازم في الوقت نفسه على حلحلة أهم العراقيل التي تقف في وجه المستثمرين ورجال الأعمال عبر الوطن ومن أبرزها مستحقات مؤسسات البناء والأشغال العمومية التي باتت مهددة بالإفلاس، ومصير المطاحن ومصانع الحليب المهددة بالغلق بسبب تقليص حصصها من بودرة الحليب والقمح، بالاضافة إلى نقطة هامة تتعلق بالعقار الصناعي الذي أسهب فيه المتحدث، مشيرا إلى أن مفهم المناطق الصناعية يجب أن يحدد ويتضح أكثر. من جانبه اعتبر بوعلام مراكش، رئيس الكنفدرالية العامة لأرباب العمل تعيين الرئيس بوتفليقة، للحكومة الجديدة بقيادة عبد المجيد تبون، بمثابة القرار الصحيح خاصة -يضيف- وأن النية المعلنة ترتكز أساسا على دفع الاقتصاد وهذا مهم جدا وشيئ جيد حسب مراكش الذي اعتبر إعلان الحكومة باندماجها في الاقتصاد منذ الوهلة الأولى من تنصيبها لدليل على وعيها التام والكامل بالأمور والحالة التي تمر بها الجزائر. على الجزائر أن تركز على الاقتصاد وهو ما يعني بالضرورة العمل ثم العمل حسب رئيس الكنفدرالية الذي طالب أولا وقبل كل شيء بحماية العامل البسيط الذي لا يجب أن تمارس عليه عولمة وحشية، بل يجب أن نستمر في دعمه يقول المتحدث الذي دعا إلى تحقيق توازن في الإمكانيات الوطنية للاستجابة للقدرة الشرائية للمواطن البسيط. كنفدرالية أرباب العمل تنتظر من حكومة تبون «التحرر، الدعم والمرافقة» وليس بالضرورة الأموال رغم أنها ضرورية. الشفافية ووضوح الرؤية المنتهجة من قبل الحكومة الجديدة نقطة أخرى ركّز عليها محدثنا الذي عبّر عن تمسكه بمنهج الحوار والتشاور مع الحكومة التي قال إنها شريكة فعلية ومسؤولية الطرفين واحدة في تطوير الاقتصاد وإنقاذه، مراكش طالب أيضا بتسريع ما شرعت فيه حكومة سلال السابقة بخصوص الانتقال الاقتصادي، مذكّرا بضرورة وضع جهاز متابعة وهذا مستعجل للجزائر ومستقبلها. الغرفة الوطنية للتجارة والصناعة وباعتبارها الأقرب إلى واقع الاستثمار طالب نائب رئيسها السيد رياض عمور، من الحكومة الجديدة بتجسيد فكرة الانتقال الاقتصادي في الميدان من حيث دعم الصناعة والفلاحة وتسهيل عملية التصدير وهذه فلسفة تهدف أساسا إلى تنويع الاقتصاد الوطني، ويجب حسب عمور الاستعانة باللجان المعروفة لمواصلة الحوار بين الحكومة والمتعاملين وحل العراقيل الميدانية التي نتكلم عنها كل يوم، والمعروفة كالعقار الصناعي الذي ينتظره المتعاملون الوطنيون والأجانب، بالاضافة إلى تسهيل الإجراءات البنكية. وقال المتحدث إنه سيواصل الطلب أكثر فأكثر حتى نبلغ-يضيف- مستوى معينا من التحسن الاقتصادي، مشيرا إلى أن المتعاملين الجزائريين يتطلعون إلى بلوغ المستوى الذي تتواجد فيه بعض العواصم المعروفة على غرار سنغفورة التي تعد نموذجا في جلب الاستثمار بمناخ أعمال متميز.. وطالب عمور حكومة تبون بتسهيل عملية التصدير حتى لا يلتهي المنتج أو المصدر بالأمور الجانبية بل بمحتوى موضوعه فقط، لأن ما يعاني منه اليوم ميدانيا لا يتركه يركز على عامل المنافسة مع المنتوج الأجنبي في سوق ما سواء في إفريقيا أو آسيا أو أوروبا. شخصية تبون حسب عمور تبدو مناسبة جدا للمرحلة القادمة، انطلاقا من القرارات التي اتخذها خلال فترة تسيير قطاع السكن وبالأخص التجارة التي عرفت حراكا وصرامة في التسيير وانضباطا كبيرا، ونتوقع من الحكومة قرارات صارمة من شأنها أن تعطي طابعا جديا للخروج بنتائج ميدانية ايجابية.