انطلقت، منتصف نهار أمس الأحد، من ميناء الجزائر العاصمة، قافلة إغاثة «غزة 04» باتجاه قطاع غزّة بفلسطين، تضم 14 حاوية من الحجم الكبير محمّلة بمواد غذائية وأدوية وألبسة وكل المستلزمات الضرورية، بقيمة مالية تقدر ب3.2 ملايين دولار، وتهدف هذه المبادرة التضامنية إلى التخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني إزاء الحصار المفروض عليه منذ أكثر من 10 سنوات. وتمثّلت محتويات هذه القافلة الإنسانية التي نظمتها لجنة الإغاثة التابعة لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، في 04 سيارات إسعاف مجهزّة بكل الوسائل والمعدات الطبية و20 نوعا من المستهلكات الطبية الضرورية و137 نوعا آخر من الأدوية الحيوية، يضاف إلى ذلك 26 مولدا كهربائيا من الحجم الكبير، وكميّة معتبرة من المصابيح الكهربائية، إلى جانب 20 طنا من معجون التمر، و25 دراجة هوائية وألبسة متنوعة ومستلزمات الأطفال الرضع. وعرف انطلاق هذه القافلة نحو قطاع غزة على مسار «الجزائر-إسبانيا-الاسكندرية- بور سعيد-قناة السويس-العريش-ثم الميناء البري برفح، حضور المدير العام لميناء الجزائر ورئيس جمعية العلماء المسلمين ورئيس المجلس الإسلامي الأعلى ومستشار ممثل السفير الفلسطيني بالجزائر، حيث كانت الكلمة الافتتاحية للمدير العام للميناء، العربي محمد، الذي حيّا جهود كافة المشاركين في تحضير وتنظيم إجراءات هذه الخطوة النبيلة، مؤكدا أن مؤسسة ميناء الجزائر مستعدة على الدوام لاحتضان مثل هذه المبادرات التي تجدّد أواصر الأخوة والتضامن مع الشعب الفلسطيني الشقيق. وأكد رئيس الجمعية، عبد الرزاق قسّوم، بدوره، أن هذه الخطوة التضامنية تكتسي مجموعة من العوامل الهامة دفعتنا إلى التحمّس أكثر لتنظيمها، لتزامن انطلاقها إلى الأشقاء الفلسطينيين بقطاع غزة مع شهر رمضان المعظم، المفعم بمعاني التآخي والتكافل والتضامن، وهو ما يدل على السخاء الكبير للشعب الجزائري تجاه أشقائه بفلسطين الجريحة للتضامن معهم في مقاومة الاحتلال. وأضاف قسوم، أن انطلاق هذه القافلة يأتي في مناخ إقليمي ودولي متأزم انعكس سلبا على القضية الفلسطينية التي تعيش أحلك أيامها في ظل تواصل الحصار الاسرائيلي على شعبها، وتعقد الأزمة المالية واتهام المقاومة الفلسطينية بالإرهاب، داعيا بالمناسبة إلى ضرورة تصحيح المفاهيم حول هذه المغالطات الكبرى. كما حيّا رئيس لجنة الإغاثة بجمعية العلماء المسلمين، عمار طالبي، جهود كل المشاركين في تنظيم هذه العملية الخيرية سواء من قريب أو من بعيد، منوّها بالتعاون الكبير الذي قدمه مسؤولو وحدات ومخابر إنتاج الأدوية بالجزائر من أجل تقديم مختلف الأدوية الضرورية للشعب الفلسطيني بالقطاع. ومن الجانب الفلسطيني، عبّر مستشار السفير الفلسطيني بالجزائر عن الامتنان الكبير لبلده لتجديد العهد مع تضامن الجزائر شعبا وحكومة مع القضية الفلسطينية، في محاولة شجاعة للتخفيف من معاناة الغزّاويين الذين يئنون تحت الحصار الصهيوني الغاشم، داعيا كل الضمائر العربية الحية إلى الاقتداء بمثل هذه المبادرات التضامنية. كما أثنى على مواقف الجزائر الثابتة في نصرة الشعب الفلسطيني في وقت تنكّرت له العديد من الدول العربية. وبدوره، دعا رئيس المجلس الاسلامي الأعلى بوعبد الله غلام الله في تدخل له، لجنة الإغاثة الى تكثيف اتصالاتها مع المسؤولين الفلسطينيين قصد الرفع من وتيرة الدعم والتضامن اتجاه سكان غزة، معبرا عن أمله في تكرار مثل هذه القوافل مستقبلا باعتبارها أحد الوسائل الكفيلة بالتخفيف ولو نسبيا من المعاناة اليومية التي يحياها سكان القطاع. واقترح غلام الله في هذا الإطار، العودة إلى تخصيص جزء من أموال الزكاة التي تجمع بالمساجد، لارسالها إلى الشعب الفلسطيني، مثلما كان معمولا به منذ 04 سنوات خلت، داعيا مقابل ذلك الى تضامن إسلامي كأولوية الأولويات. وكانت القافلة التضامنية «غزة 04»، التي توقفت في سنة 2014، تضم 06 حاويات أدوية ومعدات طبية فقي تلك الفترة بقيمة مالية قدرت ب4.5 ملايين دولار، وتم تدعيمها بعد العدوان الغاشم على غزة ب14 طبيبا جراحا متخصصا في جراحة القلب والعظام والأعصاب وطب الأطفال والكلى.. علما أن خطوة الأمس جاءت بعد حصول جمعية العلماء المسلمين على الموافقة من قبل السلطات المصرية يوم 02 فيفري 2017 لإدخال القافلة إلى القطاع.