أحصت مديرية التعمير والبناء لولاية وهران، استرجاع 200 هكتار من العقارات، تزامنا وانتهاء المرحلة الأولى لترحيل سكان منطقة رأس العين، التي شملت ترحيل نحو 1840 عائلة من منطقة رأس العين بالبلانتير إلى منطقة وادي تليلات، فيما تم هدم 115 عمارة قديمة بعدة أحياء، كانت متواجدة فوق عقارات هامة تتوسط المدينة. استرجعت مصالح ولاية وهران خلال مختلف عمليات الترحيل التي عرفتها المدينة، نحو 200 هكتار من العقارات التي كانت تنتشر فوقها المباني القصديرية بحي البلانتير، والتي ستضاف لنحو 250 هكتارا من العقارات التي تم استرجاعها خلال مختلف عمليات الترحيل السابقة، لتصل بذلك مساحة العقارات المسترجعة بوهران إلى حوالي 450 هكتارا، ستوجه لصالح عدة مشاريع حيوية وتنموية، حسب مصادر من الولاية، فيما سيتم تشجيير عدة مساحات بمنطقة رأس العين التي تعد منطقة شبه جبلية، لمنع استغلالها مجددا في بناء سكنات قصديرية. كانت مصالح الولاية قد شرعت منذ أسابيع في عملية هدم واسعة للمباني القديمة التي استفاد سكانها من شقق جديدة بالقطب الحضري بلقايد، وكذا بمنطقة وادي تليلات، وهي المباني التي كانت الدراسات التقنية قد أكدت عدم قدرتها على الصمود، بالرغم من كون بعضها ذات طابع تاريخي، حيث تقرر هدمها. وقد بلغ عدد العمارات والمباني القديمة التي تم هدمها 115 عمارة، فيما تبقى عدة عمارات مبرمجة للهدم مباشرة بعد ترحيل نحو 3000 عائلة مقيمة بهذه العمارات القديمة المنتشرة عبر مواقع 8 مندوبيات حضرية، وهي الحمري والمقري والمقراني وسيدي الهواري وسيدي البشير وابن سينا، البدر والأمير، حيث تنتشر في هذه المناطق حوالي 450 بناية قديمة، سيتم هدم معظمها واستعادة العقارات التي تتواجد فوقها، والتي ستوجه لصالح المنفعة العمومية وكذا لبعض المشاريع الخاصة، حيث سيتم عرض بعضها على المزايدات لاستغلالها من طرف الخواص. في المقابل، مازالت عدة مباني قديمة ببلدية وهران تشكل خطرا على المواطنين والمارة، تم إخلاؤها من السكان دون هدمها، على غرار عدة مباني ببلدية وهران وبالضبط بحي سيدي الهواري العتيق، حيث تتواجد عدة مباني شاغرة لم تتمكن السلطات من هدمها بسبب تواجدها بجوار مبان أخرى لم يتم ترحيل سكانها، لتتحول إلى خطر حقيقي، وقد أكدت مصالح البلدية أنه تمت مراسلة السلطات حول المشكل، غير أن عملية التدخل تبقى رهينة بإخلاء المباني المجاورة، على اعتبار الطبيعة العمرانية للمباني القديمة بمنطقة سيدي الهواري. وقد شهدت منطقة سيدي الهواري أكبر عمليات الهدم التي طالت المباني القديمة، والتي تصنف في خانة المواقع التاريخية، وقد سارعت مصالح الولاية منذ أشهر إلى عملية جرد وتحقيق عمراني شارك فيها عدد من الخبراء، وهي العملية التي طالت عشرات المباني المبرمجة للهدم، وقد تقرر بعد انتهاء العملية الإبقاء على 12 بناية قديمة تحمل مواصفات المواقع التاريخية والتراثية، وهي العمارات التي وجدت اللجنة بأنها لا تزال قادرة على الصمود، وعلى ضوء التقرير المعد، قرر والي وهران السابق السيد عبد الغاني زعلان، ترميمها وتحويلها لمقرات عمومية ستوجه لصالح المديريات التنفيذية، وهي العملية التي لم تنطلق إلى اليوم، رغم توزيع بعض المباني على مديريات تنفيذية بالولاية.