تتواصل بولاية تيزي وزو أزمة الحليب التي أثقلت كاهل المواطن بعدما اضطر للوقوف في طوابير يومية للحصول على كيس حليب، في ظل نفاده خلاله الساعات الأولى من الصبيحة، وأحيانا غياب كلي للمادة، حيث مازال مسلسل البحث عن كيس حليب مستمرا بعدة بلديات، وهو ما أثار استياء المواطنين، فيما بدأت ندرة هذه المادة في التزايد منذ أكتوبر الماضي. وذكر العديد من سكان بلديات الولاية الذين التقت بهم «المساء»، أن المواطنين مستاءون من استمرار أزمة نقص الحليب رغم طمأنة مديرية التجارة عبر الجرائد والإذاعة، موضحين أن الأزمة في بدايتها كانت ببعض المحلات، لكن مع الوقت أصبح المشكل مطروحا بكل المحلات، خاصة بعد تقليص الكميات الموزعة على كل محل، ليعود المستهلك قاصد المحلات والأسواق على أمل اقتناء هذه المادة بأياد فارغة أحيانا؛ لأن المادة نفدت، وأحيانا أخرى لم توزع على المحلات. وأكد بن حاجي أحسن رئيس مصلحة الأسواق والمعلومة الاقتصادية بمديرية التجارة ل «المساء»، أن بالولاية أربع ملبنات، حيث تنتج ملبنة ذراع بن خدة 351 ألف لتر من الحليب يوميا، في حين تنتج ملبنة «باتوراج» 85 ألف لتر يوميا، بينما يصل إنتاج ملبنة «ماتينال» إلى 36 ألف لتر من الحليب يوميا، و «تيفرا» 19 ألف لتر يوميا، ما يحقق إنتاجا كليا قدره 460 ألف لتر يوميا، مضيفا أن هذه الملبنات تحول يوميا نحو 8000 لتر نحو ولاية بجاية مقابل 80 ألف لتر تحوَّل نحو البويرة، و36 ألف لتر نحو بومرداس. وأضاف أن مديرية التجارة قامت بإنجاز دراسة أظهرت أن معدل الاستهلاك للحليب يقدّر ب 0.4 لتر، موضحا أن نقص المنتوج بالولاية راجع إلى تخفيض الديوان الوطني المهني للحليب، كمية الغبرة الممنوحة للولاية، وأن مديرية التجارة لم تبق مكتوفة الأيدي، حيث قامت بمراسلة «أونيل» بغرض مطالبتها برفع حصة الغبرة الممنوحة للولاية، لكن لم يصل أي رد. كما قامت المديرية بعقد عدة لقاءات مع أصحاب الملبنات من أجل إيجاد حل لمشكل نقص حليب الأكياس في الأسواق والمحلات، عبر اتخاذ إجراءات تسمح بتوفير هذا المنتوج بكل بلديات الولاية، بدءا من تحديد احتياجات كل بلدية ودائرة، علما أنه يوجد بين الملبنات و»أونيل» دفاتر شروط بخصوص الكميات التي توزع على البلديات، حيث قامت المديرية بإجراء تغيير على عملية التوزيع من أجل إنهاء مشكل التموين المطروح ببعض البلديات بفضل إنشاء «نظام المناطق»، حيث تتكفل كل ملبنة بجهة من الولاية. كما تضمنت هذه الإجراءات دعوة الملبنات إلى رفع الإنتاج خلال الأسبوع الأول من رمضان. واغتنم المتحدث الفرصة لدعوة المستهلك بالولاية إلى اقتناء ما يكفيه من الحليب؛ مثلا كيسين بدل 10 أكياس لتفادي تسجيل الضغط والنقص، والسماح للجميع بالظفر بهذا المنتوج.