حل وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس أمس، بالعراق، في زيارة خاطفة تهدف إلى تقييم آخر تطورات الوضع الأمني في هذا البلد إضافة إلى الوقوف على مستجدات العملية السياسية· ووصل غيتس إلى مدينة الموصل عاصمة محافظة بنينيف الواقعة على بعد 370 كلم شمال بغداد قادما من العاصمة الأفغانية كابول·ويلتقي وزير الدفاع الأمريكي خلال زيارته هذه بالمسؤولين العسكريين الأمريكيين ومع المسؤولين السياسيين العراقيين وفي مقدمتهم الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي· وقال المتحدث باسم البنتاغون غوف مورال لحظات قبل وصول غيتس، أن هذا الأخير جاء الى العراق من أجل الوقوف شخصيا على آخر تطورات الوضع الأمني منذ زيارته الأخيرة إلى هذا البلد قبل ثلاثة أشهر· وكان غيتس رافق الرئيس الأمريكي جورج بوش خلال زيارته التي قادته إلى محافظة الأنبار بغرب العراق وذلك قبل أن يطالب قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال دفيد بتريوس بإنسحاب جزئي لهذه القوات بدءا من شهر ديسمبر الجاري· وتأتي زيارة روبرت غيتس الى العراق في الوقت الذي أكدت فيه عديد التقارير الأمنية وتصريحات المسؤولين الأمريكيين والعراقيين على أن الأوضاع الأمنية في هذا البلد تتجه نحو تحسن تدريجي وأن العنف انخفظت وتيرته منذ الصيف الماضي· وأرجعت هذه التقارير تحسن الوضعية الأمنية إلى نجاعة الخطط الأمنية لا سيما في العاصمة بغداد وتمكن الجيش الأمريكي من تطبيق مخططه في تجنيد العشائر والطائفة السنية ضد تنظيم القاعدة· وفي هذا السياق كشفت إحصائيات أن حوالي 70 ألف من المسلحين تركوا صفوف المقاومة العراقية والتحقوا بالقوات النظامية الحكومية وهو ما سمح بانخفاض نسبي لوتيرة العنف· وإذا كانت زيارة وزير الدفاع الأمريكي إلى العراق تهدف إلى تقييم الوضع الأمني في مضمونها العام فإن مستجدات العملية السياسية في هذا البلد ستفرض نفسها خلال مباحثاته مع المسؤولين السياسيين العراقيين خاصة وأن الولاياتالمتحدة تضغط على حكومة المالكي لتقرير بعض القوانين الهامة لا سيما تلك المتعلقة بتقسيم عائدات النفط· كما أنه من المتوقع أن يثير وزير الدفاع الأمريكي مسألة المفاوضات التي من المقرر أن تنطلق العام القادم بين بغداد وواشنطن للتوصل إلى اتفاق إطار استراتيجي حول تحديد مستقبل تواجد القوات الأمريكية في العراق· وكان الرئيس بوش والمالكي وقعا في 26 نوفمبر الماضي إعلان مبادئ في هذا الإطار· وتزامنا مع وصول وزير الدفاع الأمريكي إلى مدينة الموصل شهدت هذه الأخيرة عملية انتحارية استهدفت دورية للشرطة العراقية وأسفرت عن سقوط شخص وإصابة خمسة آخرون· ولم يتوقف مسلسل العنف عند هذا الحد حيث لقي خمسة أشخاص مصرعهم وأصيب أكثر من عشرة آخرين في انفجار سيارة مفخخة وسط مدينة بعقوبة كما قتل شخصان وأصيب عشرة آخرون بجروح في انفجار سيارة مفخخة بكركوك·