لم يفز باراك أوباما بالانتخابات الرئاسية في الولاياتالمتحدةالأمريكية ببرنامج وبأفكار الزعيمين الزنجيين مارتن لوثر كينغ ومالكوم اكس، ولم يفز وهو يرتل القرآن أو وهو يعد المسلمين بتحرير القدس. سيدخل أوباما البيت الأبيض كونه أمريكيا مسيحيا بروتستانتيا، بعد أن تبرأ ممّا قيل عن إسلامه واعتبره تهمة، وبعد أن غازل اللوبي اليهودي حتى أنّه في خطاب التهنئة الذي ألقاه مباشرة بعد إعلان نتائج الانتخابات شكر شخصية واحدة ووحيدة هي أحد زعماء اللوبي اليهودي في أمريكا. أوباما الآن، ليس أوباما الذي كان قبل الحملة وقبل الفوز بمنصب رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية، أوباما حاليا هو جزء من المؤسسة الأمريكية التي صنعته وأوصلته إلى قيادة البيت الأبيض، وهي المؤسسة التي خاطت برنامجه وعدّلت أفكاره ونقّحت معتقداته، وهي التي حذفت حتى اسمه الوسطي "حسين " من اسمه الثلاثي، فأوباما هو ابن "السيستام الأمريكي" ولا يمكنه أن يتمرد عليه أو يخرج عن المؤسسة. وكون أوباما زنجيا، أسودَ اللون، من أصول إفريقية، عائلته من أبيه مازالت تسكن كينيا وكون والده مسلما وزوج أمه الأندونيسي مسلما. فهذا لا يؤدي أن يقدم الرئيس الرابع والأربعون لأمريكا -وحتى وإن كان زنجيا- هدايا للعرب والمسلمين والأفارقة، بل أنه لا يضمن لهم حتى استرجاع حقوقهم المهضومة. فأوباما هو رئيس أمريكا وكفى ... ولا يمكن للعرب والمسلمين أن يفرطوا في التفاؤل برئاسته.