تعتبر دائرة بئر العرش الواقعة شرق ولاية سطيف، من بين الدوائر الأكبر مساحة على مستوى الولاية، حيث تضم أربع بلديات هي؛ تاشودة، البلاعة، الولجة وبئر العرش، وتحتل موقعا إستراتيجيا هاما لتواجدها بين قطبين تجاريين هامين على المستوى الوطني، ويتعلق الأمر ببلديتي العلمة وتاجنانت، كما أنها من الدوائر الأولى على المستوى الوطني في تصدير اللحوم بنوعيها البيضاء والحمراء، ولمعرفة جديد الدائرة من حيث المشاريع التنموية، اقتربت جريدة «المساء» من رئيس الدائرة، السيد عمار شتيرات، وأجرت معه الحوار الآتي: ❊ الدولة بذلت مجهودات في قطاع السكن، ما هو واقع هذا القطاع على مستوى الدائرة؟ ❊❊ استفادت دائرة بئر العرش من حصص سكنية معتبرة، منها 430 مسكنا عموميا إيجاريا، وزعت منها 240 وحدة، والأشغال جارية في الحصص الأخرى. كما تم بنفس البلدية اختيار الأرضية من أجل إنجاز قطب حضري به 500 وحدة سكنية بصيغة «عدل»، في انتظار الانطلاق في الأشغال بعد الانتهاء من الإجراءات الإدارية، فضلا عن استفادتها من 753 حصة من السكن الريفي من عام 2002 إلى غاية سنة 2013، منها 716 انتهت الأشغال بها، 33 قيد الإنجاز، في حين لم تنطلق الأشغال بأربعة منها. أما بلدية البلاعة، فقد استفادت من 110 مساكن عمومية إيجارية، تم توزيع 40 منها في انتظار ربطها بمختلف الشبكات وتسليم المفاتيح لأصحابها، كما استفادت من 870 حصة سكنية ريفية أنجزت منها 852 و17 قيد الإنجاز، في حين استفادت بلدية الولجة من 90 سكنا عموميا إيجاريا تم توزيعها ولم يتم تسليم المفاتيح، في انتظار الانتهاء من ربطها بالشبكات، بالإضافة إلى استفادتها من 885 حصة سكنية ريفية انتهت الأشغال من 839 حصة، أما بلدية تاشودة فاستفادت من 230 وحدة سكنية عمومية إيجارية و815 حصة سكنية ريفية أنجزت منها 782 والأشغال جارية ب31 حصة أخرى. ❊ نعلم أن العديد من المؤسسات التربوية تعاني الاكتظاظ، ما تعليقك؟ ❊❊ هذا الإشكال لا يتواجد على مستوى دائرتي فقط، فالعديد من دوائر وبلديات الوطن تعاني الاكتظاظ بمؤسساتها التعليمية، لهذا أعلمك أن دائرتي تتوفر على 39 ابتدائية، 07 متوسطات و03 ثانويات، كما استفاد هذا القطاع من عدة مشاريع، من شأنها تحسين المستوى الدراسي للتلميذ، منها اقتناء وتركيب أجهزة التدفئة والتبريد وإصلاح الامساكية بالمدارس الابتدائية ببلديتي بئر العرش وتاشودة، تهيئة وإعادة الاعتبار للمؤسسات المدرسية للطور الابتدائي ببلدية الولجة، إنجاز مطعم مدرسي ببوجنادة ببلدية البلاعة، دراسة وإنجاز وتجهيز قسمين بابتدائية عبود عبد الرحمان ببلدية البلاعة. أما بخصوص المشاريع القطاعية، فقد تم الانتهاء من إنجاز ثلاثة أقسام جديدة بمدرسة مفدي زكريا، في حين ستنطلق الأشغال في إنجاز ثلاثة أقسام أخرى بمدرسة مداسي موسى ببلدية بئر العرش، ستوفر أماكن إضافية وراحة للمتمدرسين في الموسم الدراسي المقبل. ❊ ماذا عن ملف الاستثمار بالدائرة؟ ❊❊ تتوفر دائرة بئر العرش تتوفر على منطقتين صناعتين؛ واحدة ببئر العرش وتضم 33 قطعة، وأخرى بلهوى عبد الرحمان وتضم 63 قطعة، وسجلنا حاليا 25 طلبا من طرف المستثمرين الخواص الراغبين في الاستثمار، أغلب مشاريعهم في القطاع الفلاحي، خاصة أن الدائرة فلاحية بامتياز، و«تعتبر بئر العرش من بين الدوائر الأولى على المستوى الوطني في تصدير اللحوم». ❊ كيف يسير قطاع الموارد المائية بالدائرة؟ ❊❊ دائرة بئر العرش تتوفر على 41 نقبا و27 خزانا مائيا، تتواجد على مستوى البلديات الأربع بمختلف المشاتي التابعة لها، ومراكز البلديات ومع ذلك تبقى بحاجة إلى هذه المادة الحيوية، لذلك تم اقتراح عدة مشاريع في القطاع، حيث أن الأشغال جارية بها، على غرار إنجاز محطة للتصفية ببلدية بئر العرش بمبلغ يتجاوز 30 مليار سنتيم، مع إعادة تأهيل قناة الدفع لمركز بئر العرش ابتداء من نقب تنوطيت بمبلغ 04 ملايير سنتيم، إنجاز خزانات مائية علوية سعة 1000م3، تجديد القناة الرابطة بين رأس الشبكة والخزان ببلدية البلاعة بمبلغ يتجاوز 800 مليون سنتيم، وإنجاز محطة للتصفية ببلدية الولجة والتي رصد لها مبلغ مالي يقدر ب25 مليار سنتيم، كما تم خلال هذه السنة تسجيل مشروع تجديد قنوات التطهير بأكبر تجمع سكاني على مستوى بلدية الولجة، ويتعلق الأمر بالمجمع السكني لهوى عبد الرحمان، في انتظار أن تنطلق الأشغال بمشروع إنجاز وتجهيز نقب بمشتة ستيتة ببلدية بئر العرش، وهو المشروع الذي رصد له مبلغ يقدر بأزيد من مليار سنتيم، حيث تسير كل مشاريع هذا القطاع بوتيرة حسنة. ❊ ما هو جديد التحسين الحضري على مستوى الدائرة؟ ❊❊ بما أن التهيئة أو التحسين الحضري هو الواجهة لأية منطقة، سعينا إلى تسجيل العديد من المشاريع في هذا الشأن، منها ما انطلقت الأشغال بها، على غرار التهيئة الحضرية بحي عقون ببلدية بئر العرش بمبلغ 10 ملايير سنتيم، وما تزال إجراءات المنح جارية كمشروع التهيئة الحضرية ببلديات البلاعة، الولجة وتاشودة، والتي رصد لها مبلغ مالي يقدر ب04 ملايير سنتيم، ومشاريع التحسين الحضري كلها ستنطلق في وقتها المحدد، وهي المشاريع التي من شأنها إعطاء وجه آخر للمدينة. ❊ ماذا عن واقع قطاع الأشغال العمومية؟ ❊❊ قطاع الأشغال العمومية من بين القطاعات التي أعطت لها الدولة أهمية كبرى، خاصة أن الطريق هو الشريان الحيوي لكل منطقة، ولهذا فإن القطاع استفاد من العديد من مشاريع، منها التي انتهت بها الأشغال، على غرار تهيئة وإعادة الاعتبار للطريق البلدي الرابط بين مركز بلدية الولجة ومشتة لقراعشة بمبلغ 2.9 مليار سنتيم، ومن بين المشاريع التي تجري أشغالها؛ مشروع تهيئة وإعادة الاعتبار للطريق البلدي بين بلدية تاشودة وحدود بلدية القلتة الزرقاء، على مسافة 03 كلم بمبلغ مالي يفوق 2.6 مليار سنتيم، وكذا مشروع توسعة الطريق البلدي رقم 350 في المقطع الرابط بين بئر السمارة والبلاعة على مسافة 6.5 كلم بمبلغ ملياري سنتيم، بالإضافة إلى عدة مشاريع أخرى. ❊ ما حظ القطاعات الأخرى في برامج التنمية المحلية؟ ❊❊ بالإضافة إلى كل هذه المشاريع، استفادت الدائرة من عدة مشاريع أخرى قطاعية، من بينها إعادة تأهيل الملعب البلدي لكرة القدم لبلدية البلاعة، إنجاز مركب رياضي جواري بتاشودة بمبلغ يفوق 09 ملايير سنتيم، وفي قطاع الصحة إجراءات المنح جارية بخصوص تهيئة العيادة متعددة الخدمات ببلدية تاشودة بمبلغ يفوق 900 مليون سنتيم، كما توشك أشغال إنجاز مركز متقدم للحماية المدنية على الانتهاء، حيث رصد له مبلغ يقدر بأزيد من 4.4 ملايير سنتيم واستغرقت مدة إنجازه ثلاث سنوات. ❊ المحلات المهنية أصبحت حديث العام والخاص، ما تعليقكم؟ ❊❊ المشكل هو أن أغلب المحلات كانت غير مستغلة، ومؤخرا قامت لجنة تشرف عليها الدائرة بإحصائها، إلى جانب تلك التي قام أصحابها بكرائها دون وجه حق، وستتخذ بذلك إجراءات قانونية، حيث تم توجيه إعذار للمستفيد لاستغلال المحل أو استرجاعه منه وفق القانون، وأؤكد لكم أن المحلات مربوطة بكل الشبكات، لكن المستفيد هو من يقوم بتركيب العداد على عاتقه وليست الدولة، حيث هناك من استجاب للأعذار وقام بتسديد كل المستحقات، ومنهم من يزال يتماطل، مما يؤدي إلى استرجاع المحل بطريقة قانونية ومنحه لمن يستحقه، ولا أنكر أنه كان الأمن غير متوفر في ذلك المكان في السابق، أما الآن وبعد خروج اللجنة وضبطت كل الأمور، تم تعيين شخص يقوم بحراسة المكان، والمحلات مؤمنة ويمكن للسيدات مباشرة عملهن. ❊ هل من كلمة أخيرة؟ ❊❊ كلمتي أوجهها لمواطني دائرة بئر العرش، وأقول لهم بأنه على علم بكل انشغالاتهم وما عليهم إلا التريث، لأن المشاريع ستجسد حسب الأولوية، نظرا للأزمة المالية التي تعرفها الجزائر حاليا، ولهذا يجب عليهم أن يكونوا شركاء معنا في التنمية، وأؤكد لهم أن أبوابي مفتوحة لهم في كل وقت للاستماع لانشغالاتهم.