أصبحت ظاهرة اختفاء حاويات النظافة من معظم الأحياء الحضرية بولاية وهران، لاسيما الأحياء الجديدة منها، على غرار حي بلقايد، عين الترك، السانيا و الصباح بسيدي الشحمي، من الأمور الغريبة التي لم يألفها سكان وهران. الكثير من المواطنين لم يتفطنوا في بداية الأمر للوضع، غير أن استمرار الأمر على حاله لمدة فاقت الأسبوع، جعل الكثير من السكان على مستوى مختلف الأحياء السكنية الجديدة لا يفهمون سبب غياب الحاويات وعدم وجودها في الأماكن المخصصة لها، حتى أن الكثير من عمال النظافة ورافعي القمامة المنزلية رفضوا العمل بسبب كثرة المشاكل وعدم التحكم في الوضع، كونهم يجدون أنفسهم مجبرين على رفع القمامة المنزلية، إذ أصبحوا يقضون وقتا في جمعها بالنظر إلى تبعثرها خارج الحاويات. تضاعف انتشار القمامة المنزلية في شهر رمضان الكريم بشكل كبير وغريب بسبب ارتفاع معدل الاستهلاك لدى المواطنين، وهو ما يعني بالضرورة ارتفاع نسبة النفايات المنزلية، الأمر الذي صعب كثيرا من مهام عمال النظافة بالبلدية. وفي هذا الإطار، يعترف مسؤول رفع النفايات المنزلية ببلدية وهران بأن المشكل مطروح بشكل كبير على مستوى مختلف الأحياء الشرقية للمدينة، التي تضررت كثيرا من هذه الوضعية، التي تأكد من خلال القيام بعدة تحريات، أن لصوصا يقومون بالسطو على هذه الحاويات ويبيعونها على مستوى سوق الخردة بما لا يقل عن 6000 دينار للوحدة. وهو الفعل الذي استنكره العديد من المواطنين الذين علموا بالخبر، حيث تفاجأ عدد من المواطنين بواحد من الأحياء الجديدة بأنه لم يمر أكثر من يومين على وجود الحاويات التي وضعتها المصالح البلدية في أماكنها لتختفي بعد ذلك، وهي جديدة، الأمر الذي جعل نفس المصالح البلدية، بالتنسيق مع مديرية البيئة، تعمل على وضع حاويات أخرى جديدة. وحسب بعض العارفين بخبايا هذه السرقات، فإنها تتم من طرف أناس لا هم لهم سوى ببيع هذه الحاويات لأصحاب مختلف المؤسسات المتخصصة في رسكلة النفايات، من أجل إنتاج أشكال معينة من الأدوات المنزلية البلاستيكية التي يعتبر ربحها مضمونا. كما أن هناك من المواطنين من يقوم باستغلال هذه الحاويات في مسكنه لجمع الخردة أو أشياء أخرى، لا يعلمها إلا المعني بالأمر نفسه.