أصبح باراك أوباما منذ منتصف يوم أمس بالتوقيت المحلي الأمريكي (الساعة الخامسة بالتوقيت العالمي) أول رئيس من أصول زنجية يعتلي كرسي الرئاسة في الولاياتالمتحدةالأمريكية. ووصل الرئيس اوباما صباح أمس إلى البيت الأبيض حيث التقى بسابقه جورج بوش قبل أن يتوجه إلى أداء اليمين الدستورية بساحة الكابتول بمقر الكونغرس الأمريكي في العاصمة واشنطن ليكون أول رئيس من أصول زنجية يتربع على عرش البيت الأبيض. وتسلم الرئيس أوباما مهامه من الرئيس السابق جورج بوش الذي أمضى ثمان سنوات في البيت الأبيض أمام مئات الآلاف من محبيه الذي توافدوا منذ فجر أمس على ساحة الكابيتول مقر الكونغرس الأمريكي في العاصمة واشنطن للمشاركة في هذا الحدث التاريخي. وأدى الرئيس أوباما من على منصة التنصيب اليمين الدستورية أمام عضو هيئة المحكمة العليا القاضي جون بول ستيفنز واضعا يده على نسخة من انجيل الرئيس ابرهام لنكولن وردد كلمات "إني أتعهد بإجلال بالقيام بكل أمانة بالمهام الموكلة إلي كرئيس للولايات المتحدة وأن أعمل جاهدا وبكل الإمكانيات المتوفرة للحفاظ والحماية والدفاع عن الدستور الأمريكي". وكانت من أهم صور حفل التنصيب الخطاب الذي ألقاه الرئيس الجديد والذي تضمن رسالة برنامجه السياسي والاقتصادي والاجتماعي للولايات المتحدة ونظرته لمعالجة بلاده القضايا التي تشغل أمريكا والعالم. وكان المتتبعون لعملية تنصيب الرئيس اوباما قد توقعوا ان يلقي هذا الأخير خطابا مقتضبا لكنه مميزا. وتلا الخطاب التوقيع على قائمة تضم أسماء أعضاء إدارته المرشحين والتي يتم الاحتفاظ بها لدى الأمين العام للكونغرس. وافتتح حفل التنصيب بأداء عدة مقطوعات موسيقية وشعرية أعقبتها صلوات دينية. وشهدت مراسيم تنصيب الرئيس الأمريكي الرابع والأربعين الذي كان مرفوقا بزوجته ميشال وابنتيه مشاركة ما يقارب ثلاثة ملايين من محبيه الذين توافدوا منذ اللحظات الأولى من فجر أمس على ساحة الكابيتول التي احتضنت هذا الحدث التاريخي وسط إجراءات أمنية مشددة. فقد قامت السلطات الأمنية الأميركية بنشر الآلاف من عناصر الشرطة والمباحث الفيدرالية على طول الشارع المؤدي إلى ساحة الكابيتول وبمحيطها. ووضعت أجهزة الدفاع المدني في حالة تأهب في وقت بلغ عدد المشاركين 240 ألف شخص على مقربة من منصة الاحتفال في حين تابع مئات الآلاف الآخرين حفل التنصيب من الخارج عبر شاشات عملاقة وضعت خصيصا لهذا الحدث المميز. وكانت احتفالات أقيمت أول أمس تمهيدا لحفل الترسيم منها احتفال أقيم بواشنطن بمناسبة الذكرى الثمانين لميلاد الزعيم الزنجي مارتن لوثر كينغ شارك فيها الرئيس المنتخب اوباما وقال في كلمة ألقاها "كان كينغ يحلم بأن يتقاسم الأمريكيون جميعا نعمة الحرية وأن يصعد أطفالنا سلما أعلى مما صعدنا نحن". وأضاف أن "أحلام الأمريكيين متداخلة مع بعضها البعض وأنه بينما يمضي على درب تجديد العهد لهذه الأمة فينبغي تذكر الدرس الذي ألقاه كينغ وهو أن "أحلامنا مهما تباينت فهي واحدة". للإشارة فإن مئات الأشخاص كانوا شاركوا ليلة الإثنين إلى الثلاثاء في مظاهرات أمام البيت الأبيض الأمريكي للتعبير عن احتجاجهم على سياسات جورج بوش ومعارضتهم للحرب الأمريكية في العراق. وقام المتظاهرون بقذف الأحذية على مقر سكن الرئيس بوش في آخر ليلة يمضيها في البيت الأبيض في نهاية فترته الرئاسية التي دامت ثماني سنوات وكانت من أفلس العهد الرئاسية في تاريخ الولاياتالمتحدة.