سيارات إسعاف مجهزة و26 مولدا كهربائيا للتقليل من معاناة السكان أعلنت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين عن انطلاق قافلة الجزائر الرابعة لإغاثة الفلسطينيين في غزة من ميناء الجزائر حيث تم أمس شحن 14 حاوية من الحجم الكبير تتضمن مساعدات مختلفة تقدر قيمتها بحوالي 3,2 مليون دولار (35 / 45 مليار دينار). وكشف المنظمون في ندوة صحفية عقدت بمقر المديرية العامة لمؤسسة ميناء الجزائر أن المساعدات” تشمل 4 سيارات إسعاف مجهزة بالكامل، 20 نوعا من المستلزمات الطبية وبكميات كبيرة، 173 صنف أدوية حيوية بكميات كبيرة، 26 مولدا كهربائيا منها صنف بقوة إنتاج هائلة مع كميات كبيرة من المصابيح، 20 طنا من معجون التمر وكميات من الألبسة والأغطية وكذا 35 دراجة هوائية”. وأرجع أصحاب المبادرة أن المسعى لم يتوقف منذ 2014 حينما لم يكن الوضع يسمح خاصة الأوضاع الصعبة التي مرت بها الشقيقة مصر التي أبدت بتاريخ 2 فيفري 2017 موافقتها على إدخال المساعدات إلى قطاع غزة لتنطلق العملية بشكل ملموس حتى أنهيت آخر ترتيباتها أمس، لتنطلق هدية الجزائر بحرا على متن باخرة “ب س هامبورغ” إلى فلسطين في ظل توقعات بأن تجد كل المرافقة على أرض الكنانة. مبادرة متميزة في وقت حساس وأكد نائب ممثل سفارة فلسطين أن الجزائر تبقى الملاذ الأخير للشعب الفلسطيني، معبرا عن الشكر لدولتها ولشعبها ليوضح أن شعلة المقاومة على امتداد فلسطين لم تنطفئ مثلما يتمسك به شعبها حيث وقّع 300 ألف الصلاة بالمسجد الأقصى الجمعة الفائت فقط متحدين القيود والحواجز والمطاردات القمعية كما أن هناك من استشهد على أسوار المسجد بباب العمود تعبيرا عن الوجود وإرادة لا تلين في التمسك بالأرض. وهي نفس الصورة التي نقلها محمد عثمان من أرض فلسطين قائلا”إن ما تقوم به الجزائر يعكس وفاءها الثابت”، مضيفا أن الحصار المضروب على غزة”يهدف إلى كسر إرادة المقاومة من خلال تفشي البطالة والأمراض واتساع رقعة الفقر ولذلك فإن هذا الدعم البطولي الذي جاء في وقت حساس سيحفظه التاريخ للأجيال”. تجديد الوفاء لفلسطين والتضامن مع شعبها وبعد أن أكد المدير العام لمؤسسة ميناء الجزائر محمد العربي أن مرافقة هذه القافلة الإنسانية التي تندرج في إطار التضامن مع الشعب الفلسطيني خاصة سكان غزة المحاصرين لأكثر من عشر سنوات يعكس مجددا وفاء الجزائر على كافة المستويات لمبدأ الدعم اللامشروط للشعب الفلسطيني ومناصرة قضيته، مشيرا إلى أن مؤسسة ميناء الجزائر تحت إشراف وزارة الأشغال العمومية والنقل ومجمع الخدمات المينائية “سيربور” لا تدخر جهدا في تقديم كل المساعدة اللازمة والتسهيلات الضرورية وتبسيط الإجراءات لتجهيز القافلة. دعم معركة الأمعاء الخاوية وتصحيح المفاهيم المغلوطة واعتبر رئيس الجمعية عبد الرزاق قسوم في كلمته أن “ميناء الجزائر الذي يعد قطعة عظيمة وسط مدينة الجزائر هو خندق غزة خدمة لفلسطين وأن لهذه الوقفة التضامنية دلالات قوية”. وشرح الظروف التي تم فيها تجهيز القافلة من حيث موعد انطلاقها في شهر رمضان، رمز التآخي والتعاون الذي لم يتأخر عنه الشعب الجزائري لتزويد الشعب الفلسطيني بالدعم في مواجهة الاحتلال، كما أن محتوياتها التي تقدر بأكثر من 3 ملايين دولار، وإن كانت قليلة بالنظر لحجم المعاناة الناجمة عن حصار غير مسبوق وشامل، تعكس وفاء الشعب الجزائري لمواقف دولته وقناعته الراسخة بالتضامن في ظل تمادي الاحتلال الصهيوني في ممارساته العنيفة بما في ذلك قطع الكهرباء وتجويع السكان الذين قدم أبناؤهم الأسرى بطولة في خوض معركة الأمعاء الخاوية للتأكيد على مقاومة الاحتلال. كما أن قافلة الجزائر الرابعة، يضيف قسوم، “تنطلق في ظل مناخ إقليمي ودولي متأزم ومن ثمة فإنها تفتح سبيلا لتصحيح المفاهيم المغلوطة وتقديم صورة حقيقية للمقاومة الفلسطينية التي يريد البعض وصمها بما ليس فيها”. وسجل بافتخار التسهيلات الملموسة التي رافقت القافلة منذ أولى خطواتها مشيدا بلجنة الإغاثة التابعة لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين وكافة المساهمين في تجسيد العملية من خيرين أفرادا ومؤسسات وكل الهيئات والسلطات العمومية المعنية التي تحرص على أن يكون لدور المجتمع المدني موقع في تنمية روح التضامن مع الشعب الفلسطيني. لحظة التقاط خيط التضامن الإسلامي العربي وبدوره شكر عمار طالبي رئيس لجنة الإغاثة بالجمعية المتبرعين والمحسنين خاصة فيما يخص الأدوية ومولدات الكهرباء التي تسمح عند تشغيلها بإضاءة أحياء وأزقة غزة، موضحا أن الباخرة التي تنطلق من الجزائر باتجاه إسبانيا ثم ميناء الإسكندرية ترسو ببور سعيد، حيث تشحن الحاويات مجددا لتقطع عبر قناة السويس نحو ميناء العريش ومنه برا إلى غزة حيث ينتظر المرضى والمعطوبون والسكان المحاصرون لحظة التقاط خيط التضامن الإسلامي والعربي المطلوب في هذه الظروف القاسية. وتأسف طالبي بلسان المتألم لتراجع مركز القضية الفلسطينية في المشهد العربي والإسلامي اليوم لتصبح كما أضاف على الهامش بالنسبة لعدد من الدول العربية التي يريد بعضها التعاون مع الاحتلال، وتساءل عما إذا كانت الأزمة التي تلقي بظلالها اليوم على الساحة العربية بسلام ليعود البيت العربي إلى وضع سليم، غير أنه كما أضاف “لا تبدو المؤشرات الراهنة توحي بذلك، إنما تدفع إلى مزيد من التشرذم ليضيع ما تبقى من المقدرات”. قفة رمضان وجانب من الزكاة لفائدة الشعب الفلسطيني وأبرز رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بو عبد الله غلام الله الذي شارك في اللقاء أهمية الفعل التضامني بهذه الصورة وفي هذا الشهر المتميز، مسجلا انسجاما بين التضامن الرسمي للجزائر ونظيره الشعبي كما تقوم به جمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي تنجز عمليات تضامنية نوعية. ودعا إلى السعي لتخصيص قفة رمضان وجانب من الزكاة لفائدة الشعب الفلسطيني ضمن المجهود الوطني الواسع واضعا بناء تضامن إسلامي واسع يليه التضامن العربي من أجل تمكين المواطن الفلسطيني البسيط من استمرار العيش وتجديد قوة مقاومة الاحتلال الذي يدوس على المواثيق والمعاهدات الدولية في ظل عالم يتجه إلى تجاهل القضية الجوهرية في الشرق الأوسط بين متنصل من تعهداته ومتنكر لها ومتردد بشأن حماية حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.